صباح الخير من "النهار"
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم الخميس 14 كانون الأول 2023:
وسط مناخات ضاغطة ومحتقنة ومثيرة للشكوك لا تختلف كثيرا عن تلك التي سبقت وواكبت وأعقبت الجلسات الـ12 الفاشلة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي صارت نسيا منسيا تاركة البلاد في أشداق الفراغ الرئاسي وتداعياته الشديدة السلبية، تنعقد اليوم وغدا جلستان لمجلس النواب ومجلس الوزراء محورها الأساسي ازمة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. ولا مغالاة في القول انه عشية انعقاد الجلسة التشريعية التي "شحنت" بجدول أعمال يحتاج إقراره، في ظروف تشريعية جدية بعيدا من المناورات والألاعيب ونصب الأفخاخ، الى أيام وايام، وجلسة حكومية هبط توقيتها فجأة بسحر ساحر مخترقا مهلة اليومين للجلسة التشريعية، تعاظمت المعطيات الدافعة نحو ترقب مزيد من التطورات المباغتة اذ ان أحدا لا يمكنه الجزم مسبقا بمصير الجلستين أولا، ومن ثم مصير التمديد او ارجاء التسريح لقائد الجيش ما دام الامر يجري على وتيرة مكائد سياسية على ما تكشفت عنه الأمور في الساعات الأخيرة. وإذ بدا بديهيا ان تستنفر مختلف كتل المعارضة بإزاء الخربطة التي اخترقت سيناريو إقرار مشروع قانون للتمديد لقائد الجيش لمدة سنة في مجلس النواب، بدا السباق الحار على اشده بين المشاورات والاتصالات المفتوحة بين كتل "القوات اللبنانية" والكتائب و"تجدد" والتغييريين والمستقلين وكتل أخرى معنية من اجل محاولة استجماع موقف موحد من عدد واسع من مشاريع الاقتراحات المعجلة المكررة المتصلة بالتمديد لقائد الجيش وقادة أجهزة امنية أخرى المحالة مع جدول اعمال الجلسة قبل الوصول الى هذا البند المتوهج في جلسة بعد ظهر الجمعة، وبين المعطيات المتصلة بجلسة الحكومة التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ظهر غد لكي يتم خلالها طرح اصدار مرسوم بتأخير تسريح قائد الجيش.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مسجّلة من قبل جنود إسرائيليين أثناء وجودهم في غزة وهم يستفزّون ال#فلسطينيين، مما سبب حرجاً للجيش الإسرائيلي في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات دولية بسبب عنفه وارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.
وفي أحد هذه المقاطع، يركب الجنود دراجات هوائية وسط الأنقاض، وفي صورة أخرى، يقوم جندي بنقل سجادات صلاة المسلمين إلى دورات المياه، وفي صورة ثالثة يقوم جندي بتصوير خزانة الملابس الداخلية التي تم العثور عليها في منزل في غزة، وفي صورة أخرى يجلس جندي إسرائيلي أمام غرفة كتب عليها شعار "محكمة حاخامات خان يونس"، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في المدينة والمناطق المحيطة بها.
يسيطر الهدوء الحذر على طول الحدود #الجنوبية وعلى مختلف القرى والبلدات الحدودية بعد ليل طويل تخللّة عمليات عسكرية متبادلة بين إسرائيل و"#حزب الله".
وخلال ساعات المساء، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على كفركلا وسط البلدة، وأطلق القنابل المضيئة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مجرى نهر الليطاني. واستمرّ الطيران الاستطلاعي بالتحليق فوق قرى قضاء صور والساحل البحري حتى صباح اليوم.
نقل موقع "أكسيوس" الإلكتروني عن مسؤولين أميركيين لم يذكر اسميهما قولهما إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سترجئ بيع أكثر من 20 ألف بندقية إم16 أميركية الصنع إلى إسرائيل، بسبب مخاوف تتعلق بهجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي وقت سابق، اتخذت واشنطن إجراءات ضد المستوطنين الإسرائيليين الذين يستخدمون العنف في الضفة مع الفلسطينيين.
يسيطر على الحراك السياسي اللبناني بشكل واضح وصريح موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي، وحتى الساعة، وعلى الرغم من ترجيح سيناريو إتمامه في الحكومة على سيناريو التوصل إليه في مجلس النواب، ما زال يتأرجح على وقع التصاريح المتعارضة والمتداخلة، لا سيما من الطرفين المسيحيين المعنيين بشكل مباشر.
