اذا كانت "عملية" القرصنة الإلكترونية ل#مطار رفيق الحريري الدولي مساء الأحد زادت الشكوك والمخاوف حيال "إيحاءات" تحضيرية لمخطط حربي #إسرائيلي ضد لبنان، حتى لو لم تنكشف بعد أي دلائل وقرائن تكشف الجهة التي تقف وراء الخرق، فان الوقائع الميدانية الجارية "في الميدان" الجنوبي وعبره، زادت هذه المخاوف في ظل التصعيد الذي شهدته ألمواجهات في الأيام الأخيرة ولا سيما مع استهداف إسرائيل امس مسؤولا ميدانيا كبيرا في "#حزب الله" انتقاماً لقصف الحزب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية الجمعة.
تشهد الجبهة الجنوبيّة تصعيداً متسارعاً مع تكثيف الجيش ال#إسرائيلي غاراته على البلدات مستهدفاً الآليات والمنازل السكنيّة بشكل مباشر، والقياديين في "#حزب الله".
وفي آخر المستجدات الميدانية، أطلق الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، صاروخين على بلدة كفركلا في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية الجنوبية.
زعمت القوات الإسرائيلية العثور على أكبر موقع لإنتاج الأسلحة تكتشفه حتى الآن في قطاع غزة ويضم ورشا تحت الأرض قالت إنها تستخدم لإنتاج صواريخ طويلة المدى قادرة على ضرب أهداف في شمال إسرائيل.
وقال الجيش إنه بالإضافة للصواريخ، تنتج الورش نسخا أو تعديلات من الذخائر القياسية مثل قذائف الهاون ويتم ربطها من خلال فتحات تحت الأرض بشبكة أنفاق تستخدم لنقل الأسلحة إلى الوحدات القتالية في أنحاء قطاع غزة.
تمتلئ منصّة "تيك توك" بفيديوات رثاء لفتى لبناني يبلغ من العمر 15 عاماً، مصحوبة بروايات عديدة عن سبب وفاته، على رأسها فرضية الانتحار.
الرسائل المؤلمة تورد أسباباً مختلفة لإقدام الفتى على "الانتحار"، فيما تعيش العائلة حزنها الكبير ويؤلمها ما يُنشر ويُكتب من روايات تصفها مصادر مقربة بـ"المغلوطة" وتتناول حادث قضاء وقدر.
في انتظار ان تكشف الأجهزة الامنية الجهة المسؤولة عن القرصنة الإلكترونية التي شهدها مطار رفيق الحريريّ الدولي عبر تعطيل شاشات الرحلات وما تبعها من تعطيل لأحزمة الحقائب، وتحديد الأهداف من ورائها، وما إذا كانت عملية داخلية أم خارجية، فإن ما حصل في المطار والرسائل التي ظهرت على الشاشات وجرى التداول بها عبر مواقع التواصل والإعلام المحلي والخارجي، لا يمكن فصله في أي شكل عن مجرى المواجهة الحاصلة بين "##حزب الله" و#إسرائيل، بعدما بدا واضحاً من مضمون تلك الكتابات تحميل الحزب وايران مسؤولية الحرب، ومطالبتهما بعدم إقحام لبنان فيها، فضلاً عن توجيه الاتهام بإدخال السلاح عبر المطار.
عام 2006 وفي شهر تموز شنّت #إسرائيل حرباً دموية على لبنان بعد تخطّي عناصر مسلّحين من "#حزب الله" الحدود اللبنانية ومحاولتهم أسر أو اختطاف مجموعة من جنودها، إذ وقع اشتباك مسلّح نجح بعده هؤلاء في العودة الى "بلدهم" منتصرين إذا جاز التعبير على هذا النحو. طبعاً لم يُفاجأ "الحزب" ولا اللبنانيون بعد شنّ الجيش الإسرائيلي حرباً شرسة على وطنهم في صباح اليوم التالي. طبعاً ردّ "الحزب بجيشه" المستنفر على الهجوم وبشراسة تُماثل شراسة إسرائيل ونجح بعد 33 يوماً في تكبيدها خسائر بشرية مهمّة وفي منعها من العودة الى احتلال أرض لبنانية خرجت منها غصباً عنها وبفعل المقاومة عام 2000. وما كان لافتاً في حينه أن الولايات المتحدة كانت تدعم بقوة الهجوم العسكري الإسرائيلي مثلما تدعم منذ 7 أكتوبر الماضي هجوم إسرائيل على غزة رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها "حماس".
قيم المعنيّون في دوائر القرار في "#حزب الله" على اقتناع بأن الحزب أحرز في الأيام القليلة الماضية تقدّماً في استيعاب مفاعيل هجمتين شرستين تعرّض لهما خلال الفترة المنصرمة، وتركا آثاراً وتداعيات سلبية في قاعدة الحزب يقارب الإحباط وهما: - الهجمة العسكرية ال#إسرائيلية التي تجسّدت ذروتها في اغتيال القيادي في حركة حماس صالح #العاروري إبان وجوده ضيفاً بحماية الحزب في معقله في عمق الضاحية الجنوبية.
"لبنان ليس مهدّداً بحرب، بل إنه في حرب". قالها النائب السابق وليد #جنبلاط في حديث متلفز قبل بضعة أسابيع. هذا هو تقدير قيادة رئيسية في البلاد لحال لبنان فيما يتدحرج يوماً بعد يوم نحو حرب واسعة وبلا قيود. فاغتيال أحد قادة #حماس الرئيسيين صالح العاروري في قلب الضاحية بصواريخ #إسرائيلية، مثل تطوّراً كبيراً في المواجهة الدائرة في الجنوب. وعلى الرغم من أن "#حزب الله" يحاول جاهداً أن يضبط إيقاع المواجهات فإن الأمور تكاد تخرج عن السيطرة، لسببين: الأول أن إسرائيل تبحث عن إعادة ترميم قدراتها الردعية على جبهتها الشمالية.
على وقْع تكرار التهديدات والتحذيرات الاسرائيلية التي يطلقها بنيامين نتنياهو ضد "#حزب الله" وتلويحه بتدمير الجنوب وبيروت والضاحية الجنوبية، ولا سيما بعد كلامه من كريات شمونة، لا يبدو ان الاتصالات الديبلوماسية وصلت الى نقطة متقدمة على خط اميركا اولا، رغم الدور الذي يؤديه وزير خارجيتها انطوني بلينكن في جولته الاخيرة على دول المنطقة وزيارة مستشار شؤون الطاقة آموس #هوكشتاين الى تل ابيب الاسبوع الفائت. وادى اغتيال القيادي في "#حماس" صالح العاروري وما حملته هذه العملية الى عرقلة اكبر لمسار الاتصالات بين اكثر من عاصمة غربية وعربية تعاين الوضع في غزة وسط استمرار آلة الموت الاسرائيلية في مسلسلها الدموي ضد الفلسطينيين.