عقد في منزل الرئيس عمر كرامي في بيروت لقاء مشترك بين كتلة "التوافق الوطني" التي تمثلت بالنواب فيصل كرامي، طه ناجي، عدنان طرابلسي ومحمد يحي، وكتلة "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وحضور النواب وائل أبو فاعور وبلال عبد الله وفيصل الصايغ، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب. كما حضر مستشارو النائب كرامي عثمان مجذوب، علاء جليلاتي وحمدي درنيقة، المسؤول السياسي في جمعية المشاريع الاسلامية الدكتور احمد دباّغ، مستشار النائب حسن مراد المحامي احمد الحسن، زياد شهاب الدين والدكتور يوسف شاهين.
بعد اللقاء الذي استمر ثلاثة أرباع الساعة، رحّب كرامي بالحضور وقال: "أهلا بالحزب "التقدمي الاشتراكي" برئاسة الصديق تيمور جنبلاط وبما يمثل وبمن يمثل. بطبيعة الحال كانت جولة أفق على معظم الملفات التي تهم الشعب اللبناني، بما يضمن الاستقرار والأمان لوطننا العزيز وما يمكن أن نعمله سوية من اجل انتشال لبنان من المأزق المتكرر. كان هناك توافق حول عدة نقاط واهمها: وحدتنا الوطنية في مواجهة العدوان والعدوانية المتكررة من العدو الاسرائيلي، الذي يحاول مرارا وتكرارا أن يجر لبنان إلى الحرب ويعتدي يوميا على جنوب لبنان، ويحاول توسيع الحرب. فنحن كلنا صف واحد في مواجهة هذا العدوان وفي الحفاظ على وحدتنا الوطنية".
وأضاف:" بطبيعة الحال، إن الحل السياسي في لبنان وضمان الإستقرار السياسي فيه يكون بترسيخ الديموقراطية التي تتمثل في الدستور، الذي ينص على الإسراع في انتخاب رئيس جمهورية. وبعد التجارب لا يمكن انتخاب رئيس جمهورية إلا من خلال الحوار الذي توافقنا نحن ومعظم الكتل، بأنه هو الطريق الحقيقي والوحيد لملء هذا الفراغ، ولاعادة انتظام عمل المؤسسات في لبنان. فلنذهب جميعا فورا إلى الحوار ومن خلاله نستطيع أن ننتج رئيسا للجمهورية ونعيد انتظام السلطة".
وتابع: "لا يوجد شيء في العالم اسمه فراغ، والحكومة اليوم هي حكومة تصريف اعمال، وماهية تصريف الأعمال تكون مؤقتة، ولكن عندما تتعدى الأشهر والسنوات، لا تعود حكومة تصريف اعمال، وهنا توجد مسؤولية تجاه الناس. لذا نحن مع الإسراع بهذه الحكومة مع موضوع التعيينات ونقف إلى جانب "اللقاء الديموقراطي" بهذا الموضوع".
وأردف: "تكلمنا أيضاً عن الموضوع الاقتصادي والموازنة ، وكان اتفاق بأن نبقي التشاور مفتوحا من أجل أن نضع ملاحظاتنا، ولكن لا يجوز أن يمشي البلد بدون موازنة . وطبعاً كان التوافق على استمرار اللقاءات والاجتماعات".
ثم تحدث النائب الصايغ بإسم "اللقاء الديموقراطي"، فقال: "في إطار الزيارات التي يقوم بها "اللقاء الديموقراطي" والحزب "التقدمي الاشتراكي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط، تشرفنا اليوم بزيارة تكتل "التوافق الوطني" في منزل الرئيس الراحل عمر كرامي، هذا المنزل الذي له تاريخ سياسي ووطني. طبعا، تداولنا في العديد من الأمور التي تخص المنطقة ولبنان، وأبرزها حرب العدو الاسرائيلي وجرائمه في غزة وفي فلسطين المحتلة، واكدنا ضرورة ان يقوم المجتمع الدولي بدوره في حماية المدنيين وفي ايقاف الحرب في غزة، وفتح المجال امام المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني" .
وأضاف: " تطرقنا ايضا الى موضوع جنوب لبنان والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب، والموقف اللبناني الصريح من سيادة الوطن وحقه في الدفاع عن لبنان، وفي الوقت عينه اكدنا ضرورة التحلي بالصبر وعدم الانجرار الى حرب واسعة في لبنان، لا سيما بسبب الظروف التي نعيشها، اكانت اقتصادية، او ظروف فراغ المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية التي تنعكس على كل نواحي الحياة. من هنا، اكدنا ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، والدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الاطار، وهذا يعتبر أولوية للبدء في ملء الفراغات في مؤسساتنا الدستورية، لأن قوة لبنان الحقيقية هي في انتظام هذه المؤسسات وفي قوة اقتصاده".
وتابع: "طبعاً، شددنا على موضوع مؤسسة الجيش، وكان مهما التمديد لقائد الجيش لعدم الدخول في الفراغ. والأولوية الثانية في المؤسسة هي لاستكمال حصانة هذه المؤسسة وحسن أدائها، ولا بد من استكمال تعيين المجلس العسكري ورئاسة الأركان، لأن هناك متطلبات عديدة، حين يكون قائد الجيش في سفر، ولمتابعة المساعدات الممكنة للجيش اللبناني. إذا، حركة قائد الجيش تتطلب وجود المجلس العسكري ورئيس الأركان".
أضاف: "سننسق نحن والتكتل وفيصل افندي في الموضوع الاقتصادي، لأننا على بعد أيام من مشروع الموازنة التي يجب أن تقر في مجلس النواب قبل نهاية الشهر، وقبل أن تصدر بمرسوم بكل الظلام اللاحق بالقطاع الخاص والقطاعات الاقتصادية. وإن شاء الله سندرس الامر من خلال خبراء لدينا ولدى التكتل بعد صدور التقرير، وسيكون لنا موقف مشترك في الجلسة العامة".
(الصور بعدسة الزميل حسام شبارو)