في إطار السباق بين الحلول الدبلوماسية للمواجهات في جنوب لبنان وحرب غزة، وبين التصعيد العسكري الذي بدأ يُنذر بالأخطر لاسيما مع تطورات الساعات الماضية جنوباً وارتفاع لغة التهديد الإسرائيلي التي تقول بفصل جبهة غزة عن لبنان، وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وتوجه مباشرة الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
ولدى استقبال بري لهوكشتاين، وقبيل التقاط الصور أشار الموفد الأميركي باتجاه الرئيس بري وقال: "The Boss يقرر" إن كان سيلتقط صورة لهما وهما يتصافحان، فردّ بري عليه بالقول "لماذا هل نحن مختلفون"؟
وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة ونصف، قال هوكشتاين: "أنا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان واسرائيل".
وأضاف، أن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى "حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم والأمر نفسه على الجانب الاخر من الحدود". مشيراً الى أن الزيارة اليوم هي إثر أسابيع من "التصعيد الذي لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم، ولا يساعد في حل هذه الازمة وحتما لا يساعد لبنان في إعاده البناء والتقدم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه".
وأردف، أن واشنطن تعمل من أجل التوصل لهدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، واستطرد قائلا إنه في حال التوصل الى هذه الهدنة "لا يعني أنها ستمتد الى جنوب لبنان".
هوكشتاين، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دارته في السرايا الحكومية، واطلعه على المستجدات الأخيرة في المنطقة والجهود التي يبذلها من أجل التوصل الى وقف الأعمال العسكرية.
وفي المجلس النيابي التقى هوكشتانين والسفيرة جونسون وفداً من نواب المعارضة ضمّ النواب: جورج عدوان وجورج عقيص وسامي الجميل والياس حنكش وميشال معوض.
وكان قبل ذلك قد التقى الموفد الأميركي النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور.
وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات ومساعي التهدئة في جنوب لبنان.
تأتي هذه الزيارة في ظل أجواء تصعيدية ميدانياً لاسيما في جنوب لبنان، وبحسب معطيات الـ"النهار" فإن المؤشرات المتوافرة حيال هذه العودة لكبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة، تثير القلق المتعاظم بدل الانطباعات المتفائلة، انطلاقا من تعثر المفاوضات بين حماس واسرائيل آخرها في القاهرة أمس الأحد. الى جانب ما نقلته وسائل إعلام أميركية عن تصعيد ميداني بري اسرائيلي تجاه لبنان في الربيع أو الصيف المقبلين.
وفي تطور لافت على الساحة الجنوبية، أعلن "حزب الله" في بيانين منفصلين عن استهداف قوة اسرائيلية حاولت التسلل في منطقة وادي قطمون مقابل رميش بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيها إصابات مباشرة.
إضافة الى استهداف قوة أخرى من لواء غولاني حاولت التسلّل إلى داخل الأراضي اللبنانية من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا حيث جرى تفجير عبوة ناسفة كبيرة، ثم استهدف بعدد من قذائف المدفعية وتمّ تحقيق إصابات مباشرة.