النهار

أهراءات المرفأ: مع بدء السقوط سؤال عن القمح؟
المصدر: "النهار"
أهراءات المرفأ: مع بدء السقوط سؤال عن القمح؟
الأهراءات بعد انهيار صومعتين بفعل التصدع الذي سبّبه الانفجار وزاده الحريق المستمرّ منذ ثلاثة أسابيع، وفي الإطار طوافة للجيش اللبناني عملت على رش المحيط بالمياه للحد من تطاير الغبار (حسام شبارو).
A+   A-
مبدئيا يجب ان تكون الاهراءات خالية من القمح القابل للاحتراق، والذي تخمر بفعل الزمن، فاشتعلت فيه النيران، لتزيد من تصدع الصوامع فتسرع سقوطها. وفيما كان المسؤولون "البلا ذاكرة"، يتحدثون عن الاجراءات الوقائية، لم يبادر احد منهم الى تبرير بقاء القمح طوال هذه المدة، اذ سبق لوكالة الصحافة الفرنسية ان بثت خبرا بتاريخ 13 تموز 2021، مفاده ان شركة فرنسية خاصة تعتزم إعادة تدوير أطنان من الحبوب المتروكة في اهراءات مرفأ بيروت منذ انفجار الرابع من آب الذي تسبّب بتصدّع أجزاء من الصوامع، بهدف تحويلها الى سماد زراعي، وفق ما أعلن مسؤول في المؤسسة.

ويتابع الخبر: بعد حصولها على تمويل من الحكومة الفرنسية بقيمة 1,3 مليون يورو، تبدأ شركة "ريسيغروب" عملية إعادة التدوير خلال أسبوع بالتعاون مع شركة مونديس اللبنانية، في وقت ما زالت السلطات اللبنانية عاجزة عن التعامل مع مخلّفات الانفجار وتداعياته داخل المرفأ وخارجه.

وقال المؤسس المشارك للشركة الفرنسية كريستوف دوبوف لوكالة فرانس برس من المرفأ، "نتوقع أن نجد كمية حبوب تتراوح بين 20 ألفًا وثلاثين ألف طن، ونعتقد أن بإمكاننا معالجتها في خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر".

ولكن بعد اكثر من سنة، وبعد 3 أسابيع على اشتعال النيران في أهراءات مرفأ بيروت، سقط جزء من صوامع القمح، في الخامسة عصر امس الأحد، وذلك على أثر الانحناء الذي تسبّبت به الحرائق المشتعلة منذ فترة، بسبب تخمّر كميات كبيرة من القمح والحبوب الموجودة داخل الصوامع وخارجها.

وتصاعد غبار كثيف في المرفأ ومحيطه القريب، باقل مما كان متوقعاً.

وكشف وزير الاقتصاد أمين سلام لـ "النهار" أن "وضع الصومعتين المحاذيتين للصومعتين المنهارتين حرج، وهما مائلتان بشكل كبير".

وأكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أنّ "إنهيار جزء من الاهراءات كان متوقعاً وفق التقارير العلمية الصادرة عن خبراء ومختصين".

وأشار وزير الأشغال علي حمية إلى "ان صومعتين وقعتا من الجهة الشمالية وصومعتان من الجهة الجنوبيّة قد تقعان في أي وقت ولم يحصل أي انفجار أو انبعاثات سامة ولا داعي للهلع ومن المتوقع أن تسقط الإهراءات كلّها واحدة تلو الأخرى".

وأكد وزير البيئة ناصر ياسين أن “أهراء القمح في مرفأ بيروت كانت تحت المراقبة منذ وقت طويل والآن ستكون الصوامع الباقية تحت المراقبة أيضا".

من جهته، أكّد مصدر في فوج إطفاء بيروت لـ"النهار" أنّ "صومعتين في الجهة الشمالية من أهراء مرفأ بيروت سقطتا، وهما اللتان كانتا مهدّدتين بالسقوط وكانتا مائلتين".

وأورد المصدر أنّ "كلّ صومعة سقطت من الصوامع، يبلغ طولها 64 متراً". وقال: "كنّا نتوقّع سقوط المزيد، ومن المرجح حصول ذلك".

وروى المصدر أنّه "خلال وجودنا في المرفأ، سمعنا سقوط بعض الحجارة. وفجأة دوى صوت قوي. وكان انهيار الصومعتين دفعة واحدة، وكانتا متصدعتين، الامر الذي أدى إلى تصاعد غبار وتناثره في الهواء".

أمّا الصوامع المتبقية، وفق المصدر، "فستبقى تحت مراقبة لجنة خبراء فرنسيين، وضعت كاميرات عليها لمراقبة ميلانها ووضعها، بالتعاون مع مجلس الوزراء".

وعلى الاثر، وصلت طوافة للجيش اللبناني فرشّت المكان بالمياه للحدّ من انتشار الغبار.
ونشر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط فيديو للحظة سقوط صومعتين من أهراء مرفأ بيروت عبر "تويتر"، قائلاً: "مهما حصل لن تمر الجريمة".

بدوره، علّق وليام نون، شقيق الشهيد في فوج إطفاء بيروت، جو نون، قائلاً: "الشقفة من الإهراءات لي مخوفينكن منّا نزلت اليوم يعني لي كان خايف يتغبّر بـ4 آب ينزل وباله مرتاح. ناس بتموت وناس خايفين من الغبرة".

وأكد أهالي ضحايا المرفأ أنّه "قبل أيام من الذكرى الثانية لجريمة تفجير 4 آب، جريمة جديدة ارتكبتها السلطة تستهدف ضرب الذاكرة الجماعية عبر تدمير الأهراء".

وأضاف الأهالي: "حتى وإن دمّروا الشاهد الصامت في ساحة الجريمة، لن يتمكّنوا من ضرب ذاكرتنا، نحن الشهود الأحياء على جريمتهم... لن يسقطوا الحقيقة والعدالة، مهما حاولوا تعطيلها والتهرب منها. جريمتكم لن تمرّ".


"كهرباء لبنان"
من جهة ثانية، أعلنت مؤسسة "كهرباء لبنان" أنّه "نتيجة سقوط الجزء الشمالي من صوامع القمح في مرفأ بيروت، وبعد التنسيق مع كل من وزير البيئة ونواب وفعاليات وأهالي المنطقة، ستقوم مؤسسة (كهرباء لبنان)، بصورة استثنائية، في تأمين التغذية بالتيار الكهربائي بصورة مستمرة لفترة 12 ساعة متتالية وذلك لغاية الساعة السابعة من صباح الاثنين، لكل المناطق الواقعة في نطاق مكان هذه الحادثة، وهي المرفأ – المدور – الرميل – الصيفي – الكرنتينا، وسيتم العمل، قدر المستطاع، لرفع التغذية بالتيار الكهربائي لمنطقة الأشرفية أيضًا، على أن يصار إلى وضع جدول استثنائي للتغذية الكهربائية لتلك المناطق لليومين المقبلين بعد التنسيق مع الجهات المعنية على ضوء وضعية إهراءات القمح والتطورات التي قد تحصل بهذا الشأن".


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium