ما زالت الأنظار متّجهة بشكل دقيق جداً إلى جبهة جنوب لبنان، حيث تبدو التطورات الميدانية متسارعة ومتفاوتة بين يوم وآخر. وفي آخر المعطيات من الحدود اللبنانية الجنوبية،استهدف الجيش الإسرائيلي أحد فرق عمل "الميادين" في جنوبي لبنان.
ونعت القناة الشهيدين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، استشهدت مواطنة وأصيب 2 في قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفركلا في جنوب لبنان.
وأفاد مراسل "النهار" عن تعرّض أطراف بلدات عيتا الشعب، رامية، رميش، مجدل زون وشيحين للقصف الإسرائيليّ.
وتجدّد القصف الإسرائيليّ على بلدات كفركلا ، عديسة، الخيام ، دير ميماس وحمامص، كما تطال الغارات بعض المنازل السكنيّة.
وسقطت قذيفة على مركز للجيش في الوزاني وتسببت في أضرار ماديّة، فيما عُثر على قذيفة مجهولة المصدر على شاطئ بلدة الخرايب، في الزهراني.
كذلك تعرّصت أطراف بلدة الناقورة لقصف إسرائيلي بالقذائف المدفعية الثقيلة.
وفي وقت سابق، قصفت مدفعيّة الجيش الإسرائيلي بشكل متقطّع، فجر وصباح اليوم، أطراف بلدة علما الشعب وجبل اللبونة وجبل العلام، فيما سمعت رشقات ناريّة من مركز بركة ريشة في محيط بلدتي البستان وعيتا الشعب.
ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على المنطقة الحدودية في الجنوب فوق القطاع الغربي، على أطراف مجدل زون، طير حرفا، عيتا الشعب ورميش.
بيانات "حزب الله"
وقالت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" أنّه " مرةً جديدة تتعرض قناة الميادين إلى عدوانٍ صهيوني غاشم، فبعد القرارات التي اتخذتها حكومة العدو بالتضييق التعسفي على القناة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة غادرة أدت الى استشهاد الزميلين العزيزين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري".
وأضافت في بيان صادر عنها: "ان هذه الجريمة وما سبقها من اغتيال للشهيد الصحافي عصام العبد الله وإطلاق النار على الموكب الإعلامي في يارون وما قامت وتقوم به قوات الاحتلال من عمليات قتل لعشرات الصحافيين في غزة وتدمير مقراتهم، يكشف أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في فضح ممارسات العدو الإرهابية وكشف جرائمه المروّعة ضد المدنيين خصوصاً في قطاع غزة".
وتابعت: "ان مواصلة استهداف العدو للإعلاميين بشكل مباشر وعمليات القتل للصحافيين تظهر مدى انزعاج العدو البالغ من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام والتي استطاعت بجهودها وتضحياتها الكبيرة أن تحدث تحولاً في الرأي العام للصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل والمجرم".
وطالبت "الهيئات الدولية الإعلامية والانسانية بإدانة هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مماثلة ورفع الصوت عالياً وممارسة أعلى درجات الضغط على حكومة العدو لوقف عدوانها على الإعلاميين والمدنيين".
وختمت قائلة " ندين بشدة هذه الجريمة، ونتقدم من الزملاء في قناة الميادين وعائلة الشهيدين العزيزين بأحر التعازي والمواساة، وتؤكد أن هذا العدوان وما رافقه من استشهاد لمواطنين آخرين لن يمر من دون رد من مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين يسطرون في الميدان أروع ملاحم البطولة والفداء".
وأعلن "حزب الله" أنّه "استهدف عند الساعة 06:40 من صباح يوم الثلثاء منزلاً في مستعمرة المطلّة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابةً مباشرة".
وأشار "الحزب" إلى انّه استهدف عند الساعة 09:50 من صباح اليوم، موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة.
إعلام إسرائيلي
وأشار الجيش الإسرائيليّ إلى انّه ام استهداف 3 خلايا في الأراضي اللبنانية مختصة بإطلاق الصواريخ المضادة للدروع؟
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية أنّ قذيفة مضادّة للدروع أصابت مبنى في بلدة المطلّة فخلّفت أضراراً ولم توقع إصابات.
وتحدّثت بعض الأنباء عن اختراق مسيّرة انطلقت من جنوب لبنان الأجواءَ الإسرائيليّة الشماليّة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين إسرائيليين أنّ الجيش الإسرائيلي نشر 100 ألف جندي على الحدود مع لبنان.
تحرك أميركي: هوكشتاين في إسرائيل
وفي أبرز التطورات السياسية المرتبطة بالحرب الدائرة في غزة، وبالواقع الأمني على جبهة جنوب لبنان، وصل كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، إلى إسرائيل أمس في مهمة جوهرها لجم مؤشّرات خطيرة لإمكان اتّساع حرب غزة إلى لبنان.
