انهى النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا يومهما الثاني عشر من الاعتصام داخل القاعة العامة لمجلس النواب للمطالبة بجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الفراغ في سدة الرئاسة.
لكن لماذا تقطع الكهرباء عن القاعة وماذا عن اقفال احدى القاعات التي كان يستخدمها النواب المعتصمون .؟
على ضوء لمبة الهاتف الخليوي يمضي خلف وصليبا اسبوعهما الثاني داخل القاعة العامة لمجلس النواب في ساحة النجمة . ايام طويلة وصعبة على نائبي التغيير تعكس مرارة ايام اللبنانيين المظلمة والاليمة في ظل انسداد الافق امام الحلول والتخبط في حلقة مفرغة.
ويبدو ان لا شيء تغير على النائبين حيث ان الكهرباء المقطوعة عن منازل اللبنانيين تلازمهما خلال ليالي اعتصامهم الطويل.
" المولد يعمل خلال عمل المصرف"
لم تكن ليالي ساحة النجمة مختلفة عن ليالي اللبنانيين ، وان كان غالب الظن ان في مجلس نواب الشعب ستكون الحال افضل من حال الشعب، فالكهرباء تغيب عن القاعة العامة خلال الليل وفي ايام العطل.
وبعد الاستفسار عن السبب تبين ان الكهرباء مصدرها مولد في مصرف قريب من مجلس النواب وان المصرف يعمل ضمن الدوام المعتاد وبالتالي لا يزود مجلس النواب بالكهرباء خلال اقفاله.
اما عن سبب وجود الاضاءة في الطابق الارضي حيث غرف لحرس المجلس ، فالسبب يعود الى وجود "يو بي اس" أي استخدام بطاريات السيارات عبر محول كهربائي وبالتالي اضاءة الطابق السفلي وان طاقة ذلك المحول لا تتحمل اضاءة الطابق الاول حيث القاعة العامة وقاعات اخرى بما فيها المراحيض.
هذه الاسباب يؤكدها خلف في اتصال مع "النهار" وينقلها عن المعنيين في المجلس بعد استفساره عن سبب انقطاع الكهرباء . اما عن اقفال احدى القاعات فيوضح " تم اقفالها في السابق ليوم ولكن اعيد فتحها ولا شيء غير اعتيادي بالنسبة لاستخدام تلك القاعة ، ولا اعتقد ان هناك شيئاً مقصوداً من اغلاقها حينها وان كانت الامور في بداية الاعتصام مختلفة عن الوضع الحالي حيث كل شيء طبيعي".
لكن خلف يؤكد ان المهم ليس الكهرباء او اقفال قاعة وانما انهاء حالة الفراغ في سدة الرئاسة ويسأل بحسرة " اليس الشعب كله يعاني وفي كل منطقة ، واليس من حقنا ان نكون صوته ونسأل كيف يتأمن الخبز والدواء والغذاء في ظل هذه الاوضاع غير المسبوقة التي نعيشها".
اما عن وضعه لا سيما بعد اصابته بوعكة فيشير الى ان"المعنويات مرتفعة وانه مع صليبا في وضع جيد ولكن وضع البلد هو السيء لا سيما بعد التحذير من الفراغ القاتل وتدمير المؤسسات".
بالعودة الى الكهرباء واغلاق القاعات هل من نص قانوني تعرض لوجود النواب داخل البرلمان خارج نشاطهم المعتاد وماذا يقول النظام الداخلي للمجس.
مرجع معني في مجلس النواب اكد ما اسلفه خلف وجزم ان "لا قطع متعمد للكهرباء وانه حتى في اوقات انعقاد جلسات برلمانية كانت تنقطع الكهرباء وشاهد الجميع ذلك على الهواء مباشرة على الهواء "،اما عن اغلاق قاعات فأكد ان "لا اغلاق للقاعات ولا سيما تلك التي يستخدمها النواب".
رئيس جمعية "الشعب يريد اصلاح النظام" الناشط الحقوقي حسن بزي يوضح لـ"النهار" انه "من حيث المبدأ لم يرد في النظام الداخلي لمجلس النواب نص واضح يعالج هذه المسألة سوى نص المادة الخامسة التي أعطت لرئيس المجلس صلاحية حفظ الامن في حرم المجلس، وبالتالي فإننا نعتبر ان اعطاء التوجيهات بقطع الكهرباء عن القاعة العامة في غير حالة حفظ الامن هو أمر يشكل اساءة لاستعمال السلطة يتيح للنواب تقديم شكوى عن هذا الفعل أمام هيئة المكتب عملاً بالفقرة الاخيرة من المادة الثامنة من النظام الداخلي التي أتت شاملة وعامة ولم تحدد ماهية المواضيع التي يمكن التظلم والشكوى منها".
يضع خلف وصليبا معاناة الناس والازمة العميقة التي يعيشها اللبنانيون كمقياس اساسي وبالتالي لا يعيران انقطاع الكهرباء او اغلاق قاعة أي اهتمام طالما ان ما تحت قبة البرلمان هو نسخة عن ما تحت سقوف منازل الشعب بأكمله حيث لا كهرباء تضيء الطريق الى المستقبل ولا امل ببصيص نور للخروج من الظلمة.