رغم القصف الإسرائيلي على أطراف بعض البلدات الجنوبية، واستهداف "حزب الله" للمواقع الإسرائيلية، كان اليوم الخميس هادئ نسبياً مقارنةً بالأيام الأخيرة التي مضت، والتي شهدت وتيرة اشتباكات عنيفة جداً، وسُجّلت بعض العمليات اليوم للطرفين.
وفي آخر التطورات الميدانية، استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف حرش بلدة كونين.
وأفيد عن سقوط جريح جرّاء القصف الإسرائيلي على تلة الحمامص.
كما تعرّضت أطراف بلدة محيبيب الغربية وبلدات علما الشعب وطيرحرفا والضهيرة، لقصف مدفعيّ إسرائيليّ.
وأفاد مراسل "النهار" عن غارات متتالية من الطيران الحربي الإسرائيلي على حرش بلدة كونين.
واستهدف القصف الإسرائيليّ وادي السلوقي وأطراف حولا ومركبا، بالتزامن مع تحليق للطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا إلى الساحل البحري جنوباً.
بيانات "حزب الله"
وأعلن "حزب الله" استهداف موقع معيان باروخ وموقع المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة فيها.
إلى ذلك، نعى "حزب الله" عنصريه، حاتم علي جعفر "كاظم"، عماد محمد رشعيني "أبو الفضل"، ومصطفى علي درويش "مجتبى".
الرئيس الفرنسي يزور الجنوب!؟
وفي الحراك السياسي الموازي للتتطورات الميدانية، تتجه الأنظار بشكل دقيق إلى القرار 1701، الذي يُجمع الخارج وقسمٌ كبير من الداخل على ضرورة الحفاظ عليه والتمسك به.
وفي معلومات لـ"النهار" أمس أن وفداً أمنياً فرنسياً جديداً سيحضر إلى بيروت في اليومين المقبلين بعد الزيارة التي قام بها مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه قبل أيام. وتم امس تحديد مواعيد للوفد مع المسؤولين الذين طلب الاجتماع بهم.
وفي السياق، أفادت مراسلة "النهار" في باريس، رندة تقي الدين، بأنه على الرغم من شدة التوتر التي تسود الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن احتمال قيام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل)، خلال فترة عيد الميلاد، يبدو وارداً. فالرئيس الفرنسي يزور سنوياً لمناسبة عيد الميلاد القوات الفرنسية المنتشرة في الخارج، ومن بين الدول التي يمكن أن يزورها لبنان، علماً بأن القرار النهائي لم يتخذ بعد، وهناك دول أخرى مرشحة لتكون محلاً لزيارته. أما في الوضع القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فتعتبر باريس أن "حزب الله" هو الذي يتحمل مسؤولية القصف من لبنان على إسرائيل، وليس "حماس"؛ لذا توجّه باريس الرسائل إلى "حزب الله" عبر القنوات الفرنسيّة العديدة من كبار المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان لهذه الغاية. وهذه الرسالة التي تمّ تكرارها، ومفادها أن على "حزب الله" التوقّف عن القصف نحو إسرائيل، وأن فرنسا تعتبر أنه هو من يَخرق القرار ١٧٠١، إذ لا يحقّ للحزب أن يكون له سلاح ثقيل جنوب الليطاني، ولدى "حزب الله" حالياً في جنوب الليطاني ترسانة أسلحة ضخمة مؤلّفة من صواريخ وأسلحة ثقيلة. وتلفت باريس إلى أن إسرائيل تستهدف اليوم تدمير ترسانة سلاح "حماس" في غزة، ومن المستبعد أن تترك ترسانة "حزب الله" في لبنان كما هي في جنوب الليطاني. وترى باريس أنه إن لم يدرك اللبنانيون و"حزب الله" ذلك فهناك كارثة تهدّد البلد. وهذا هو مضمون كلّ الرسائل الفرنسية التي توجّه إلى الحزب وإلى المسؤولين اللبنانيين. أمّا زيارة ماكرون للقوة الفرنسية في لبنان فلم تحسم بعد، علماً بأنه سبق للرئيس الفرنسي أن أثبت أنه مستعدّ للمخاطرة، لأنه معنيّ باستقرار لبنان وأمنه. كذلك تُكرّر باريس أن الوضع الداخلي المتدهور مع الفراغ من دون رئيس جمهورية، ومن دون قائد للجيش، ومن دون حاكم مصرف لبنان، يتطلّب التمديد لقائد الجيش من أجل أمن البلد، وهذه قناعة الديبلوماسية الفرنسيّة.
جبهة الجنوب في الأمس
ميدانياً، استمرّ التصعيد في الأمس على طول خطوط المواجهة جنوباً حيث نفّذ الطيران الإسرائيلي المسيّر غارة استهدف خلالها المنطقة الواقعة بين بلدتي مارون الراس ويارون، بالتزامن مع قصف مدفعيّ على المنطقة نفسها. كذلك أفيد عن سقوط إصابات عقب استهداف الجيش الإسرائيلي منزلاً في بلدة ميس الجبل. وتحدّثت المعلومات عن سقوط قتيل وجريحين جراء هذا الاستهداف. وطاول القصف المدفعي أطراف مارون الراس وأطراف بلدة يارون وأطراف بلدات الفرديس- راشيا الفخار - مزرعة حلتا خراج كفرشوبا ومزرعة السلامية خراج بلدة الماري قضاء حاصبيا. وتعرضت أطراف بلدات عيتا الشعب، كونين، يارون، مارون الراس، وبليدا لقصف مدفعي.
في المقابل، أعلن حزب الله "في بياناته استهداف العديد من المواقع والتجمعات العسكرية الإسرائيلية، وهي: موقع الرادار، رويسات القرن، مستوطنة ميتات، موقع الضهيرة، حدب البستان، جل العلام، تل شعر، الراهب، المالكية، راميم، الموقع البحري.