جال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه على كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، في إطار الجولة التي يقوم بها على عدد من الدول في سياق المساعي الدولية لوقف الحرب في غزة.
سيجورنيه التقى ميقاتي في السرايا، وشارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو ورئيسة دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين. وعن الجانب اللبناني حضر مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
في خلال الاجتماع أشار الوزير الفرنسي الى أن زيارته الى لبنان تندرج في إطار جولة لوقف الحرب في غزة وحفظ الاستقرار في لبنان وابعاد الأخطار عنه.
وشدد على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة اساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة. وشدد على أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية.
تصوير الزميل نبيل اسماعيل.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سيجورنيه بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية ومستشار الرئيس بري الدكتور محمود بري، حيث تناول البحث تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.
سيجورنيه اكتفى بالقول: "لن أعلق الآن سوف أعلق لاحقاً".
وفي زيارته للأراضي المحتلة، دعا سيجورنيه إلى "وقف عنف المستوطنين" الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب لقائه في القدس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقبل انتقاله إلى رام الله حيث التقى بنظيره الفلسطيني رياض المالكي بالرئيس محمود عباس.
وقال سيجورنيه الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لمحاولة الدفع باتجاه هدنة في القتال الدائر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس: "لا يمكن أن يحصل بأي حال من الأحوال أيّ تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الغربية" المحتلة.
من جهة أخرى ندّد الوزير الفرنسي بتصريحات "عنيفة تزرع الكراهية (ضد ) الفلسطينيين وتدعو إلى ارتكاب جرائم حرب. هذه التصريحات تتزايد في إسرائيل ويتداولها مسؤولون سياسيون. (...) نعتبر أنّ هذا الأمر خطير".
وشدّد سيجورنيه على أنّه "لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الغربية. يجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدّد وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة".
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي الذي يقوم بأول جولة له في المنطقة منذ تعيينه في منصبه في كانون الثاني: "أكرّر: غزة أرض فلسطينية".
ودعا سيجورنيه إلى "تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب" ما يتطلب استئناف عملية السلام "فورا".
وأكد أنّه "من دون حلّ سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط هذا هو موقفنا وهذا تحليلنا للوضع".
ثم التقى سيجورنيه نظيره الوزير عبد الله بو حبيب في وزارة الخارجية. وأعلن بوحبيب أن "الفرنسيون تهمهم سلامة لبنان وسيجورنيه نقل الجو الاسرائيلي بإعادة المستوطنين الى قراهم بينما نريد سلاماً كاملاً وانسحاباً كاملا".
وأضاف: "الحوار دائم مع حزب الله على مستوى الخارجية ورئاسة الحكومة ولا خلاف معه اطلاقاً".
وأشار الى ان "اسرائيل لن تربح الحرب لو وقعت مع الاعتراف بقدرتها الهائلة على التدمير".
وقال: "نفترح المساعدة من قبل المجتمع الدولي لتأمين تواجد اكبر للجيش لتجنيد ٧ الاف عنصر والفرنسيون مهتمون بهذا الامر".
فيما غادر سيجورنيه من دون الإدلاء بأي تصريح.
مزيد من الصور تصوير نبيل اسماعيل.
من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب نظيره الفرنسي، واصفاً الاجتماع بـ"الجيد".
وفي دردشة مع الصحافيين، قال بوحبيب إنّ "الفرنسيين يهمهم لبنان وسلامته. لقد نقلوا لنا أجواء إسرائيل التي تريد إرجاع المستوطنين المهجرين من الحدود الشمالية، وعددهم حوالى 100 ألف. وحتّى الساعة لم نتبلغ أنهم يقبلون بالسلام الذي نطالب به".
وأضاف: "كما تعرفون، نحن نطالب بتطبيق القرار 1701 كاملاً، ويتضمن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وانسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي اللبنانية. وإذا تحقق ذلك، تنتهي تقريبا مشاكلنا الأمنية معهم، وتبقى مشكلتنا معهم القضية الفلسطينية"، مؤكداً أنّه "حتى الساعة، ليس لدينا أي اقتراح منهم، لكننا مصرون على موقفنا".
وأردف بوحبيب قائلاً: "شكرنا للوزير الفرنسي زيارته لنا، فهي مهمة ليطلعنا على ما يحصل، خصوصا أنه قام بجولته الإقليمية الأولى، وكنت تعرفت عليه في نيويورك منذ حوالى الأسبوعين".