أمام هذا الواقع، كيف سيتعامل حزب "القوات اللبنانية" مع جلسة التشريع النيابية؟ وما هي الخطوات التي سيلجأ إليها " التيار الوطني الحرّ" بعد إقرار التمديد في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب؟
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
في نهاية عام 1953 مع اقتراب شغور مركز الرئاسة الفرنسية بعد ولاية الرئيس فانسان أوريول أول رئيس للجمهورية الرابعة، اجتمع البرلمان الفرنسي بمجلسيه في قصر فرساي وفق دستور الجمهورية الرابعة لانتخاب خلفٍ له وذلك ما بين 17 كانون الأول و23 منه. فجرت عشر دوراتٍ من دون أن يحظى أحد المرشحين المعلنين بالأكثرية المطلوبة. ولكن في جلسة 23 الشهر أجرى النواب المجتمعون دورتين متتاليتين من دون أن يخرجوا من المجلس، وربما ساعدهم في ذلك أنه في اليوم التالي يجري الاستعداد لعيد الميلاد الذي يقع في 25 منه، فاهتدوا إلى شخصٍ لم يكن في السباق في الحادية والسبعين من عمره وخارجاً لتوّه من عملية جراحية، فاتفقوا على انتخابه وهو القابع في مقعده ليعرضوا عليه مركز الرئاسة، فخرج من الجلسة وكان أول ما فعله أن اتصل بزوجته جرمين في مدينته لو هافر وقال لها: "جرمين يبدو أنه سأكون أنا الرئيس". وانتُخب في الدورة الثالثة عشرة. وكان رجلاً حكيماً متواضعاً زاهداً إلى درجة أنه عندما اشتدّت حروب الجزائر عام 1958 في سبيل التحرير، وبدأ يُطرح اسم الجنرال شارل ديغول للعودة إلى سدّة السلطة بعدما غادرها طوعاً عام 1946 إثر الحرب العالمية الثانية، قال لمن حوله: "أين هو الجنرال ديغول؟ فليأتِ". فأتى ديغول وتسلّم السلطة من جديد. وعندما جرى حفل انتقال السلطة قال له الرئيس رينيه كوتي وهو يقلّده وشاح الجمهورية الأكبر: "الأول بين الفرنسيين أصبح اليوم الفرنسي الأول" "Le premier des Français est désormais le premier en France" وعامل ديغول الرئيس كوتي بكل احترام، وقد توفي عام 1962.
قد يكون تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون ستة أشهر مخرجاً للأزمة الحاصلة التي تؤكد، وياللأسف، عدم قدرة اللبنانيين على حُكم أنفسهم بعدما باتوا غارقين في أزمات بنيوية، وأخرى مستجدة، يفتعلون معظمها بأنفسهم، بسبب عدم اتفاقهم على الحد الأدنى الوطني. فقد باتوا يستدعون كل الخارج، لتعيين موظف، أو التمديد لآخر.
الكلام عن "انقلاب" على قائد الجيش، ليس كذلك في حقيقته، إذ لم يكن التمديد قد حُسم رغم كل الأجواء الايجابية التي رافقت مرحلة الإعداد له. وقد سبق للمدير العام للامن العام السابق اللواء عباس ابراهيم، ان عاش الاجواء نفسها، ولم يتم الايفاء بما سُمي "الوعود". الأكيد أن الموضوع لم يلقَ قبولاً من كل الأطراف، بل بالأحرى واجه معارضة حادة من مكونات أساسية، في مقدمها "التيار الوطني الحر" الذي شنّ رئيسه حملة شنيعة على العماد جوزف عون. "حزب الله" الذي أوحى بقبوله، ترك مهمة الاعتراض لحليفه "التيار الوطني". ولعل المقربين من قائد الجيش أساؤوا إليه عندما بالغوا في اعتباره حاجة للغرب لتنفيذ بنود القرار 1701، وصولاً الى قرارات دولية أخرى منها الـ1559. كما أساؤوا عندما اعتبروا أن التمديد إتفاق خارجي فرنسي - سعودي، شبه منزل على اللبنانيين. وهو في الحقيقة لم يكن كذلك.
