استهداف إسرائيليّ دموي طال أحد المباني في منطقة النبطية، ما أدّى إلى استشهاد عدد من سكان المبنى، فيما لا يزال بعضهم الآخر في عداد المفقودين، فضلاً عن عددٍ من الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات المنطقة.
ولا تزال المحصلة النهائية لعدد شهداء وضحايا مجزرة النبطيّة غير نهائية، فوفقاً لمعلومات حصلت عليها "النهار"، في خلال ساعات مساء الأمس، استشهد 5 مدنيين من بينهم 4 من عائلة برجاوي في الاستهداف الذي شنته مسيّرة إسرائيلية على مبنى مؤلف من 3 طقات وطابق سفلي بصاروخين داخل حي مأهول في مدينة النبطية عند مفرق حي المسلخ إلى جانب مجمع ثانوية الصباح ومقابل محطة محروقات "فلسطين".
كما أشارت المعلومات إلى أنّ 4 أشخاص من سكان المبنى المُستهدف ما زالوا في عداد المفقودين.
وقبل قليل، أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ " 7 شهداء قضوا في المجزرة التي طالت مدينة النبطيّة".
(زينب برجاوي وطفليها).
ونعت الجامعة اللبنانية الدولية الشهيدة أماني البرجاوي.
وتمكنت فرق الاسعاف والإغاثة بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين ،فيما سحبت 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه اماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، ونقلوا إلى مستشفيات النبطية.
(الشهيدة غدير ترحيني نعتها كشافة الرسالة الإسلامية).
وطيلة ساعات المساء، استمر البحث عن جثمانيّ زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني.
كما نُقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى إلى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
وأحدثت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من 3 طبقات ومن ضمنه الشقة المستهدفة، وبات المبنى آيلاً للسقوط بسبب التصدّعات الكبيرة فيه.
كما تضررت الأبنية المجاورة والسيارات المركونة على الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف.
وعملت فرق الإسعاف من الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية وإسعاف النبطية وكشافة الرسالة الإسلامية والصليب الأحمر في المنطقة المستهدفة طوال الليل وحتى ساعات هذا الصباح.
(محيط المبنى المستهدف)
المختار حسين برحاوي في حديث لـ"النهار"
وفي حديث إلى "النهار" خلال ساعات مساء الأمس، أكد المختار حسين برحاوي أن عمه حسين وزوجته أمل وابنتيه أماني وزينب وأخته فاطمة وابنتها غدير وأبناء زينب الطفلين محمود وحسين عامر قضوا شهداء في المجزرة الصهونية التي ارتكبها العدو من خلال قصف منزلهم في النبطية وسط حي سكني".
ولفت إلى أن "المجزرة ارتُكبت بحق مدنيين عزّل لا علاقة لهم سوى بأعمالهم العادية، فالوالد حسين يعمل ببيع قطع السيارات، فيما صهره من آل عامر والذي أصيب هو جندي في الجيش اللبناني".
وتغلق اليوم جامعات النبطية ومدارسها أبوابها، كما تقفل المصالح والدوائر الرسمية في المحافظة وفقاً لما أعلن محافظ النبطية.
إلى ذلك، أعلن في الأمس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي د. محمد كركي إقفال مكتب النبطية "نظرًا للأوضاع الأمنية غير المستقرّة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على محافظة النبطية، وبغية المحافظة على سلامة المستخدمين والمراجعين، على أن يعاد فتح أبوابه وفق التطوّرات ومجريات الأحداث".