بدت الساحة العامّة في بلدة ميس الجبل صباح اليوم، أشبه بساحة حرب بعد ليلة عنيفة جداً تعرّضت خلالها ميس الجبل وأطرافها لقصف عنيف استمرّ لساعات متأخّرة من الليل، استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي القذائف المدفعيّة والقذائف الفوسفوريّة المحرّمة دولياً.
وتم استهداف أحد المباني السكنيّة بصاروخ موجّه أطلقته طائرة "أباتشي" إسرائيليّة مساء أمس، ما تسبّب بأضرار كبيرة في المبنى وفي المحال التجارية والشقق السكنيّة المجاورة، حيث تم إخلاء المبنى دون تسجيل إصابات.
واستمرّ الجيش الإسرائيلي طيلة الليل الفائت، في إطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار في الأحراش المتاخمة للخط الأزرق، وإطلاق القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والأوسط، فيما كان الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحلّق فوق قضاء صور والساحل البحري.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي مساء أمس، على أطراف بلدتي يارين وعيتا الشعب، فيما طال القصف المدفعي أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية والجبين والضهيرة والقوزح، ما أدّى إلى احتراق منزلين في أطراف عيتا الشعب.
الراعي يزور الجنوب غداً تضامناً مع الجنوبيين والنازحين
وصدر عن المركز الكاثوليكي للإعلام ما يلي: "يقوم صاحب الغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بزيارة تضامنية إلى الجنوب على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يرافقهم الأمين العام للمجلس الأب كلود ندره للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين.
وسيستهل البطريرك الراعي زيارته التفقدية من مطرانية صور المارونية عند الساعة العاشرة من صباح يوم غد الخميس، على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك ويتخلّل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في المنطقة".
واستشهد أمس عنصر في الجيش اللبناني وأصيب 3 عناصر إثر قصف دبابة ميركافا إسرائيلية بالقرب من نقطة مراقبة للجيش اللبناني في تلة العويضة.
يُذكر أنّه العنصر الأول في الجيش اللبناني الذي يستشهد منذ بدء الاشتباكات جنوباً.
وفي السياق، أفاد الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء بأنّه "يراجع ضربة ألحقت ضرراً بقوات لبنانية في جنوب لبنان، في إشارة للقصف الإسرائيلي الذي تسبّب أمس في استشهاد جندي في الجيش اللبناني وإصابة ثلاثة آخرين أمس.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان "القوات المسلّحة اللبنانية لم تكن هدف الضربة. يعبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لهذا الحادث. الواقعة قيد المراجعة".
وقال إن جنوده تصرّفوا "من منطلق الدفاع عن النفس لصدّ تهديد وشيك تم رصده من لبنان" من "منطقة إطلاق معروفة ونقطة مراقبة" يستخدمها "حزب الله"، وفق البيان.
كما قضى سوري إثر قصف إسرائيلي استهدف مزرعة على أطراف بلدة ارنون مقابل بلدة ديرميماس.
واستنكر وزير الشباب والرياضة جورج كلّاس الاعتداء الإسرائيلي على الجيش، قائلاً في بيان: "إن ارتفاع العريف عبدالكريم المقداد شهيداً على تراب الوطن هو إدانة صارخة للعدوّ الإسرائيلي الذي يمعن إجراماً باستهداف لبنان، فصفاً وقنصاً واغتيالاً وتدميراً و إحراق أرزاق وتهجير أهالي. وإني أتقدّم من عائلة الشهيد وقيادة الجيش بخالص العزاء راجياً أن يكون دمّه فداءً عن كل لبنان. فكل جندي بطل هو بمثابة ابنٍ و أخٍ وقريب، هو شاب لبناني يعتزّ به الوطن".