النهار

"فانتازيا" إسرائيلية... هل تتمكن تل أبيب من إبعاد "حزب االه" إلى شمال الليطاني؟
المصدر: "النهار"
"فانتازيا" إسرائيلية...  هل تتمكن تل أبيب من إبعاد "حزب االه" إلى شمال الليطاني؟
جبهة جنوب لبنان.
A+   A-
 
صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد "حزب الله" في لبنان، من خلال سياسة الاغتيالات، إلى جانب قصف واسع نسبياً لعمق البلدات في جنوب لبنان. وفي المقابل، كثّف "حزب الله" هجماته ضد أهداف إسرائيلية بوساطة طائرات مسيّرة وقذائف مضادة للدروع.
 
وتشير تقارير إلى أن الجانبين يمتنعان عن توسيع القتال إلى حرب شاملة. لكن التصعيد الإسرائيلي باغتيال قياديين عسكريين في "حزب الله" من شأنه أن يسرع التدهور إلى تصعيد خطير، في موازاة الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة.
 
في هذا السياق، أشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أنّ "اغتيال إسرائيل القياديين العسكريين في "حزب الله"، علي حسين برجي، ووسام الطويل، يعبّر عن تغيير جوهري في سياسة ممارسة القوة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية".

واعتبر أنه "في أعقاب عمليتي الاغتيال للمسؤولين في "حزب الله" إلى جانب اغتيال القيادي في حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، يتعالى استنتاج واحد واضح، وهو أن إسرائيل، لأسباب ومصالح عديدة، لا تزال غير معنية بحرب بكامل القوة. لكن بسبب استمرار الوضع غير المسبوق بإجلاء عشرات آلاف السكان عن بلدات الشمال، الذين تحولوا إلى لاجئين، فإن إسرائيل مستعدة الآن لتحمّل مخاطر أكثر".

وحذّر من أن "تصعيد الضغط العسكري قد يقود إلى تصعيد سريع في الحدود الشمالية، ليصل إلى حرب شاملة بين الجانبين".
 
وتدّعي إسرائيل أنها تفضّل حلاً سياسياً، من خلال تراجع مقاتلي "قوة الرضوان" في "حزب الله" عن الحدود مقابل إجراء تعديلات على خط الحدود وانسحاب إسرائيل من أماكن فيه، مثل مزارع شبعا، رغم أنها لم تعبر عن ذلك علنا.

وحسب ليف رام، فإن "إسرائيل تولي أهمية في هذا السياق لزيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن،كمحاولة أخرى للتوصل إلى حلّ للطريق المسدودة عند الحدود اللبنانية".
 
وأضاف أن "اغتيال المسؤولين العسكريين من شأنه أن يدفع "حزب الله" إلى التفكير في أن ثمن الخسارة التي قد يدفعه جراء حرب بقوة كاملة سيكون مرتفعاً بشكل خاص، وبأن من الأفضل له أن يجد طريقة للنزول عن الشجرة. والمشكلة الوحيدة لهذا التوجّه هي أنه ليس مؤكّداً أن حزب الله مستعدّ فعلاً لتبنّيه".
 
وبالرغم من الخسائر التي تكبدها "حزب الله" بمقتل نحو 150 من مقاتليه، وإلحاق أضرار ببنيته التحتية العسكرية جراء القصف الإسرائيلي، فإنه ليس بالإمكان تجاهل الصورة الاستراتيجية الواسعة التي يستغلّ حزب الله فيها بشكل كامل الحرب في غزة من أجل أن يفرض على إسرائيل مواجهة عسكرية، بادر هو إليها، ويُملي هو مدى قوّتها، وحدود المنطقة التي تدور فيها المواجهة في كلا الجانبين.

وأضاف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى قائمة الاغتيالات التي نفّذتها إسرائيل في الأسابيع الماضية القيادي في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، الذي اغتيل في دمشق، وكذلك اغتيال ناشط في حماس في هضبة الجولان في سورية.

وأضاف أن عمليات الاغتيال هذه "تعكس محاولة إسرائيلية واضحة لجباية ثمن آخذ في الارتفاع من حزب الله وشركائه في الجبهة الشمالية... والنتيجة الفعلية لهذه العمليات هي أن جزءاً كبيراً من قوات حزب الله، وبينهم مقاتلو الرضوان، انسحبوا من منطقة الحدود ويخوضون عمليات من خطوط خلفيّة تحاشياً لخسائر أخرى".

