التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع في معراب، النائب نديم الجميّل موفداً من قبل حزب "الكتائب اللبنانيّة" يرافقه عضو المكتب السياسي مارون عساف، في حضور: نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني، النائب جهاد بقرادوني ومنسق منطقة بيروت إيلي شربشي.
عقب اللقاء الذي استغرق ساعة من الوقت، شدّد الجميّل على أنه "في ظل الظروف والمصاعب التي تمرّ فيها البلاد اليوم والمخاطر التي تهدّد جميع اللبنانيين، كان لا بد من هذاا الجتماع بغية التقارب والنقاش والتباحث، لذا أحببنا كوفد كتائبي أن نزور اليوم "الحكيم" لنتداول معه في جميع التطوّرات السياسية ولا سيّما كيفيّة مواجهة تلك المخاطر التي تهدّد البلد وشعبه ".
الجميّل الذي وصف "اللقاء بـ"الجيد"، أمل "التقارب الدائم خصوصاً بين حزبي "الكتائب" و"القوّات"، اللذين يلتقيان عند الموقف الإستراتيجي نفسه، ويسيران في الاتّجاه ذاته لجهة المشروع الوطني، ولو أنّه في بعض الأحيان نختلف أو نتفق على بعض الأمور، فهذه مسائل تكتيكيّة سياسيّة لا أكثر ولا أقل، وبالتالي هذه هي النقطة الأهم التي يمكن أن نؤكد عليها اليوم".
ورداً على سؤال، أوضح أنّ "المكتب السياسي في حزب "الكتائب" لا يزال يبحث في مسألة الجلسة التشريعيّة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري يوم الخميس المقبل ويبقي اجتماعاته مفتوحة لهذا الغرض". وقال "كنّا في اجتماع للمكتب السياسي وتركت للمجيء إلى معراب، والموقف من الجلسة النيابيّة يتم التنسيق فيه مع جميع قوى المعارضة، كما قرّرنا التوافق مع مختلف أفرقائها (المعارضة) حول المشاركة في الجلسة من عدمها، ونحن لنا رأينا كما للقوات رأيها، كذلك لدى بعض قوى المعارضة رأيها أيضاً، إلا أننا قرّرنا أن نتشارك جميعاً في اتّخاذ هذا القرار لكي نكون موحّدين إن لناحية الذهاب إلى الجلسة أو مقاطعتها، باعتبار أن وحدة المعارضة بالنسبة لنا هي الأساس في عملنا الوطني والسياسي في مجلس النواب".
من جهّته، رحّب حاصباني بالنائب الجميّل وبحزب "الكتائب" في معراب، وأثنى على هذه الخطوة وقال" نحن على تواصل وتنسيق دائم في الكثير من المواقف، إما من ضمن المعارضة أو بشكل ثنائي بين الحزبين، وهذه الخطوات الإيجابيّة تحمل الخير للتقدّم إلى مواقع أفضل في التنسيق والعمل المشترك تحت سقف الثوابت الوطنيّة التي نتشارك عليها، لا بل أكثر من ذلك فهي متلاصقة ببعضها البعض، وانطلاقاً منها ومن أجل الحفاظ على لبنان وأسس بناء الدولة، ننطلق اليوم في هذا النقاش الذي ينمو ويستمر ويوثق هذه العلاقة التاريخيّة أكثر وأكثر".
تابع: "أمامنا تحدّ واستحقاق يتعلّق بقيادة الجيش اللبناني، ولبنان مهدّد بمخاطر عسكريّة جمّة كما أن المرحلة دقيقة جداً، من هنا علينا العمل جميعاً للحفاظ على الجيش اللبناني واستقراره من دون أي اهتزاز، بدءاً بالقيادة وألا يمسّ أحد بهذه المؤسسة التي ما زالت قائمة وتدافع عن الأراضي اللبنانيّة والاسقرار الأمني والعسكري في البلاد في خضم هذه الأزمة الصعبة".
واستطرد: "الحوار بين حزبين عريقين كحزب "القوّات اللبنانيّة" و"الكتائب اللبنانيّة" يساهم أكثر فأكثر في تعزيز هذه الصلابة وهذا الموقف تجاه المؤسسات الرسميّة في لبنان التي نحن بحاجة لها من أجل بناء الدولة وإعادة النهضة، لذلك نقوم بالتنسيق الدائم في المواقف، وقد يكون هناك اختلاف في المقاربات إلا أن الهدف هو نفسه، ونعمل على التباحث من أجل الوصول إلى هذه الأهداف المشتركة خصوصاً وأننا في طور مواجهة مؤامرات خطيرة تتربص بلبنان من داخله وخارجه، انطلاقاً من هنا، هذه المرحلة تتطلّب الوعي والتناغم في المقاربة والمواقف من ضمن منظومة المعارضة، وتحديداً بين الحزبين اللذين شهدا على تاريخ لبنان منذ نشأته وعلى مراحله الصعبة، وصولاً إلى هذه المرحلة المفصليّة".
وفي الختام ، توّجه حاصباني الى الضيوف قائلاً "معراب بيتكن وشرفتونا بزيارتكن".