صباح الخير من "النهار"
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الخميس 7 كانون الأول 2023:
على رغم السخونة الآخذة في التصاعد على الجبهة الجنوبية لاحت مؤشرات ارتفاع الرهانات على تحركات ديبلوماسية تتقدمها الديبلوماسية الفرنسية التي أطلقت أخيرا العنان لاتصالات ديبلوماسية وأمنية بين لبنان وإسرائيل سعيا الى إعادة اعتبار تنفيذ القرار 1701 كما وضع بحذافيره الحل الأسرع والأمثل لتجنيب لبنان حربا مدمرة دأبت فرنسا على التحذير منها. ولعل من ضمن هذه المؤشرات ان إسرائيل بادرت امس على نحو نادر إلى "إبداء الأسف" لقتلها الرقيب الشهيد في الجيش اللبناني عبد الكريم المقداد وجرح أربعة عسكريين لبنانيين اخرين في قصف لمركز عسكري في الجنوب، كما قول وزير دفاعها يوآف غالانت : "سنبعد حزب الله وراء نهر الليطاني عبر تسوية دولية استنادا لقرار أممي وإذا لم تنجح التسوية الدولية فسنتحرك عسكرياً لإبعاد "حزب الله" عن الحدود". كما ان صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان واشنطن تدرس إمكانية التوصل الى تسوية بين إسرائيل ولبنان في شأن الحدود. ووفق المسؤولين نفسهم، فإن المبعوث الأميركي إلى لبنان اموس هوكشتاين يعمل لإبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد، وتسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية. وقالت الصحيفة إن "الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد "حزب الله" بشكل دائم عن الحدود".
قصف الجيش الإسرائيلي المدينة الرئيسية في جنوب قطاع #غزة خلال ما وصفه بأنّه أشرس قتال منذ أن بدأ غزوه البري للقضاء على حركة "حماس" قبل خمسة أسابيع.
قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنّه "يراجع ضربة ألحقت ضرراً بقوات لبنانية في جنوب لبنان، في إشارة للقصف الإسرائيلي الذي تسبّب أمس في استشهاد جندي في الجيش اللبناني وإصابة ثلاثة آخرين أمس.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان "القوات المسلّحة اللبنانية لم تكن هدف الضربة. يعبّر الجيش الإسرائيلي عن أسفه لهذا الحادث. الواقعة قيد المراجعة".
بعد ليل طويل من القصف الإسرائيلي، تعيش القرى والبلدات الحدودية نوعا من الهدوء الحذر، وسط ترقب لما ستؤول اليه التطورات الميدانية لليوم الخميس، التي ستأتي على وقع الزيارة التضامنية التي يقوم بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لبعض مناطث الجنوب اللبناني.
واستمرّ الجيش الإسرائيلي طيلة الليل الفائت، في إطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار في الأحراش المتاخمة للخط الأزرق، وإطلاق القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والأوسط، فيما كان الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحلّق فوق قضاء صور والساحل البحري.
يرتفع منسوب التوتر عند الحدود اللبنانية الجنوبية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين معلومات مفادها أن "الولايات المتحدة تدرس إمكانية التوصل لتسوية بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود".
ووفق المسؤولين نفسهم، فإن "المبعوث الأميركي إلى لبنان يعمل لإبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد، وتسوية الحدود البرية المقترحة ستكون على غرار اتفاقية الحدود البحرية".
بالتزامن مع أحداث غزة وتبعاتها في الجنوب اللبناني، وبالتزامن مع الشغور المستمر في رئاسة الجمهورية وما ينجم عنه من علامات استفهام عميقة تطرح في أكثر من موقع دستوريّ لبنانيّ، تتجه الأنظار بشكل واضح نحو قيادة الجيش، لاسيما أن القرار السياسي بات شبه محسوم لناحية ضرورة إبعاد الفراغ أو الشغور عن المؤسسة العسكرية والذهاب إلى تأجيل تسريح #قائد الجيش العماد جوزاف عون.
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
فجّرت حرب غزة الصراعات الاتنية والحضارية والطائفية، ولم تنجح محاولات كثيرة في ثنيها عن ذلك، وقصر الصراع على السياسة والحقوق. أعادت الحرب إحياء نظرية صِدام الحضارات أو صراع الحضارات التي اعلنها صامويل هنتنغتون في كتابه "صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي"، والتي تقول بصراعات ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر.
يجادل هنتنغتون بأن الاختلافات أو الخصائص الثقافية لا يمكن تغييرها كالانتماءات الايديولوجية، إذ بإمكان المرء أن يغيّر انتماءه من شيوعي إلى ليبرالي، ولكن لا يمكن للروسي مثلاً أن يصبح فارسياً. ففي الصراعات الايديولوجية، يمكن للناس أن يختاروا الجانب الذي يؤيدونه، وهو ما لا يحدث في الصراع الثقافي أو الحضاري، والمنطق نفسه ينطبق على الدِّين، فبامكان المرء أن يحمل جنسيتين فرنسية وجزائرية مثلاً، لكنه لا يمكن أن يكون مسلماً وكاثوليكياً في آن واحد.
