وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى القاهرة، برئاسة نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية، لبدء جولة تفاوض جديدة غير مباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق، ونقلت عن مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الهدنة أن الاتفاق ليس وشيكا بعد.
كما وصل وفدا قطر والولايات المتحدة للمشاركة في المباحثات.
وفي حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "حماس" قولها إن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال "24 الى 48 ساعة" بحال موافقة إسرائيل على مطالبها، قالت أربعة مصادر مطلعة، لوكالة "رويترز"، إن اجتماع الوسطاء في القاهرة اليوم للبحث عن صيغة مقبولة لإسرائيل و"حماس" لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة مع تزايد الضغوط قبيل شهر رمضان لوقف القتال.
الا ان القناة 12 العبرية نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ الحكومة حصلت على ردّ حركة "حماس"، مؤكدة أنها لن ترسل وفداً إلى القاهرة.
وأضافت المصادر المطلعة على المفاوضات بين الحركة وإسرائيل "الإجابات التي نطالب بها أساسية ولن نتنازل عنها".
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، خلال أسبوع وقبل حلول شهر رمضان، سيصعّد غضب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الحكومة الإسرائيلية ويزيد التوتر بين الجانبين، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.
ووفقا لهرئيل، فإن إنزال المساعدات الإنسانية من الجو على قطاع غزة، أمس، لا يعكس خطورة الوضع الإنساني في القطاع فقط، وإنما يعكس أيضا الإحباط والانتقادات المتزايدة في إدارة بايدن تجاه إسرائيل.
وأضاف أنه ينظر العالم إلى إسرائيل على أنها "المسؤولة المركزية عن المعاناة الهائلة لسكان القطاع"، خاصة بعد مجزرة شارع الرشيد ومقتل قرابة 120 فلسطينياً وإصابة مئات آخرين بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم وصول مواد غذائية، يوم الخميس الماضي. كما أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأنها لم تقنع العالم أبدا.
وتابع هرئيل أن هجوم حماس 7 أكتوبر لا يبرر أداء إسرائيل الحالي، بتهجير السكان الفلسطينيين في رفح، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية "وقسم منها بسبب متظاهري اليمين الذين تغض الحكومة والشرطة النظر عنهم"، والجوع الآخذ بالانتشار في مناطق في القطاع، ورفض نتنياهو البحث بشكل جدي في "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب.
وبينما لاتزال القاهرة تنتظر وصول الوفد الاسرائيلي، قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن إسرائيل لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
المشهد الإنساني
الى ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الأحد إن 15 طفلا توفوا نتيجة سوء التغذية والجفاف خلال الأيام القليلة الماضية في مستشفى كمال عدوان بالقطاع.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: "نخشى على حياة ستة أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان نتيجة توقف المولد الكهربائي والأكسجين وضعف الإمكانيات الطبية".
ميدانياً، قالت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي نسف مربعات سكنية في مخيم جباليا، ودير البلح وخانيونس، والمناطق الشرقية لمدينة رفح، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى، بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 90 شهيدا و177إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 30410 قتيلاً و71700 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفق ما أكدت وزارة الصحة في غزة الأحد.
رواية الجيش الإسرائيلي لـ"مجزرة الطحين"
قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن الجيش أنهى مراجعة أولية لسقوط قتلى من المدنيين في أثناء الحصول على مساعدات بغزة الأسبوع الماضي.
وذكر المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاجاري أن "الجيش الإسرائيلي أنهى مراجعة أولية للواقعة المؤسفة التي تعرض فيها مدنيون في غزة للدهس حتى الموت والإصابة في أثناء اندفاعهم صوب قافلة المساعدات".
وأضاف أن المراجعة، التي جمعت معلومات من القادة والقوات في الميدان، توصلت إلى أنه لم يتم توجيه أي ضربة تجاه قافلة المساعدات.
وقال هاجاري إن "معظم الفلسطينيين قُتلوا أو أصيبوا نتيجة التدافع"، وأردف أنه "بعد الطلقات التحذيرية التي تم إطلاقها لتفريق التدافع وبعد أن بدأت قواتنا في التراجع، اقترب عدد من المخربين من قواتنا وشكلوا تهديدا مباشرا لها. ووفقا للمراجعة الأولية، رد الجنود تجاه عدة أفراد".
وتكذب روايات شهود العيان ومنظمات حقوقية ما ساقه الجيش الاسرئيلي من مزاعم، وتؤكد أن عناصره أطلقوا النار عمداً باتجاه المدنيين، ما أدى الى فقدان عشرات الأرواح.