تهديد جديد أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى شمال الجولان، حيث شدّد على "استعادة الأمن في الشمال بكل الطرق، وعلى حزب الله أن يدرك ذلك"، في وقت تتصاعد فيه حدّة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، حيث يستهدف الطيران الحربي المدنيين، بالإضافة إلى مواقع خارج نطاق القرار الأممي 1701، وآخرها كان في الغازية، قرب مدينة صيدا.
مساعٍ دولية لتجنيب لبنان الحرب
تتواصل المساعي الدولية لتحييد لبنان عن شبح حرب واسعة النطاق كتلك التي يشهدها قطاع غزّة، وفي هذا السياق، تقول مصادر عليمة لـ"النهار" متابعة للملف اللبناني - الإسرائيلي إن جولة وزير الخارجية الفرنسي #ستيفان سيجورنيه في المنطقة أتاحت إجراء محادثات مع نظرائه المصري واللبناني والأوروبي والإسرائيلي لبلورة مقترحات ملموسة بالتعاون مع #واشنطن للحد من التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. والهدف منها وضع خريطة طريق باتت خطوطها العريضة محددة للتوصل إلى حل ديبلوماسي بين البلدين وخفض التوتر وتجنّب التصعيد.
وستُعرض هذه الورقة على النقاش بين الدول الداعمة للبنان للحد من التوترات وإبقاء المنطقة تحت السيطرة في مرحلة أولى، لأن #باريس والعديد من العواصم الغربية تشعر بقلق بالغ إزاء مستوى التوتر المتزايد خلال الأيام الماضية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وما يقومون به هو لملء الوقت الضائع بانتظار وضع إقليمي مؤاتٍ، وفق معلومات "النهار".
تحذيرات إسرائيلية: سيناريوات لا مثيل لها
وإلى جانب هذه المساعي الدولية، فإن تحذيرات تصدر عن مخاطر نشوب حرب واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل، وقد حذّر وزير الصحة الإسرائيلي من سيناريو وصفته هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة ("كان 11") بأن "إسرائيل لم تعرف مثله بعد"، في حال اندلعت "حرب شاملة" مع "حزب الله"، يشمل انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة في جميع أنحاء البلاد.
وعرض وزير الصحة الإسرائيلي، أوريئيل بوسو، ومدير مكتبه، موشيه بار سيمان طوف، خلال اجتماع، على جميع السلطات في إسرائيل "السيناريو التفصيلي" في حال اندلاع حرب شاملة مع "حزب الله" شماليّ البلاد، والتي تستعد إسرائيل بموجبه لحالات انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من 60% من أنحاء البلاد. وقد يستمرّ انقطاع التيار الكهربائي نحو 48 ساعة.
ويُتوقّع أن يستمرّ انقطاع التيار الكهربائيّ في حالة كهذه، في "الأماكن المحلية (بلدات محدّدة كبلدات حدودية)"، لمدة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع.
وقد تؤدّي "إدارة الطلب على الكهرباء إلى انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين، بين مرّتين إلى ثلاث مرات في اليوم، في كل منزل في إسرائيل".
ووفق "كان 11"، فإن هيئة الطوارئ والوزارات المختلفة، تعدّ "مجموعة أخرى من الأدوات للتعامل مع هذا السيناريو: تحديد أولويات المرضى، وملاجئ الإقامة والإخلاء، والمعلومات التي ستساعد السكان".
وما يقلق كبار مسؤولي أجهزة الطوارئ في إسرائيل، هو التعامل مع أجهزة التنفس الاصطناعي في حالة انقطاع التيار الكهربائي، بشكل واسع، وطويل الأمد.
وقد كشفت وزارة الصحة أنها تستعد للتعامُل مع 35 ألفاً من الأشخاص الذين يحتاجون للخضوع إلى تنفّس اصطناعيّ، أو الاستعانة بأجهزة دعم تنفّسي.
المستجدات الميدانية
إلى ذلك، استمر الاشتباك في الجنوب، وقد قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة بليدا، وقصفت المدفعية على أطراف عيتا الشعب في القطاع الغربي وراشيا الفخار في القطاع الشرقي.
كما أفاد مراسل "النهار" عن قصف إسرائيلي استهدف بلدة الوزاني، وأصابت إحدى القذائف مزرعةً للأبقار والمواشي، ما أدّى إلى نفوق بعضها.
من جهته، أعلن "حزب الله" استهداف مواقع السمّاقة في مزارع شبعا، رويسات العلم في مزارع شبعا، مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة، ومبنى يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفر يوفال. ونعى الحزب العنصر حسن صالح (جعفر) من بلدة عدشيت.
كما أعلن استهداف مبنى يتحصن فيه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة بالأسلحة المناسبة وإصابته إصابة مباشرة.
وقال مراسل "النهار" إن الحزب استهدف كريات شمونة.
إلى ذلك، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارةً على كفرّمان، استهدف خلالها مبنى يُطل مباشرة على أوتوستراد النبطية - مرجعيون.
وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
وتعرّضت المنطقة إلى قصف إسرائيلي في وقت سابق، إلّا أنها المرّة الأولى التي يتم قصفها في العمق.
كما رُصد تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق العديد من المناطق اللبنانية.