تحتدم المواجهات في جنوب لبنان مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق بات يُنذر بإمكانية اتّساع رقعة الحرب في أيّ لحظة، بعد غارة إسرائيلية خلّفت مجزرة دموية في النبطية ليل أمس، أسفرت عن استشهاد 7 مدنيين بينهم نساء وأطفال، قبل أن يُعلن "حزب الله" عن سقوط ثلاثة عناصر في الغارة، أحدهم يتولّى مهمات متصلة بالملف الفلسطيني، بحسب المعلومات.
كما نعى "حزب الله" ثلاثة عناصر آخرين اليوم، من دون تحديد مكان سقوطهم، ليرتفع عدد الشهداء إلى 6.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ غارة شنّها على مدينة النبطية، مساء أمس، أسفرت عن اغتيال قائد كبير في "قوّة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" علي محمد الدبس ونائبه حسن إبراهيم عيسى ومقاتل ثالث.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ الدبس ساعد في تدبير تفجير قنبلة على جانب طريق في شمال إسرائيل في آذار الماضي، وشارك في القتال عبر الحدود منذ تشرين الأول.
ولاحقاً، أعلن "حزب الله" أنّه "في رد أولي على مجزرتَي النبطية والصوانة هاجمنا مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا".
وأعلن "حزب الله" استهداف التجهيزات التجسّسية في موقع الناقورة البحري بالأسلحة المناسبة وإصابتها إصابة مباشرة.
كريات شمونة.
أمّا في آخر التطوّرات الميدانية، فقد نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة بليدا، كما قصفت مدفعية العدو وادي السلوقي وأطراف حولا.
وقامت القوات الإسرائيلية بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا.
وفي وقت سابق ظهر اليوم، شنّ الطيران الحربي غارتَين على بلدة اللبونة جنوبي الناقورة بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف المنطقة.
كما شنّ سلسلة غارات على وادي السلوقي، وغارات للطيران المسير استهدفت بلدة بليدا.
واستهدف صاروخ موجّه بلدة عيتا الشعب إضافة إلى قصف مدفعي متواصل طال أيضاً أطراف مارون الراس.
عيتا الشعب.
إلى ذلك، نفّذ "حزب الله" عدداً من العمليات العسكرية منذ الصباح، فاستهدف "ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ "فلق" وتمت إصابتها مباشرة"، إضافة إلى استهداف "التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة".
كما استهدف "حزب الله" "موقع السماقة بالأسلحة الصاروخية وتمّت إصابته مباشرة".
سبق ذلك استهداف "التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وإصابتها مباشرة".
وقد نعى "حزب الله" اليوم خمسة من عناصره، ثلاثة منهم سقطوا في غارة النبطية ليل الأربعاء، وهم علي محمد الدبس "حيدر" مواليد عام 1976 من بلدة بلاط وسكان بلدة زبدين، وحسن ابراهيم عيسى "كرار" مواليد عام 1997 من بلدة حومين التحتا، وحسين أحمد عقيل "أبو عقيل" مواليد عام 1988 من بلدة الجبين.
أمّا العناصر الثلاثة الآخرين، فهم حسين علي نور الدين "مهدي" مواليد عام 2004 من بلدة خربة سلم، وناصر أحمد سعد "أبو مهدي" مواليد عام 1961 من بلدة عيتا الجبل، وعبد الكريم محمد علي سمحات "جعفر" مواليد عام 1991 من بلدة عيناثا.
موقف لـ"اليونيفيل"
أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أنّه "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحوّلاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق".
وأضاف: "لقد أودى تفاقم النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأسوي، أرواح الأطفال. كما تسبّب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر".
وتابع الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" قائلاً: "تعتبر الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكّل جرائم حرب"، مؤكداً أنّ "الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تُثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد".
وأكد أنّه "يجب تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق. من ناحيتها، تواصل اليونيفيل العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات، ويواصل حفظة السلام عملياتهم على الأرض على الرغم من التحديات التي يواجهونها".