رفعت أكثر من 120 جهة محلية ودولية كتابَين رسميَّين إلى كلّ من المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، للمطالبة بتحقيق مستقل في استهداف إسرائيل للصحافيين في لبنان، وقتل كلّ من مصور "رويترز" عصام عبدالله ومراسلة "الميادين" فرح عمر ومصوّر "الميادين" ربيع المعماري، بالإضافة إلى إصابة صحافيين آخرين، من بينهم كارمن جوخدار وإيلي برخيا (الجزيرة) وكريستينا عاصي وديلان كولينز (فرانس برس) وماهر نزيه وثائر السوداني (رويترز).
وَقَّع على الكتابين كل من: عائلة الصحافي الشهيد عصام عبدالله، صحافيّون جرحى إثر عمليات الاستهداف للصحافيين، وناجون منها، مؤسسات إعلامية لبنانية وعربية، الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في لبنان، مؤسسات نقابية وهيئات معنية بالصحافة في لبنان والعالم العربي، منظمات محلية وعربية ودولية ومن بينها "هيومن رايتس ووتش"، "مراسلون بلا حدود"، "لجنة حماية الصحفيين"، "لجنة الحقوقيين الدولية" (ICJ)، "الأورومتوسطية للحقوق"، "الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"منّا لحقوق الإنسان" بالإضافة إلى نواب ووزراء لبنانيين حاليين وسابقين.
حدَّد الموقعون في الكتاب الموجّه إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، انطلاقاً من مسؤوليته لتعزيز حقوق الإنسان في العالم، المطالب الثلاث: (1) إجراء تحقيق مستقل عبر خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان يعنهم مكتبه للكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه الاستهدافات ونشر تقرير يحدد المسؤوليات، (2) وذكر هذه القضية في بيانه الافتتاحي في جلسة آذار لمجلس حقوق الإنسان.
كما طالب الموقّعون في الكتاب الموجه إلى المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، انطلاقاً من مسؤوليتها في تعزيز سلامة الصحافيين ومكافحة إفلات من يستهدفهم من العقاب، أن تقوم بالإجراءات التالية: (1) إدانة استهداف إسرائيل للصحافيين في جنوب لبنان، تحديداً في 13 تشرين الأول 2023 وفي 21 تشرين الثاني 2023، والدعوة إلى محاسبة إسرائيل عن جرائم الحرب هذه، (2) دعم الطلب الموجه للمفوض السامي لحقوق الإنسان لإجراء تحقيق مستقل في القضية، (3) وضم قضيتي عصام عبدالله وفرح عمر وربيع المعماري إلى مرصد اليونيسكو لجرائم قتل الصحافيين لتتبع الإجراءات المتخذة لمعاقبة الجناة وإحقاق العدالة.
تضمن الكتابان خلاصة نتائج تحقيقات "هيومن رايتس ووتش" و"أمنستي" و"رويترز" و"فرانس برس" و"مراسلون بلا حدود" في قضية عصام عبدالله، والتي خلصت الى أنّ إسرائيل استهدفت الصحافيين في 13 تشرين الأول عن عمد، ما يعدّ جريمة حرب في القانون الدولي. كما تضمنت خلاصة رسالة المقررين الخاصين إيرين خان (المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير) وموريس تيدبال بنز (المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء) وماري لولور (المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان)، التي وجهوها إلى الحكومة الإسرائيلية ونشرت بتاريخ 13 كانون الثاني 2024 إثر عدم رد الأخيرة عليها بالرغم من مرور 60 يوماً على مراسلتها، وأعلنوا فيها عن قلقهم من أن استهداف العاملين في الإعلام حصل كنتيجة مباشرة لعملهم كصحافيين مستقلين. كما تضمّنت إشارة إلى تقرير المقررين الخاصين للأمم المتحدة حول استهداف إسرائيل للصحافيين في غزة وجنوب لبنان، بالإضافة إلى تقارير محلية ودولية عن جرائم الاستهداف والقتل المتعمدة هذه.
للاطّلاع على الكتاب الموجّه إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك