انتهت الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية بحصول ميشال معوّض على 36 صوتاً، ورقة بيضاء 63، سليم إده 11، مهمسا أميني 1، لبنان 10، ونهج رشيد كرامي 1.
معوّض حاز بحسب المعلومات على أصوات "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، وكتلة "تجدد"، والنائب بلال الحشيمي، علماً أنّ غياب كل من النواب سليم الصايغ، فؤاد مخزومي، نعمة افرام، وستريدا جعجع كان سيرفع أصوات معوّض إلى الـ40.
اتفاق كل أحزاب المعارضة، على ميشال معوّض ابن الرئيس الشهيد رينه معوّض، يشير إلى أنه قد يكون الشخصية الأوفر حظاً للاتفاق عليها كمرشح موحّد لرئاسة الجمهورية باسم فريق المعارضة، وينقص موافقة القوى التغييرية على شخصه، لخوض المرحلة الثانية من الاستحقاق بموقف موحّد، خصوصاً أن الأسماء التي يطرحها النواب التغييريون لا تدلّ على وجود خيار إنقاذي بقدر ما تدلّ على وجود حسابات ضيقة وشخصية واحياناً تنطلق من خلفية فكرية قديمة. فعلى سبيل المثال، هل طرح سليم إده من قبل التغييريين هو قفز فوق الوراثة السياسية التي يرفضها التغييريون؟ علماً ان الرجل يعيش منذ زمن في فرنسا وقد طلب عدم إدخال اسمه في البازار السياسي اللبناني. وهل تسريب اسم صلاح حنين الذي لم يصوّت له أي من التغييريين ولم يحصل على أي صوت في جلسة اليوم، يتطابق مع عناوين 17 تشرين والمعايير التي تتحدث عن رفض كل من شارك في السلطة في السنوات الـ30 الأخيرة؟ فيما معلوم ان حنين كان نائبا في كتلة "اللقاء الديمقراطي" واسماً مهماً من الأسماء التي نشطت في حركة 14 آذار؟
من يراقب مواقع التواصل الاجتماعي، يستشفّ بشكل حاسم، ومن حسابات نخبة من الناس والمثقفين، مدى النقد اللاذع الذي يطال النواب التغييريين نتيجة ممارساتهم وقراراتهم غير المسؤولة في أدق مرحلة خطيرة يمرّ بها لبنان.
من هنا، دعوة معظم الرأي العام اللبناني السيادي لمن يسمّون أنفسهم نواب تغييريين أو نواب 17 تشرين، العودة إلى روح انتفاضة 17 تشرين، والتواضع، والنقاش بشكل جدي ومسؤول مع أحزاب المعارضة للاتفاق على شخصية إنقاذية وخوض معركة إيصالها إلى رئاسة الجمهورية، الاستحقاق الاهمّ في أكثر مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان.
لا نقاط سود في تاريخ ميشال معوّض، هو السياسي والملّم بالأعمال والاقتصاد والمال، وله أفكار ومشاريع إنقاذية في هذا المضمار. هو من باع الكثير الكثير من أملاكه في ظرف معيّن لعدم التطاول على المال العام. هو الذي حمل لواء السيادة والحريّة بدءا من ساحة زغرتا إلى كل بلدات زغرتا الزاوية ومنها إلى الندوة البرلمانية.
يترأس مؤسسة رينه معوّض التي تعنى بالمشاريع الإنمائية والتعليمية والزراعية والصناعية، والتي لها وجودها في كل قرى الشمال، وصولا إلى البقاع والجنوب وبيروت. طروحاته وطنية عابرة لحواجز الطائفية والمناطقية، لذلك لم تقتصر مشاريعه وزياراته لمنطقة زغرتا أو إهدن، إنّما حطّ في أكثر من منطقة غير مسيحية لتحفيز الشباب اللبناني وتحسين أوضاع الفئات المهمّشة.
هو ابن شهيد الاستقلال الرئيس رينه معوّض، الذي رفض أن يسلّم قرار لبنان السيادي إلى سلطة الوصاية السورية. واغتيل في 22 تشرين الثاني من العام 1989.
هو رئيس "حركة الاستقلال"، وكان من المشاركين الناشطين في ثورة الأرز 2005، ولقاء قرنة شهوان و"البريستول". ومواقفه في الندوة البرلمانية وعلى المنابر السياسية، تؤكد رفضَه الانصياع لأيّ قوة وصاية أو احتلال، ولكل المشاريع العسكرية والأمنية والثقافية التي تخالف مشروع لبنان، السيادي والمتنوع والحرّ.