الغارة الإسرائيلية التي شنّتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس مستهدفةً أحد المنازل السكنية في بلدة كوثرية السياد - قضاء صيدا والمجاورة لعدد من قرى منطقتي النبطية والزهراني، كادت تتسبب بوقوع كارثة بحق عشرات الغيارى والفضوليين من أبناء البلدة وقرى الجوار الذين تهافتوا للتوجّه إلى المكان المستهدف بعد سقوط وانفجار الصاروخ الأول والثاني على المنزل، ولحظة وصولهم إلى الطريق العام بمحاذاة المكان المقصوف أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخاً ثالثاً نجا منه الحضور بأعجوبة وخلق حالة من الهلع وفرض على العناصر الأمنيين المحليين وفرق الدفاع المدني والهيئات الصحّية وشرطة البلدية ضرب طوق أمني حول المكان وإبعاد الناس عن المحلة.
واستمر هذا الطوق حتى ساعة متأخرة من نهار اليوم حيث لم يُسمح حتى للإعلاميين والصحافيين بالاقتراب أو تصوير المكان الذي كانت تعمل فيه جرّافة على رفع وإزالة الركام من المنزل الذي دُمّر كلياً والمكوّن من طابقين، كما أكد لـ"النهار" رئيس بلدية كوثرية السياد علي محمد موسى الذي قال إن أحداً لم يكن يتوقع قصف البلدة وأحد الأحياء السكنية فيها. وأضاف: نشكر الله أن أحداً لم يُصب والأضرار اقتصرت على الماديات. وتساءل موسى: ماذا يريد العدو من هذه الضربة؟ وقال: أعتقد أنه يوجّه رسالة للضغط على بيئة المقاومة علماً بأنه يعرف جيداً أن أبناء الجنوب في كل اعتداءاته منذ عام 1982 لم يتراجعوا عن الوقوف إلى جانب المقاومة وأن بيئتها ستبقى الى جانبها. ونبّه موسى من مشهد مسارعة الناس لمشاهدة ما حصل بعد الانفجار الأول وهذا خطأ فادح يجب أن لا يتكرّر لأن الله ستر بعد انفجار الصاروخ الثالث والعناية الإلهية شاءت أن لا يصاب أحد من الناس الغيارى.
كوثرية السياد هي خارج المنطقة الحدودية وشمالي نهر الليطاني، مجاورة لعدد من قرى منطقتي النبطية والزهراني. التقسيمات الإدارية التي فرضتها الزعامات التقليدية القديمة في الجنوب ضمّتها إدارياً الى قضاء صيدا وانتخابياً حالياً الى الزهراني. لا تبعد سوى بضعة كيلومترات محدودة عن مدينة النبطية مركز القضاء على عكس المسافة بكثير عن مدينة صيدا.