وسط أجواء من الحزن والغضب وعلى وقع أزيز طائرة الاستطلاع الإسرائيلية، شيّع بعد ظهر اليوم "حزب الله" وأهالي مدينة بنت جبيل، شهداء المجزرة الإسرائيلية الناجمة عن قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل أحد أبناء البلدة أحمد بزي في حي الدورة في المدينة قبل منتصف ليل أمس.
وقبل التشييع، حضر والد الشهيدين وجال بين أنقاض المنزل بحثاً عن أشياء تخصّهم وهو يردّد عبارة "كيف بدي عيش من دونكم".
الغارة أدّت الى استشهاد ولديه إبراهيم وعلي، وشروق حمود عروسة إبراهيم، فضلاً عن إصابة علي سعيد أحد جيران المنزل المستهدف.
وشارك في موكب التشييع النائب أشرف بيضون ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان حسن فضل الله وحسين جشي، وجمع من علماء الدين وأنصار "حزب الله" وأهالي القرى المجاورة وخصوصاً بلدة عيناتا مسقط رأس الشهيدة حمود.
وبعدما جال الموكب في شوارع المدينة، أقيمت الصلاة على أرواح الشهداء وجرت مراسم الوداع على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي.
وألقى النائب فضل الله كلمة شدّد فيها على أن "جريمة اغتيال المدنيين لن تمرّ من دون أن يدفع العدو الثمن، وهذا ما كرّسته المقاومة في كل يوم وفي كل عملية".
مشاهد الدمار تعبّر عن نفسها. المنزل المؤلف من طبقتين دمّر تدميراً كاملاً وسُجّلت أضرار جسيمة في المنازل المجاورة، حتى السيارات المركونة عند مداخله لم يسلم منها شيء كما كل محتويات المنزلين.
وسُجّلت أضرار جسيمة في بعض المنازل المجاورة وفي السيارات المركونة وفي حقل للزيتون، وتوافد منذ ساعات الصباح الى المكان الذي دُمّر العديد من أبناء البلدة والجوار وعدد من المسؤولين الذين أجمعوا على التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية وأعلنوا تضامنهم مع عائلة الشهداء وتأييدهم للمقاومة.
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش
وأدّت الضربة الإسرائيلية في بنت جبيل إلى استشهاد الشاب إبراهيم بزي وزوجته شروق، فيما نعى "حزب الله" في وقت لاحق شقيق الشهيد إبراهيم، علي بزي.
ووفقاً لمراسل "النهار"، لم يبقَ من المنزل الذي استُهدف سوى الركام الذي يختلط بأثاث المنزل ومحتوياته.
وعمد الأهالي إلى تفقّد منازلهم المجاورة للمنزل المستهدف، التي لحقت بها أيضاً بعض الأضرار، بالتزامن مع تحليق مستمرّ للطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية فوق بنت جبيل والقرى المجاورة.
وودّعت بلدة بنت جبيل في مأتم مهيب ولديها الشهيدين إبراهيم وزوجته شروق، كما ودّعت شقيق الشهيد إبراهيم علي بزّي.
(الصور للزميل أحمد منتش)