صباح الخير من "النهار"،
إليكم خمسة أخبار بارزة اليوم السبت 3 شباط 2024.
مع ان معالم المحاولة المتقدمة الجارية لاحلال هدنة جديدة او طلائع تسوية لوقف اطلاق النار في غزة لا تزال تشوبها غيوم الشكوك والغموض في امكان نجاحها، فان مناخات ديبلوماسية دولية وتحديدا غربية وعربية تتعامل مع هذه المحاولة بامال عريضة في وجود نافذة تتيح التوصل اليها في وقت غير بعيد. تبعا لذلك، ومن منطلق هذه المناخات التي تتعاطى براغماتية مع الواقع الميداني في جنوب لبنان حيث ربط "حزب الله"، ولا يزال يكرر يوميا معادلة الربط هذه ، الوضع على الجبهة الجنوبية بمجريات الحرب في غزة ، لم يعد خافيا ان ثمة رياح "هبة" ديبلوماسية جديدة كثيفة تهب على لبنان بدأت مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين ومرت بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون قبل يومين وستستكمل مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلثاء، ولعل التطور البارز أيضا قد يكون في زيارة أخرى وشيكة للموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي سيعود مطلع الأسبوع الى تل ابيب وربما بعدها الى بيروت. ومعلوم ان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سيصل الى بيروت يوم الثلثاء المقبل ضمن جولته الأولى على المنطقة بعد تعيينه وزيرا للخارجيّة في حكومة غبريال آتال وستشمل جولته مصر والاردن واسرائيل ورام الله.
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها شنّت "بنجاح" ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من #العراق و#سوريا قوّات #إيرانيّة ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنّ هذه الضربات "ستستمرّ".
وكان الرئيس الديموقراطي قد حضر في وقت سابق الجمعة، بقاعدة في شمال شرق الولايات المتحدة، المراسم الرسميّة لإعادة جثامين ثلاثة جنود أميركيّين قتِلوا الأحد الماضي ب#الأردن، في هجوم نسبته واشنطن إلى مجموعات تدعمها إيران. وأعادت طائرة نقل عسكريّة من طراز C-5 رماديّة الجثث في "صناديق نقل" لفّت بالعلم الأميركي.
بات كثر من مرضى السرطان يتبعون نظاماً غذائياً قائماً على الصيام ظناً منهم أنهم، بحرمان أنفسهم من الطعام، يساهمون في "تجويع الورم" أو يعوّدون أنفسهم "على تحمّل العلاج الكيميائي بشكل أفضل". لكنّ الأطباء ينبّهون إلى أن هذه النظريات التي تتفشى كالعدوى هي مجرّد تضليل إعلامي، إذ أن هذه الحمية لا تحمي من المرض الخبيث، بل تعرّض المرضى لمخاطر "جمّة".
وشوهدت عشرات آلاف المرات عبر موقع يوتيوب مقاطع فيديو لأشخاص يقولون إنهم "تعافوا" أو آخرون يصفون أنفسهم بـ"المعالجين" يؤكدون أنّ الصيام يشكل "علاجاً سريعاً للسرطان" بطريقة "طبيعية بحتة".
قصفت القوات الإسرائيلية مشارف آخر ملاذ بالطرف الجنوبي من قطاع #غزة الجمعة وقال النازحون الذين تجمّعوا بأعداد تصل إلى مئات الآلاف أمام السياج الحدودي مع مصر إنهم يخشون هجوماً جديداً فيما لم يتبقَ لهم مكان يفرون إليه.
وقال الجيش الأميركي إنّ "الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات جوية في العراق وسوريا بعد هجوم بطائرات مسيّرة في الأردن هذا الأسبوع أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، في تطور من المرجح أن يزيد مخاوف من انتشار التوتر في الشرق الأوسط".
واستهدفت الضربات الأميركية فصائل مدعومة من إيران تتهمها واشنطن بالمسؤولية عن الهجوم بالطائرات المسيرة، الذي كان أول هجوم يستهدف القوات الأميركية ويسفر عن سقوط قتلى منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول.
