دعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، خلال مشاركته في إجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة اليوم، المجتمع الدولي إلى لعب دوره والإعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية كأمر واقع، لإعطاء فرصة حقيقية لمسار السلام وإيجاد حلّ للقضيّة الفلسطينيّة، واعتماد معايير موحّدة لوقف انتهاكات إسرائيل، من خلال اتخاذ مواقف دوليّة حازمة بامتثال إسرائيل، أسوة بغيرها من الدول، للقانون الدولي الإنساني.
وأكد على دعم لبنان الدائم للشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة في إقامة دولته المُستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة، مُحذّراً من تمادي إسرائيل في سياساتها التهجيريّة، ما يُهدد بتوسيع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميّين وتنامي التطرّف.
كما جدّد تأكيد لبنان على رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين، وعلى ضرورة دعم وكالة "الأونروا"، لأن عدم وجود أُفُق لحلّ القضيّة الفلسطينيّة وعودة اللاجئين إلى أرضهم، يدفعهم إلى اليأس والتطرف، ويُضعف فرص السلام العادل والشامل، ويُشكل تهديدًا للأمن الإقليمي، ولأمن الدول المُضيفة والمانحة على حدٍّ سواء.
وفي ما يتعلق بالحرب جنوب لبنان، قال وزير الخارجية إن لبنان لا يريد هذه الحرب ولم يسعَ اليها يوماً، "لا بل نعمل جاهدين لمنع تحقيق رغبة الحكومة الإسرائيليّة بوقوع هذه الحرب وتوسّعها، لأنها سوف تكون مُختلفة عن سابقاتها، ولن تُوفّر بقعة في الشرق الأوسط من تبعاتها".
واستكمل: "إنّ رؤيتنا تقوم على التطبيق الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وذلك ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة".
وعددّ بوحبيب في كلمته أمام الوزراء العرب، هذه الضمانات ومنها، إظهار الحدود الدوليّة الجنوبيّة المُرسّمة في العام 1923. واستكمال عمليّة الاتفاق على جميع النقاط الـ ١٣ الحدوديّة التي يختلف فيها الخطّ الأزرق. ووقف نهائي للخروقات الإسرائيلية براً، وبحراً، وجواً، لسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دولياً، والتي وصلت إلى أكثر من 30 ألف خرق منذ صدور القرار 1701.
كما نوّه بضرورة دعم الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة لبنان في بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانيّة من خلال تقوية الجيش اللبناني وانتشاره جنوب نهر الليطاني، وتوفير ما يحتاج إليه من عديد وعتاد ودعم مادي.
على صعيد منفصل، تطرق الوزير بوحبيب في كلمته الى أزمة تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان، مشيراً الى تشكيلهم عبئاً كبيراً على الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة الصعبة التي يعاني منها لبنان أصلاً منذ سنوات، وقال: "إنّنا نُعّوّل على الأشقاء العرب والمجتمع الدولي لبلورة خارطة طريق تؤمن عودة كريمة وامنة للنازحين إلى بلادهم وتؤمن الموارد اللازمة لتسهيل هذه العودة".
وفي هذا السياق، التقى الوزير عبدالله بو حبيب، على هامش اجتماع الدورة ١٦١ لمجلس جامعة الدول العربية، بنظيره السوري فيصل المقداد، وتم التباحث في الأوضاع التي تمر بها المنطقة، لا سيما الحرب على غزة وعلى جنوب لبنان. كما تم التطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، بما فيها مسألة النازحين السوريين.