شرح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لسفراء الدول المانحة، موقف لبنان من أهمية استمرار تمويل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا".
وخلال لقاء تشاوري عقد في السرايا الحكومية، شدّد ميقاتي على أن الدعم للأونروا أمر بالغ الأهمية، وسيكون لوقف التمويل تداعيات لا يمكن توقعها، داعياً المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الأونروا للحفاظ على الاستقرار في البلاد.
على صعيد آخر، أشار رئيس الحكومة، أن لبنان يسعى للحصول على الدعم لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للملف الفلسطيني من خلال لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني. منوهاً بأنها هذه الاستراتيجية تهدف إلى زيادة التعاون والتنسيق بشأن الملف الفلسطيني بين الحكومة والأونروا والتمثيل الفلسطيني والمجتمع الدولي. وأكد كيقايت في ختام كلمته على أن نجاح هذه الاستراتيجية أمر بالغ الأهمية للاستقرار الإقليمي.
أما مديرة "الاونروا" في لبنان دوروتي كلاوس، شكرت دولة النروج لزيادة تمويل الانروا في هذه الفترة، واشارت الى أنها قامت بمشاورات عديدة في لبنان مع الحكومة وهيئات الأمم المتحدة، والفلسطينيين وسمعت من الجميع كلاما واضحا بأنه من غير الممكن الاستعاضة عن خدمات الاونروا في لبنان، التي تقدم الخدمات الفعلية لنحو200 الف لاجىء في12 مخيم. كما اكدت أنها سمعت بوضوح من كل الأطراف السياسية في لبنان بأن استمرار عمل الاونروا ضرورة للأمن الوطني وللاستقرار في لبنان.
منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية عمران ريزا قال من ناحيته: "ما نتحدث عنه ليس الأونروا فقط، بل استقرار لبنان. لذا علينا أن ننظر إلى كلا الأمرين باهتمام.وهذا الامر هو مسؤولية مشتركة حيث واجه لبنان ويواجه العديد من الأزمات المختلفة."
كذلك أكدت منسقة الأبحاث في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ليلى خوري أن استراتيجية لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني تقوم على توافق سياسي واداري لبناني-لبناني واسع وعلى فهمنا العميق للديناميات المحلية والإقليمية.
وتابعت، أنه منذ بداية الحرب، "قمنا بمساعدة الأونروا من خلال التنسيق مع الوزارات والأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية، ومن خلال تسهيل آليات الحفاظ على حياد الموظفين، ومن خلال اقتراح مشروع لرقمنة بطاقات هوية الفلسطينيين، ومن خلال البقاء على اتصال دائم مع الأونروا في لبنان".
شارك في اللقاء سفراء: الولايات المتحدة الاميركية، كندا، الدانمارك بريطانيا، فرنسا، فنلندا هولندا، النمسا، بلجيكا، ايطاليا، السويد، اسبانيا، النروج، المانيا، سويسرا،اليابان، السعودية، فلسطين، قطر.
كما شارك منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية عمران رزا، مديرة الاونروا في لبنان دوروتي كلاوس، رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن وعدد من الديبلوماسيين.
في شق التطورات الميدانية جنوباً، التقى ميقاتي القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال ارولدو لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش والقوات الدولية، وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.
في سياق أخر، استقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في حضور المستشارين الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر.
وبعد اللقاء قال بلحاج إنه جرى البحث في بعض المشاريع المقبلة التي ستدرس من قبل مجلس الوزراء ومجلس النواب، مشدّداً على أهمية هذا الأمر "لأنه يجب على هذه المشاريع ان تمضي قدما للمصادقة عليها لكي تدخل حيز التنفيذ".
وأضاف: "تحدثنا على دراسة قام بها البنك الدولي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لوقع تدفق اللاجئين السوريين على لبنان. وكانت عندنا دراسة عن تدفق اللاجئين على الموضوع نفسه قبل عشر سنوات، وهي قدمت انذاك لمجلس الأمن وكان هناك التفاف حول لبنان ورغبة في اعانة لبنان ودعمه".
وكشف بلحاج عن الدراسة أجريت بعد عشر سنوات من ذلك، تم فيها تقييم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لوقع هذا التدفق، وأنها ستعرض على المانحين وعلى عامة اللبنانيين لمعرفة ما هو الضغط على مستوى الميزانية، والانكماش الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. وهذا كله "لإعانة لبنان في الأوقات الصعبة". .
وعن كلفة اللجوء السوري في لبنان في التقرير قال:" التكلفة هي نحو مليار وخمسمائة مليون دولار ويجب على كل الفاعلين أو المانحين ان يأخذوا منها قسطا كبيرا، لأن لبنان لا يمكنه ان يستوعب لوحده هذه التكلفة.