يكثر الكلام عبر الإعلام عن غزارة المطر هذا العام لتبرير الكوارث الحاصلة في البلد المنكوب أصلاً من جرّاء إهمال أعمال الصيانة خلال السنوات الثلاث الأخيرة!
وكما في كل عام نتوقّع أحوال الشتاء المقبل من خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني. ومن الواضح اننا ولجنا أبواب سنة بركة من الأمطار التي تليها مباشرةً موجة من الثلوج التي تغذّي مخزون لبنان من المياه (حتى لو تعثّر على الدولة المصونة تأمينها للمواطنين الذين يبتاعون المياه لقضاء حاجاتهم).
ويمكن التأكيد في هذا المجال أن الأمطار التي تسبّبت بحوادث وانهيارات لم تكن أغزر من سابقاتها وذلك بحسب السجلات الموّثقة في أكثر من مرجع، بل المشكلة، كما في كل عام، تعود لإهمال اللامسؤولين عن الشأن العام!
اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم:
أعادني الدكتور انطوان حداد أمس في 2 شباط الى ذكرى رحيل نسيب لحود بتغريدة كتب فيها: "نفتقدك كل يوم ولبنان المستباح والمنكوب يفتقد أمثالك. أهل السلطة كتير كتار، وقلال رجال الدولة".
12 سنة مضت على غياب نسيب لحود، صار من الماضي، ودخل الذاكرة القصيرة المدى للبنانيين، والذاكرة القصيرة المدى نعمةٌ لكثرة المصائب والويلات التي تصيبهم، فلا يقوى العقل على استيعاب كل التطورات.
لم أعرف نسيب لحود من قرب، لكن الرجل كان لافتاً بأناقة مميزة في الفكر الثاقب والمرتكز على لبنانية متينة، وكان يملك رؤية واضحة لا تقوم على الجدالات العقيمة والنكايات المتّبعة والمقزّزة.
الدول الديموقراطيّة هي دولٌ تكون فيها السلطة (باليونانيّة "كراتُس") للشعب (باللغة اليونانيّة "ذيمُس")، الذي يحكم بواسطة مجلسٍ نيابيٍّ ينتخبه الشعب. أمّا الدول الدينيّة فالسلطة فيها للشرائع الدينيّة، التي يحكم فيها ويفسِّرها رجال الدين. والدول الديموقراطيّة تُميِّز بين الوصايا الإلهيّة (كالوصايا العشر: لا تقتلْ، لا تسرقْ، لا تزنِ، إلخ) التي تبقى ثابتةً ولا يجوز المسُّ بقدسيّتها، والشرائع الإنسانيّة القابلة للتغيير من دون خوفٍ ولا تردُّد بحسب حاجات المواطنين ووفقًا للتطوُّر في مجال الحريّة وللتقدُّم في مفهوم حقوق الإنسان المعترَف بها دوليًّا. أمّا في الدول الدينيّة فالشرائع، التي هي تطبيقٌ بشريٌّ للوصايا الإلهيّة (مثلاً: إعدام القاتل، أو قطع يد السارق، أو رجم الزانية، أو ارتداء الحجاب) تُعتبَر أيضًا مقدَّسةً على غرار الوصايا الإلهيّة، بحيث لا يجوز تغييرُها، حتى لو كانت مناقضةً لتطوُّر الفكر البشريّ ولا تتوافق مع حقوق الإنسان المعترَف بها دوليًّا. وينجم عن هذا الموقف في الدول الدينيّة قمعٌ لاإنسانيّ للتظاهرات الشعبيّة التي تطالب بتغيير بعض الشرائع التي لم تعد ملائمةً لأوضاع الإنسان في العصر الحاليّ. قمعٌ للحريّات وتجميدٌ للعقل البشريّ المدعوِّ باستمرارٍ إلى التطوُّر.