أعلنت قيادة "حماس - لبنان" قبل نحو أسبوعين إنشاء "طلائع طوفان الأقصى" ووضعت آلية لذلك وبدأت الإستعداد لتنفيذها. وقد أثار ذلك حفيظة مجموعات تنتمي الى "الشعوب اللبنانية" كلها لأسباب عدة. أبرزها احتمال أن يكون هدفها الإفادة من التأييد الفلسطيني العارم لها في الداخل كما في الشتات من أجل حسم الوضع الصراعي داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان وتحديداً مع حركة "فتح" والتنظيمات الموالية للسلطة الفلسطينية.
يعرف اللبنانيون والعرب وغيرهم أن مخيم "عين الحلوة" شهد أكثر من اشتباك في السنوات القليلة الماضية كان أخطرها وأكثرها إيذاءً الذي حصل أخيراً بين "الإسلاميين المتشددين" والمنتمين الى تنظيمات "متطرّفة" سقط بنتيجته عشرات القتلى والجرحى ودُمّرت منازل عدّة. ويعرفون أيضاً أن "حماس" لم تكن طرفاً مباشراً في الحرب المذكورة. لكنهم يعرفون في الوقت نفسه، وهذا أمرٌ تؤكده جهات سياسية ورسمية وحزبية عدّة على معرفة تامة بأوضاع المخيم وانقساماته، حجم تسليحهم والقوى التي تقدّم الدعم المادي والسلاحي إليهم داخله، ويعرفون كذلك الى من اتجهت عواطف "حماس" وهم الإسلاميون المتشددون والدعم الذي قدّمته اليهم من أجل انتصارهم بل من أجل صمودهم في وجه المحاولات المتكرّرة لـ"السلطة الفلسطينية" للإمساك بالمخيم بالحُسنى وبغيرها. وهذا هدفٌ إستراتيجي لها لأنها تعرف أو بالأحرى ترجّح أن تكون هي في لبنان الهدف التالي لهؤلاء.
على رغم كل الارتباك الحاصل سياسيا والخلافات القائمة ، لا تزال معطيات ديبلوماسية ترجح من حيث المبدأ ان يتم تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون على نحو يتجاوز الالاعيب التي يمارسها السياسيون والمسؤولون على حافة الهاوية كل لحساباته الخاصة السياسية والشخصية . فحتى الان وضعت الدول التي تهتم بلبنان او لا تزال توليه عنايتها لمساعدته على منع الانهيار الكلي ضغوطا على المسؤولين في ثلاث محطات على الاقل . احداها كانت على اثر انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 ضد اهل السلطة وفسادهم من اجل الذهاب الى طبقة سياسية متجددة تمثل شباب لبنان وبعيدة من الفساد والصفقات والمحاصصة التي انهكت البلد من دون اي نجاح يذكر . وقد ساهم انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 في زيادة وطأة ما تمثله غالبية هذه الطبقة التي تسببت بالانفجار باعمالها وربما اكثر كما بانهيار البلد ، لكن لم تنجح الضغوط كذلك لاعادة صياغة انتظام جديد للسلطة. والمحطة الثانية كانت الانتخابات الرئاسية والتي تطورت من اهتمام فرنسي فردي الى اهتمام خماسي لدول صديقة تضغط من اجل انجاز لبنان استحقاقاته الدستورية منعا للمزيد من الانهيار وانهاض البلد على خلفية اصلاحات لا بد منها لاعادة انهائها من دون ان تنجح الضغوط كذلك على هذا الصعيد .
كل المبررات والأعذار التي تقدَّم بهدف منع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أقل ما يقال فيها إنها غير مقنعة. فرائحة الغرضية والشخصانية تفوح من أصحاب الموقف الشديد التصلب في ما يتعلق بجوزف عون. كما ان التقاطع بين النكد السياسي من جهة، واستهداف ما تبقّى من مؤسسات في الدولة واضح للغاية. لذلك إنْ جرى إفشال مشروع التمديد لقائد الجيش، أو تأجيل تسريحه، فمعنى هذا ان "حزب الله" وجّه ضربة كبيرة الى المؤسسة الأخيرة المتبقية في الدولة، والتي تمثل بشكل او بآخر عنصر وحدة بين مكونات الشعب اللبناني.