ارتكبت حركة "حماس" في لبنان خطأ كبيرا حين أعلنت تأسيس ما يسمى "طلائع طوفان الأقصى". وهي عمليا محاولة لإنشاء "سرايا" تابعة للحركة في لبنان، من خلال تجنيد شبان من المخيمات تحت شعار "طوفان الأقصى" لأهداف بعيدة كل البُعد عن حرب غزة، ودعم أبناء غزة والقضية الفلسطينية. من ناحيته ارتكب "حزب الله" خطأ كبيرا أيضا عندما دفع، او اقله أذِن لحركة "حماس" بتأسيس هذه السرايا على الأراضي اللبنانية لتحقيق اهداف على صلة بالمطالبات الدولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار 1701 الضامن لأمن الحدود بين لبنان وإسرائيل.
إذا لم ينجح على نحو فوري الاعتراض العوني الذي يقوده النائب جبران باسيل على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، فهو يمتلك فرصاً لأن ينجح في منع وصوله الى سدة الرئاسة الاولى بناء على ان الحليف الشيعي للتيار حريص على ارضاء حليفه المسيحي ومنع ذهابه الى المقلب الآخر في حال لم يدعمه في كل مطالبه وتقوية المعارضة المسيحية كذلك. وحسابات "حزب الله" مهمة على هذا الصعيد في ظل النقطتين الاخيرتين بحيث ان التوجه الى التمديد لقائد الجيش قد يتم تمريره كذلك إنما على قاعدة مواكبته بمجموعة تعيينات تتولاها حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتعرض لضغوط متعددة داخلية وخارجية على حد سواء، ويفضل لو ان مجلس النواب يتولى التمديد لقائد الجيش، فيما يتمنى رئيس المجلس نبيه بري ويحرص على رمي الكرة في ملعب الحكومة لكي تتولى ذلك على خلفية ان هناك اقتراحات مشاريع عدة أمام المجلس قد تساهم في توسيع الموضوع وهو لا يرغب في ان يخرج التمديد لقائد الجيش من مجلس النواب في نهاية الامر ويفضل حصوله في الحكومة.
تساءل محللون كثيرون في الشرق الأوسط كما في العالم ولا سيما الغربي منه عمّا إن كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ساعدت "حماس" أم لا في وضع خطة تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" على الغلاف الإسرائيلي لغزة أو إن كانت على علم سابق بها. وقد نقلت صحيفة أميركية مهمة في حينه هي "وول ستريت جورنال" عن مصدر "حمساوي" قوله إن إيران ساعدت في التخطيط للهجوم وإن "الحرس الثوري" فيها أعطى الضوء الأخضر للتنفيذ خلال اجتماعٍ عُقد في بيروت. ونشرت في تقرير آخر لها لاحقاً أن "المئات من عناصر "حماس" ومتشدّدين إسلاميين آخرين تلقّوا تدريبات متخصّصة في إيران قبل أسابيع من العملية". إلا أن إيران نفت ذلك. أما الاستخبارات الأميركية فكان تعليقها على هذا الموضوع: "إن هجوم "حماس" فاجأ إيران". وعاد بعض المحلّلين المُشار إليهم أعلاه الى الماضي القريب في سعيهم الى البحث عن معلومات إضافية تُعطي جواباً قاطعاً عن علم إيران بـ"الطوفان" وتقديمها المساعدة اللازمة لإنجازه بنجاح فوجدوا أن نائب رئيس "حماس" صالح العاروري قال علانية: "نحن نستعد لحربٍ شاملة ونناقش احتمالاتها مع كل الأطراف المعنيين". واستنتجوا من ذلك أن المعنيين هم "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله" اللبناني اللذان كان يجتمع ممثلون لهما بانتظام في غرفة عمليات مشتركة في بيروت.
لو كان لي أنْ أحتفظ لما بقي من حياة، برغيفٍ واحدٍ، وبنوعٍ واحدٍ من الطعام، لاحتفظتُ برغيف المنقوشة، وبالصعتر مخلوطًا بالسمّاق والسمسم والملح، ومجبولًا بزيت زيتون الكورة، أو بزيت الجنوب. علمًا لمَن لا يعلم أنّهما عندي واحدٌ أحد. وكلاهما يساوي الميرون.
هذا الموثَّق أعلاه، ثمنُهُ لا ثمن له. كتصعيد الحلم وصولًا إلى الاكتفاء بملء ذاته، زاهدًا، مترفّعًا، أنوفًا، شبعانًا على نبلٍ وفروسيّة. كالمثل القائل "فلّاح مكفي سلطان مخفي".