تحدث النائب السابق أنطوان زهرا في حديث لبرنامج "حوار النهار" عن الملفات الراهنة، بداء بالتطورات الميدانية التي تخطت ساحة الجنوب وصولا إلى الحرب، إلى ملفات الرئاسة ومبادرة الاعتدال والحوار. كما تناول ما يُطرح في الكواليس السياسية عن عودة القوات الى حلم "الكونتونات"، إضافة إلى إمكانية "التلاقي التكتيكي" بين مقاومة "القوات" ومقاومة "حزب الله".
لم يستبعد زهرا توسع الحرب. "إذ من الناحية الاسرائيلية تحولت الحرب الى حرب وجود وتثبيت قدرة الردع الاسرائيلية بوجه محيطها، وبالتالي لن تتراجع اسرائيل قبل ان تضمن استقرارا طويل المدى على حدودها الشمالية، وقد تطوع حزب الله بإعطائها الفرصة للمطالبة بما لم تطالب به منذ الـ2006 إلى اليوم، أي بتطبيق جدي للقرار 1701، وعدم وجود مسلّح جنوب الليطاني".
ورأى أن نظرية الاشغال والاسناد "مزحة سمجة"، وقال: "نحن لا نريد الحرب، "حزب الله" يريد حرباً على قياسه يدعي بنهايتها أنه انتصر. يقاتل اسرائيل وهدفه الانتصار على لبنان، يريد أن ينتصر على اللبنانيين في السياسة كما فعل في الـ2006 ولاحقاً في الدوحة".
ورأى أن فتح جبهة الجنوب هو خدمة للمفاوضات السارية بين إيران وأميركا. وتناول زهرا مسألة الصاروخ الذي وقع في حراجل، وقال: "هذا الأمر تُسأل عنه الدولة اللبنانية لأنه صودف سقوطه في منطقة تتواجد فيها الدولة ولو بشكل متواضع. لذا المطلوب من الجيش تحديد هوية الصاروخ وما هو الهدف منه. ورأى أن لبنان كله بات غير آمن، وتجربة العام 2006 خير دليل".
وردا على سؤال، أكد أن الواقعية السياسية تفرض خلق وقائع تؤدي إلى عودة القرار إلى الدولة اللبنانية. وقال: "قادرون على المواجهة، ليس فقط الحلول الخارجية أنتجت حلولا للبنان، مرت استحالات في لبنان، ومنها الوجود السوري الذي كان يصنف بأنه شرعي وضروري وموقت، انتهى في العام 2005 بخروج سوريا من لبنان بسبب الموقف اللبناني الموحد. وللتذكير أنه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان المطلوب تطبيق الجزء الأول من اتفاق الطائف وهو انسحاب الجيش السوري إلى البقاع بدءا من ضهر البيدر، هذا كان أقصى الطموح، ونتيجة حركة 14 آذار والتناغم الاسلامي المسيحي الوطني كردة فعل على عملية الاغتيال، وارتفاع الأصوات التي تدعو سوريا الى الخروج، خرجت سوريا، وحصلنا منها ومن المجتمع الدولي على مكاسب لم نكن نتخيلها. من هنا، واجبنا أن نواجه داخليا، وإظهار للمجتمع الدولي ان هناك واقعا على عكس الذي يرونه من قبل "حزب الله"".
وسأل: "اذا كان فعلا تهديد اسرائيل جدي بتحويل لبنان الى غزة ثانية هل لحزب الله مصلحة باستمرار المواجهة أو يذهب الى تطبيق الـ1701؟ مؤكدا أن "حزب الله" يغامر بكل لبنان ويقامر به من اجل مصالح ايران ومصالحه، من هنا لو يسّر العالم كلّه مطالبه سنكون له سدا منيعاً".
وقال: "حزب الله" يطبق سياسة ايرانية بعدم توسيع الحرب واسرائيل تحرجه كي تخرجه ولا يخرج، لأن المصلحة الايرانية تقتضي ذلك". وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن تطبيق الـ1701 من دون طرح ملف مصير سلاح "حزب الله".
أضاف ردا على سؤال: "لو كان "حزب الله" مقاومة لبنانية لتحرير لبنان لكنا أول الواقفين إلى جانبه، لكن "حزب الله" حركة سياسية دينية صاحبة مشروع استراتيجي عقائدي وفقهي، لا يقيم وزنا لا للبنان ولا لحدود أي دولة، والتجربة تؤكد أنه حيثما امتدت الثورة الاسلامية الايرانية ألغت وجود الدول لحساب ساحة تابعة للمشروع المركزي الايراني. وبالتالي، هناك خطان متوازيان لا يلتقيان، مشروع الدولة في لبنان، ومشروع الدولة الايرانية التي تسيطر على عدة بلدان وتلغي الكيانات السياسية لهذه البلدان، لحساب مشروعها المركزي، لذلك مستحيل اللقاء مع "حزب الله" في هذا الإطار".
وإذ شدد على أن القوات لن تكون مع أي صيغة تقسيمية، أكد ان لبنان لا يحكم بموازين القوى بل يُحكم بالتوازن الوطني.
وأشار إلى ان نية التعطيل رئاسيا لا زالت قائمة ونية الاستمرار بوضع اليد على الدولة قائمة، مؤكدا أن القوات لن تسمح بايصال رئيس تابع لـ"حزب الله" إلى الرئاسة.
وأوضح أن التواصل بين القوات والتيار الوطني الحر عبر النائبين فادي كرم وجورج عطالله مستمر واللقاءات دائمة، هناك مواضيع تتقاطع بين الفريقين لكن اي تفاهمات جديدة يجب ان تكون مبنية على ضمانات. وقال ردا على سؤال: "أؤيد إجراء تفاهم سياسي مع التيار الوطني الحر من اجل مصلحة لبنان، وأرفض أي تفاهم ظرفي لتعويم جبران باسيل والتيار".
ورأى أن خطاب الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل مؤقت جدا واستدراج عروض جديدة للحزب.
ودعا الرئيس بري الى عدم تكريس أعراف جديدة، وفتح البرلمان لاتمام الانتخابات الرئاسية.
وعن إمكانية الوصول الى تسوية بين أميركا وايران تعطي رئاسة الجمهورية لمحور 8 آذار، قال زهرا: "واجبنا وبإمكاناتنا وأسلوبنا ووسائلنا الديمقراطية السلمية علينا أن نسعى لمنع هذه التسوية من أن تأتي على حسابنا، واذا لاسمح الله هانت بعض الهمم أو لانت بعض المواقف من أطرف مفترض أننا مصطفون سويا في الصف السيادي الحالي، وقُيّد لهم الحصول على هذه التسوية ينمارس حقنا الكامل الديمقراطي السلمي لمحاولة منعها، واذا حصل وأن مرت فأمامنا نضال جديد من اجل تحرير لبنان من الوصاية الايرانية".
ولفت إلى أن اللقاء مع البطريرك كان هدفه تقديم خطة انقاذية، مبادرة حل استراتيجية وطنية.
حلقة جديدة من "حوار النهار" للإعلامي رولان خاطر مع النائب السابق أنطوان زهرة.