ووفقاً لهرئيل، فإن "إسرائيل لا تنجح في هذه المرحلة في ترجمة هذه الإنجازات التكتيكية إلى نتيجة استراتيجية. على العكس، فحزب الله يصرّ على مواصلة الهجمات اليومية، وهو راضٍ بالثمن الذي جباه، بمغادرة نحو 60 ألف مواطن إسرائيلي للبلدات المحاذية للحدود".

وأفاد بأن "جهاز الأمن الإسرائيلي لا يزال يدّعي أن إيران و"حزب الله" معنيان بالبقاء تحت سقف الحرب الإقليمية. وبالرغم من ذلك، فإن التوالي السريع للأحداث وخطورتها يقلّص حيّز مناورة جميع الأطراف. فعندما يكون التوتر الميدانيّ مرتفعاً، ويقع حدث شديد نسبيّاً كلّ عدة ساعات، فليس هناك يقين بأنه سيكون بالإمكان أن تسير الأمور بشكل لا ينتهي بصدام شامل".

وتابع أنه على خلفية جولة بلينكن في المنطقة، تحاول الولايات المتحدة وقف التصعيد بين إسرائيل وحماس ومنع حرب شاملة. "ولا توجد مؤشرات حتى الآن على نجاح محتمل للمبادرة التي يدفعها مبعوث الإدارة الأميركية إلى المنطقة، آموس هوكشتاين، للتوصل إلى وقف إطلاق نار واستئناف المداولات حول مسار خط الحدود بين إسرائيل ولبنان".

كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن الجيش الإسرائيلي، بدعم المستوى السياسي، يسعى إلى إبعاد "قوات الرضوان" عن الحدود "من دون التدهور إلى حرب شاملة، الأمر الذي يسمح للجيش بمواصلة الحفاظ على غزة كساحة قتال مركزية".

ووفقاً ليهوشواع، فإن "حزب الله" ينجح بإلحاق أضرار كبيرة بالبلدات (في شمال إسرائيل) بوساطة قذائف مضادة للدروع؛ والدمار فيها غير مسبوق، ويكون أحياناً تحت الرادار، بسبب هجر السكان للمنطقة. وبالرغم من ذلك، فإن الضرر لإسرائيل هو قومي واقتصادي ومعنوي. وبالإمكان الاطلاع من خلال هذا الوضع على الأدوات المتنوّعة التي بحوزة حزب الله من أجل التسبّب بألم في الجبهة الداخلية الإسرائيلية وليس فقط في بلدات خطّ المواجهة".

وأضاف أنه "عندما ننظر إلى القتال في غزة، مقابل عدو أضعف بأضعاف، ينبغي الدخول إلى تناسبيّة حيال الحديث عن "تنظيف المنطقة" في جنوب لبنان. فسيكون لمهمّة كهذه ثمن، وسيستغرق وقتاً يجعل أيام الحرب الـ95 في غزة تبدو مثل مخيم صيفيّ".

وحسب يهوشواع، فإنه "لا مفرّ من حلّ آخر، وهو إبعاد "حزب الله" ولكن ليس إلى شمال نهر الليطاني؛ والحديث عن "تنظيف المنطقة" ليس أكثر من فنتازيا".
 
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله تحدث عن مجريات الحرب في الجنوب وغزّة، لمناسبة مرور أسبوع على اغتيال #إسرائيل القيادي في قوّة "الرضوان" وسام الطويل، "الحاج جواد"، فشدّد على أن "المقاومة جاهزة للحرب ولا تخافها ولا تخشاها، وستُقبل عليها، وكما قلنا ستقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فُرضت علينا".


واعتبر أن "إسرائيل لم تحقّق الأهداف المعلنة، ولا الأهداف شبه المعلنة، وذلك بإجماع الإسرائيليين".


ورأى أن "الكارثة الكبرى في إسرائيل هي عندما تتوقف الحرب وتلحظ ما لحق بهذا الكيان وما ألحقته به المقاومة في غزة بالدرجة الأولى وغيرها من جبهات مقاومة".


ولفت نصرالله إلى أن "صوت المطالبة بدأ يرتفع في إسرائيل بالتفاوض لاستعادة الأسرى، وذلك يعني الخضوع لشروط "حماس" في غزة"".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium