تجدّد القصف الإسرائيلي على عدد من البلدات الجنوبية وتركّز على أطراف الضهيرة، علما الشعب، الجبين ومروحين من القطاع الغربي.
واستُهدفت سيارة في بلدة كفركلا ما أدّى الى مقتل المواطن حسن علي طويل من البلدة كان يقود سيارته من نوع رابيد على طريق كفركلا - دير ميماس.
في غضون ذلك، أعلن حزب الله" استهدافه عند الساعة 03:55 من بعد ظهر اليوم موقع المرج بالأسلحة المناسبة.
كذلك استهدف عند الساعة 04:45 من مساء اليوم نقطة الجرداح بالأسلحة الصاروخية.
أفيد صباح اليوم بأنّ قصفاً إسرائيلياً استهدف منزلاً في بلدة كفر شوبا، أدّى إلى مقتل أحد عناصر "حزب الله".
وشنّت الطائرات الإسرائيلية غارة على اللبونة - القطاع الغربي، وأطلقت صفارات الإنذار من مقرّ قيادة اليونيفيل في الناقورة.
"الخارجيّة" تقدّم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي
الى ذلك وبناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء، أوعز وزير الخارجية والمغتربين إلى مندوبة #لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ ٩ كانون الثاني ٢٠٢٤ أمام #مجلس الأمن الدولي ردّاً على الشكوى ال#إسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الأمن #1701.
وقد تضمّن نصّ الشكوى المرفوعة "إدانة الأعمال العدائية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول ضد لبنان تزامناً مع حربها على غزة وأدلة موثقة حول خرقها للقرار 1701 وقلب الحقائق من خلال تحميل لبنان مسؤولية تعدّياتها السافرة على سيادته وسلامة أراضيه".
وأورد النص "بعض الأدلة الموثقة للاعتداءات الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً للفقرة 1 من القرار 1701 حيث تستمر إسرائيل بالقيام بعدة عمليات عسكرية هجومية تم تفصيلها في نص الشكوى، ومنها إطلاق القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية محرّمة دولياً مستهدفةً عدة مناطق في خراج بلدات عيترون وميس الجبل وبليدا ما أدّى إلى اندلاع حرائق في الأحراج، وإتلاف 50 ألف شجرة زيتون، وإصابة مدنيين بحالات اختناق، في انتهاكٍ صريحٍ وصارخٍ للقانون الدولي الإنساني يرتقي إلى جرائم الحرب. في الإطار عينه، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية فريقاً صحفياً بصاروخين موجهين ما أدّى إلى وفاتهما ووفاة مدني آخر صودف وجوده في المكان بتاريخ 21/11/2023؛ كل هذه الأعمال العدائية إضافة إلى عشرات الطلعات الجوية العسكرية للطيران الحربي والمسيرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية تشكل خرقاً موصوفاً للفقرة 4 من القرار 1701 والتي يؤكد مجلس الأمن بموجبها "تأييده الشديد للاحترام التام للخط الأزرق".
ميقاتي التقى وزيرة خارجية ألمانيا: لبنان يحترم القرارات الدولية
أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "الحرص على أفضل العلاقات مع ألمانيا شاكراً دعم ألمانيا لبنان على المستويات كافة".
وشدّد في خلال لقائه وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، سفير ألمانيا في لبنان كورت جورج سيلفريد والوفد الألماني المرافق، ومستشارَي رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي، على أنّ "لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان"، مطالباً "بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه".
وقال "حان الوقت لإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية وبالتالي البدء بوقف إطلاق النار وإطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين".
أما الوزيرة الألمانية فشدّدت على "أهمية تطبيق القرار الدولي الرقم 1701".
سياسة الاغتيالات
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن اغتيال إسرائيل للقياديين العسكريين في "حزب الله"، يعبّر عن "تغيير جوهري في سياسة ممارسة القوة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية".