ثمة مقاربات للوضع الجنوبي على الحدود وتنفيذ القرار 1701 تبدو مستفزة للبنان وتخدم إسرائيل عبر تعابير عدائية أقل ما يُقال أنها تظهر كأنها تفرض على لبنان تحقيق أمور خدمةً لإسرائيل ولا تُطرح إلا من أجل هذا الهدف على غرار ضرورة ابتعاد الحزب عن الحدود. القرار 1701 الذي وافقت عليه الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في 2006، بدعم كلي من الرئيس نبيه بري وكانت تضمّ وزراء من الحزب، جاء بناءً على خطة من سبع نقاط قدمتها الحكومة آنذاك ورحّب مجلس الأمن بهذه الخطة التي أوردت رغبة الحكومة في لبنان في بسط سـلطتها علـى أراضـيه، مـن خـلال قواتها المـسلّحة الــشرعية، بحيــث لا يكــون هنــاك ســلاح دون موافقــة حكومــة لبنــان ولا ســلطة غــير ســلطة حكومـة لبنـان، كما يرحّـب أيـضاً بالتزامهـا بنـشر قـوة للأمـم المتحـدة مـستكملة ومعـززة مـن حيث العدد والمعدات والولايـة ونطـاق العمليـات. كما أن ثمة مغالطة أخرى تتناول انتشار الجيش الذي كان قد رحّب مجلس الأمن في القرار 1701 بقرار الحكومة نشر 15000 ألف جندي لبناني في جنوب لبنان ما لا يعني ضرورة في المنطقة الحدودية المباشرة. كان التعاون بين القوة الدولية والجيش اللبناني أتاح بعد ما يقارب سنتين أو ثلاث سنوات على بدء تنفيذ القرار اعتماداً أكبر على الجيش اللبناني في مقابل انحسار دور اليونيفيل لولا أن انطلاق الحرب في سوريا أسهم في خلط الأوراق وفرض في محطات متعددة لاحقة تعديلاً لمدى ثقل الجيش اللبناني وعديده في الجنوب، ولو أنه لم يصل مرة إلى 15000 وبقي دون هذا العدد، من الفراغ الرئاسي في 2014 إلى تسلل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وصولاً إلى انتفاضة 2019 وأخيراً الاضطرابات التي رافقت الانهيار المالي في البلاد.
يعتقد سياسيون لبنانيون أن رئيساً لجمهورية بلادهم ستختاره اللجنة الخماسية "العربية – الدولية" هذا العام بالتفاهم مع العضو غير الرسمي فيها وهو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبعض هؤلاء لا يستبعد أن يتم ذلك خلال شهرين. ويبدو أن بعض الإعلام اللبناني يشارك سياسييه تفاؤلهم الرئاسي من خلال التحليلات المستندة الى معطيات ومعلومات بعد عودة اللجنة الى التحرّك لإزالة الجمود الذي فرضته عوامل عدة. أولها عدم جهوزية الأفرقاء اللبنانيين للقيام بدورهم في تذليل العقبات الكأداء التي حالت الآن دون انتخاب رئيس للبلاد رغم مرور سنة وثلاثة أشهر على الفراغ الرئاسي. فـ"الثنائية الشيعية" لا تزال على موقفها وهو التمسّك برئيس "تيار المردة" والنائب والوزير السابق سليمان فرنجية مرشحاً رئاسياً هذا رغم إشارات غامضة عن استعدادها للحوار مع الآخرين حول هذا الموضوع. ورئيس مجلس النواب نبيه بري الشريك في "الثنائية" يُعطي الانطباع بأنه مختلف ولكن ليس جوهرياً عن موقف حليفه "حزب الله"، وباستعداده لقيادة حوار داخلي لحل هذه المشكلة المستعصية.
على رغم ان وزارة الداخلية والبلديات بكّرت في الاعلان عن استعداداتها وجاهزيتها لإجراء انتخابات المجالس البلدية والاختيارية في موعدها المحدد مبدئياً في أوائل أيار المقبل، معمِّمةً لوائح الشطب بعدما أنجزتها المصلحة المعنية في الوزارة، طالبةً من كل المعنيين مراجعتها، فان احتمال تأجيل هذه الانتخابات والتمديد للمجالس البلدية والاختيارية الحالية سنة إضافية لايزال الاحتمال الأكثر رجحاناً، لتتكرر تجربة السنة الماضية، خصوصا ان الاسباب والدوافع والذرائع التي تم الاستناد اليها لتسويغ التمديد في العام المنصرم ما زالت موجودة بل أضيفت اليها دواعٍ اخرى مستجدة.