وأكد أنّ "نوايا الفرنسيين جيدة تجاه لبنان، ونحن يهمنا أن يكونوا مشتركين في كل حل إقليمي أو دولي للقضية اللبنانية".
وردّاً على سؤال عمّا "إذا حمل الوزير الفرنسي أي اقتراح للحل؟"، قال بوحبيب: "كلا، لم يعطنا أي اقتراح، إنهم يفكرون بحل أو اقتراحات، وسيطلعونا عليها عليها فور جهوزها".
وسُئِل بوحبيب عن صحة أنّ الوزير الفرنسي "حمل تحذيراً إسرائيليّاً بإمكانية التصعيد، إذا لم يتوقف ما يحصل في الجنوب"، فقال: "لم نبحث في هذه التفاصيل، لكن طبعا حذرونا من أن إسرائيل قد تقوم بحرب لإرجاع مستوطينها. نحن نعتبر أن هذه حرب تدل على فشلها في غزة. قلنا للفرنسيين لا نريد الحرب، بل نريد الاتفاق بوساطة الامم المتحدة والفرنسيين والاميركيين أو أي كان، نريد الاتفاق حول الحدود. وحاليا، يمكننا البحث فيها، لكنها لن تكون نهائية قبل ان يصبح لدينا رئيس للجمهورية، كذلك الا تستمر الحرب في غزة".
كما اقترح بوحبيب زيادة عديد الجيش في المرحلة المقبلة، خصوصاً على الحدود، وقال: "نطلب المساعدة لنتمكن من تجنيد حوالى 6 أو 7 آلاف جندي، ومطلبنا يلقى ترحيباً"، مؤكداً أنّه "لا دخل لحزب الله في ذلك، فالجيش لوحده، وحزب الله لوحده. نحن في حوار دائم مع الحزب، فلا خلاف بيننا سواء أكان على مستوى الوزارة أم على مستوى رئاسة الحكومة، وطبعا رئاسة مجلس النواب".
وتابع:" الجيش سندنا أيضا في القضايا الداخلية، ولذلك، نريد عديداً إضافيّاً لنشره في الجنوب، والفرنسيون مهتمون جدّاً".
وعن زيارة وزير خارجية مصر غدا إلى لبنان وعما إذا كانت الوفود التي تأتي إلى لبنان لديها اقتراحات مختلفة، قال بوحبيب: "الكل يهمه عدم اندلاع الحرب في جنوب لبنان وشمال اسرائيل، كلنا نتكلم اللغة ذاتها، والوزير المصري سيزور رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".
وأضاف: "لبنانيّاً، هناك أمور تجمعنا أهمها موقفنا في الجنوب وكذلك ملف اللاجئين، فكلنا متفقون على هذين الملفين اللذين يؤثران على وجود لبنان".
وسُئِل بوحبيب إن كان "هناك قناعة لدى كل الموفدين الذين التقيتهم أن مطلب انسحاب "حزب الله" من الحدود اللبنانية الى جنوب الليطاني أمر غير ممكن إطلاقاً"، فأكد أنّه "نحن لا نبحث في الممكن وغير الممكن، نحن نقول لهم إننا مستعدون للاتفاق حول الحدود، ونود تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وحزب الله على علم بذلك. ليست لدينا شروط، فهم من يجب ان يتوقفوا عن قضم الاراضي فهم من يحتلون قسما من اراضي لبنان. فإلى جانب شبعا وكفرشوبا، هناك شمال الغجر وخراج بلدة الماري والناقورة، فالخط الازرق ليس الحدود، بل هو خط الانسحاب الاسرائيلي في العام ألفين".
وأوضح أنّ "خط الحدود هو الخط الذي رسمه الفرنسيون والإنكليز عام 1923، وتم تثبيته عام 1949 بعد الهدنة بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة".
وعن عدم زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشاتين لبنان وما يعني ذلك أن ليست لديه أي خطوة إيجابية في خصوص اظهار الحدود"، قال بو حبيب: "طبعاً، لن يأتي اذا لم يكن لديه شيء"، مشيراً إلى أنّ "مجيء إسرائيل إلى لبنان لن يكون نزهة، فذلك سيُسبّب حرباً إقليميّة، حزب الله ليس ابن الامس في هذه القضايا. إسرائيل يمكن أن تدمر إذ لديها سيطرة جوية هائلة، لكنها لن تربح الحرب".