في هذا الإطار، يمكن القول إن هذه الزيارة بذاتها شكّلت إنذاراً متجدّداً إلى ما بلغته سقوف التصعيد الميداني على ضفتي الجبهة اللبنانية الإسرائيلية من مراحل موغلة في الخطورة.
على أيّ حال، فإن زيارة هوكشتاين لإسرائيل، التي لم يُعرف ما إن كانت ستليها زيارة محتملة إلى بيروت، لم تكن وحدها المؤشر – الإنذار إلى اقتراب لبنان من ذروة "المنطقة الحمراء" بل سبقتها ثلاثة أيام "ميدانية" من العيار الحربي والميداني الثقيل على امتداد "الخط الأزرق"، الذي تحوّل إلى خط ميدانيّ مفتوح لتبادل العمليات الحربية والتصعيد المتدرّج. وهو أمر بات يدفع جانباً بكلّ "النظريات" المطمئنة إلى أن لبنان ابتعد عن احتمالات الانزلاق إلى حرب شاملة، إذ يرى ديبلوماسيون وخبراء جادون أن واشنطن لا تتحرك عبثاً أو ملئاً لمسرح ديبلوماسيّ حين ترسل هوكشتاين تحديداً، الذي صار بمثابة المسؤول الأساسي ذي الخبرة المتعمّقة في الملف اللبناني الحدودي والنفطي والاستراتيجي، مرتين إلى إسرائيل ولبنان في أقل من شهر، لولا استشعارها بقُرب وجدّية كاملة خطرَ اندلاع حرب لا تريدها بين إسرائيل و"#حزب الله". وذكر هؤلاء أنه على الرغم من الاعتراضات والإدانات وحالة الغضب الصارخة حيال "التغطية العمياء" التي وفرتها وتوفرها الإدارة الأميركية لإسرائيل في حربها ومجازرها في غزة، فإن ذلك لا يحجب واقعاً لافتاً يتمثّل في أن واشنطن وقفت بقوة من اللحظة الأولى ضد سقوط لبنان في متاهة حرب واسعة، ومارست الضغوط تجاه إسرائيل، في الوقت الذي أرسلت التحذيرات المتوالية إلى "حزب الله" عبر قنوات لبنانية وأجنبية بغية النأي بلبنان عن تداعيات اتّساع الحرب إليه. ولذا تترقب الأوساط المعنية مناخَ وعناوينَ ونتائجَ الحركة الجديدة التي يضطلع بها هوكشتاين موفداً من الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، علماً بأن فرضية زيارته بيروت بعد زيارته إسرائيل ليست ثابتة.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن التحرك الأميركي الجديد يتزامن مع الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم المخصّصة للمشاورات المغلقة حول الإحاطة الدورية نصف السنوية بشأن تنفيذ القرار 1701 في الجنوب اللبناني، حيث ستقدّم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا التقرير عن هذا القرار في ظلّ التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب.
جبهة الجنوب في الأمس
أما الواقع الميداني على الجبهة الجنوبية فلم يختلف بحدّته واحتدامه أمس عن الأيام الثلاثة التي سبقته، إذ أعلن "حزب الله" أنه هاجم ثكنة زبدين وموقع ثكنة برانيت، وهو مركز قيادة الفرقة 91، بصاروخي "بركان"، ممّا تسبّب بأضرار كبيرة في الموقع. كذلك أعلن استهدافه قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا، قرب موقع حدب يارون، فضلاً عن إعلانه استهداف تجمع مشاة إسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية، حيث حقق إصابات مباشرة. واستهدف أيضاً بالصواريخ والقذائف المدفعية تجمّعَ مشاة إسرائيلياً في مثلث الطيحات. وأعلن بعد الظهر أنه استهدف "بواسطة ثلاث مسيرات هجوميّة مراكز تجمّع جنود الاحتلال الإسرائيلي غرب كريات شمونة وحققت فيها إصابات مباشرة".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قصف مواقع في لبنان أطلقت منها قذائف صاروخية باتجاه مدينة كريات شمونة". وأفيد عن اعتراض 3 مُسيّرات في أجواء الجليل الأعلى. وتعرّضت أطراف بلدات يارين، الضهيرة وطيرحرفا، ورب ثلاثين ومحيبيب والجبّين ويارين لقصف مدفعيّ. وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين دير ميماس وكفركلا. وسجّل قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راعياً في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرّضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركّز.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي كنيسة مار جرجس في بلدة يارون - قضاء بنت جبيل، فألحق بها أضراراً كبيرة من الداخل والخارج.
كذلك استهدفت المدفعية الإسرائيلية منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة" أمل" النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل، في بلدة ميس الجبل. وقصفت مروحيات إسرائيلية أطراف بلدة مارون الراس.