واعتبر أنه في أعقاب عمليتي الاغتيال للمسؤولين في "حزب الله" إلى جانب اغتيال القيادي في "حماس"، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل "حزب الله"، "يتعالى استنتاج واحد واضح، وهو أن إسرائيل، لأسباب ومصالح عديدة، لا تزال غير معنيّة بحرب بكامل القوة. لكن بسبب استمرار الوضع غير المسبوق بإجلاء عشرات آلاف السكان عن بلدات الشمال، الذين تحوّلوا إلى لاجئين، فإن إسرائيل مستعدة الآن لتحمّل مخاطر أكثر".
وحذر من أن "تصعيد الضغط العسكري قد يقود إلى تصعيد سريع في الحدود الشمالية، ليصل إلى حرب شاملة بين الجانبين".
من جهته، أضاف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى قائمة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في الأسابيع الماضية القيادي في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، الذي اغتيل في دمشق، وكذلك اغتيال ناشط في حماس في هضبة الجولان في سوريا.
وأضاف أن عمليات الاغتيال هذه "تعكس محاولة إسرائيلية واضحة لجباية ثمن آخذ بالارتفاع من "حزب الله" وشركائه في الجبهة الشمالية... والنتيجة الفعلية لهذه العمليات هي أن جزءاً كبيراً من قوات "حزب الله"، وبينها مقاتلو الرضوان، انسحبوا من منطقة الحدود ويخوضون عمليات من خطوط خلفية تحسّباً من خسائر أخرى".
ووفقاً لهرئيل، فإن "إسرائيل لا تنجح في هذه المرحلة في ترجمة هذه الإنجازات التكتيكية إلى نتيجة استراتيجية. على العكس، حزب الله يصرّ على مواصلة الهجمات اليومية، وهو راضٍ عن الثمن الذي جباه، بمغادرة حوالي 60 ألف مواطن إسرائيلي للبلدات المحاذية للحدود".
وأفاد بأن "جهاز الأمن الإسرائيلي لا يزال يدّعي أن إيران وحزب الله معنيّان بالبقاء تحت سقف الحرب الإقليمية. ورغم ذلك، فإن التوالي السريع للأحداث وخطورتها يقلص حيّز مناورة جميع الأطراف. فعندما يكون التوتر الميداني مرتفعاً، ويقع حدث شديد نسبياً كل عدة ساعات، ليس هناك يقين بأنه سيكون بالإمكان أن تسير الأمور بشكل لا ينتهي بصدام شامل".
كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن الجيش الإسرائيلي، بدعم المستوى السياسي، يسعى إلى إبعاد قوات الرضوان عن الحدود "من دون التدهور إلى حرب شاملة، الأمر الذي يسمح للجيش بمواصلة الحفاظ على غزة كساحة القتال المركزية".
ووفقاً ليهوشواع، فإن "حزب الله ينجح في إلحاق أضرار كبيرة بالبلدات (في شمال إسرائيل) بواسطة قذائف مضادة للدروع، والدمار فيها غير مسبوق، ويكون أحياناً تحت الرادار بسبب هجر السكان للمنطقة. ورغم ذلك، فإن الضرر لإسرائيل هو قومي واقتصادي ومعنوي. وبالإمكان الاطلاع من خلال هذا الوضع على الأدوات المتنوّعة التي بحوزة حزب الله من أجل التسبب بألم في الجبهة الداخلية الإسرائيلية وليس فقط في بلدات خط المواجهة".
وأضاف أنه "عندما ننظر إلى القتال في غزة، مقابل عدوّ أضعف بأضعاف، ينبغي الدخول إلى تناسبية حيال الحديث عن ’تنظيف المنطقة’ في جنوب لبنان. فسيكون لمهمّة كهذه ثمن وسيستغرق وقتاً يجعل أيام الحرب الـ95 في غزة تبدو مثل مخيّم صيفي".
وحسب يهوشواع، فإنه "لا مفرّ من حل آخر، وهو إبعاد حزب الله ولكن ليس إلى شمالي نهر الليطاني، والحديث عن ’تنظيف المنطقة’ ليس أكثر من فانتازيا".