كما كان متوقّعاً، انتخب المجلس النيابي الجديد الرئيس نبيه برّي رئيساً بـ65 صوتاً للمرة السابعة على التوالي بتاريخ لبنان.
وتوزّعت الأصوات بين النواب على الشكل التالي: 65 صوتاً لبرّي، 23 ورقة بيضاء، و40 ورقة ملغاة.
وعند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، افتتح رئيس السنّ نبيه برّي الجلسة النيابية الأولى لبرلمان 2022 المخصّصة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس، بعد أن اكتمل النصاب مع 128 نائباً منتخباً، منهم عدد من النواب الجدد والتغييريّين الذين يدخلون الندوة البرلمانيّة للمرة الأولى. وتبقى عودة الرئيس برّي رئيساً للمجلس للمرّة السابعة بلا انقطاع مسألة محسومة.
وخلافاً للعُرف التقليديّ، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من دون رئيس السنّ إلى المجلس النيابيّ، قبل أن يتوجّه برّي إلى كرسيّ الرئاسة مُعلناً افتتاح الجلسة.
وقد طلب برّي عند افتتاح الجلسة تلاوة كتاب وزير الداخلية عن نتائج انتخابات 2022، ثمّ تحديد النواب الأكبر سناً والأصغر سناً، قبل أن يختار أمينَا سرّ موقّتين لمساعدته في الجلسة، وهما النائب العلوي أحمد محمد رستم (مواليد 1992 - عكار، نال 324 صوتاً، من لائحة "الاعتدال الوطني")، والنائب الأرثوذكسي عن المتن ميشال الياس المر (مواليد 1994، من لائحة "معاً أقوى"، ونال 8607 أصوات).
ويبدأ المجلس النيابيّ الجديد اليوم مهامه الدستوريّة بعد انتخابات سادتها عناوين كبيرة عدّة.
في المجهر الآخر، علمت "النهار" أنّ النواب سيتسلمون نموذجاً عن التصريح عن الذمّة الماليّة والمصالح في لبنان والخارج المتوجب على الموظف العمومي طبقاً لموجبات قانون الإثراء غير المشروع.
وعلمت "النهار" أيضاً أنّ هذا التصريح لن يُقدَّم إلى المجلس الدستوري، كما جرت العادة، بل إلى مكتب المالية سابقاً في مقرّ وزارة المال سابقاً قرب البريستول.
وعشيّة الجلسة، حفلت الساحة الداخلية بالتحرّكات والاجتماعات والمشاورات، في حين برز بوضوح أنّ المعركة الأساسية باتت على نائب رئيس المجلس، إذ نادراً ما شهدت مبارزة انتخابية حول هذا المنصب دلالات مثيرة على غرار ما تشهده المنافسة الحالية.
وقد أصبحت المنافسة محصورة على منصب نيابة الرئيس بين النائب الياس بو صعب مرشح "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي وحلفائهما، والنائب غسان سكاف المرشح المستقلّ، بعدما بات النائب سجيع عطية خارج ساحة التنافس، وتراجع مساء أمس عن ترشّحه لمصلحة سكاف، بما يعني أنّ المرشحين الوحيدين يبقيان بو صعب وسكاف ستكون المواجهة محصورة في محطتها النهائية بينهما.
وينطلق النواب السياديون من أن محطة انتخاب نائب رئيس مجلس النواب، ستمثل الاختبار الأوليّ أمام الأكثرية الجديدة في مهمة الانتقال إلى صفحة التغيير. وشكّل ترشّح سكاف نقطة ارتكاز في مقاربة استحقاق نيابة الرئاسة، بما يجعل من "البوانتاج" النيابيّ بمثابة مؤشّر أوليّ في قياس صلابة المعطى الأكثريّ، انطلاقاً ممّا سيرشّح عن تصويت بعض النواب المستقلين الذين يضطلعون بدور في ترجيح مسار المعركة التنافسيّة بين المرشّحين الأكثر حظاً.