أكّد رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل أنّ "الحرب في غزة اظهرت مدى حرية "التيار" في قراراته وثباته على مبادئه".
ولكل من قال أن "التيار" غيّر موقفه من "الحزب"، وخرج من التفاهم، وأن الوثيقة سقطت قال باسيل أنّ "وثيقة التفاهم لا تسقط وتبقى صالحة بأفكارها ولكنها بحاجة للتطوير وهذا ما لم يحصل"، موكّداً أنّ "التيار لم يخرج من التفاهم ولكن "الحزب" هو من خرج عندما تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان".
وأضاف خلال كلمة له في العشاء السنوي التمويلي لـ"التيار": " التيار لم يغيّر موقفه، ولايزال مع المقاومة بوجه اسرائيل والإرهاب طالما أن الجيش اللبناني ليس قادرًا على القيام لوحده بهذه المهمة مشدّدًا على أن تحرير فلسطين ليس من مسؤولية لبنان وحده، هو اولاً من مسؤولية الفلسطينيين، ونحن والعرب نساعد، كل واحد حسب امكانيّاته، فلبنان دفع الكثير وما زال يقدّم خيرة شبابه المقاومين. وموقف لبنان الداعم، وخاصةً المسيحيين فيه، هو أساسي، لأن اسرائيل نتنياهو وبن غفير وسموتريش، ينفذون إبادة جماعية وتطهير عرقي بعناوين توراتية وتحوّل الحرب لتلمودية مقابل خيبرية حتى تأخذ طابع اسلامي – يهودي".
وأشار إلى أنّ "المستفيدين من الصراع الديني هم أصحاب المشاريع الأحادية المتطرّفة بدولة اليهود او دولة الاسلاميين. والمتضررين هم المؤمنون بالاعتدال والتعايش؛ وهنا تأتي أهميّة النموذج اللبناني الذي تريد اسرائيل ان تلغيه. اسرائيل نقيض لبنان، والقدس هي افضل مكان لنقرّر فيه طبيعة الصراع. وسأل هل نريد القدس مدينة مغلقة مقسّمة يتصارع عليها المسلمين اليهود فقط أم نريدها مدينة مفتوحة لكل الأديان يتعاطف معها الغرب قبل الشرق، وأضاف:"وهنا يأتي دورنا كمشرقيين بجمع الحضارتين وبفكر انفتاحي غير إنعزالي، لنكون روّاد الانقلاب الايجابي الحاصل بنظرة الرأي العام الدولي تجاه فلسطين بعد انكشاف توحّش الصهيونية العالمية. "
وشدّد على انّ "لبنان لا يقدر أن يقف على الحياد في الصراع مع اسرائيل لكنه يقدر أن يمارس التحييد عن صراعات بتضرّه. فصراعه مع اسرائيل يمكن أن يأخذ اشكال عسكرية بالدفاع عن النفس وبتحرير الأرض، وشهداؤه يكونون على طريق شبعا ووقف الاعتداءات علينا، ومن اجل عودة اللاجئين والنازحين وتحرير نفطنا وغازنا من قبضة الاسر الدولي الاسرائيلي.
وأضاف أن الأساس هو وحدة الساحة اللبنانية؛ وهنا التحدي لننطلق موحّدين واقوياء لساحات ثانية".
كذلك ، تحدث باسيل عن الرابع عشر من آب لافتًا الى أن "التحرير هو مسيرة التياى وقد بدأؤ في 14 آذار 89، واستكمل بتحرير الجنوب بالـ 2000، وبتحرير القرار الوطني بـ 14 آذار 2005 مع خروج الوصاية السورية؛ ولكنه لم يكتمل بعد، فالتخرير يكتمل بالتحرّر من التبعية والفساد وبتحرير قرار بعض القوى اللبنانية من قبضة الخارج".
وسأل "ما نفع تحرير الأرض إن بقي القرار مكبل وما نفع تحرير القرار من تبعية للخارج، إن بقي الداخل مكبل بالمصالح الخاصة والفساد. وإن لم نبنِ دولة الحق والعدالة والقضاء المستقل والاقتصاد المنتج والانتظام المالي والحماية الاجتماعية؟
فالحرية لا يكتمل معناها بلا الكرامة. والانسان لا يشعر يحرّيته بعيدًا عن كرامته. باسيل رأى أن الدولة هي الحريّة والكرامة مجتمعتين وهذا هو التيار الوطني الحرّ. هذه هي مدرسة ميشال عون.وأضاف :" نحن نعيش في مأزق، لا نستطيع أن نبني دولة الاّ بالتوافق، ومن نحن بحاجة الى التوافق معهم، لا يريدون الدولة، لا بل يستفيدون من غيابها، لذلك علينا محاورتهم ومواجهتهم في الوقت نفسه "وهذا توازن المبدئية والواقعيّة".
وتحدث عن أهمية الشراكة مشددًا أنه "ما من وحدة دون شراكة والا "نكون موحّدين في الشكل ومنفصلين في العمق.وأوض أنّ "عَ سوا تنبقى سوى" هو شعار مؤتمر التيار لهذا العام وبيعبّر عن تمسّكه بالشراكة والوحدة معًا. وأكّد استعداد التيار للتضحية من أجل الشراكة. باسيل شدد أن الخطر الخارجي من اسرائيل مقدور عليه (بفضل صمود شعبنا ومقاومينا). ولكن الخطر الداخلي هو على الوحدة الوطنية، التي فقدناها، وهو ما يجعل اسرائيل تنقّض وتنتصر علينا".
ووجه باسيل "دعوة لبكركي لتجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي بدءاً من رئاسة الجمهورية حتى أصغر خفير جمركي في الدولة".
وأضاف أن "بكركي لا يجوز أن تعتذر بحجة أن أحدهم يرفض تلبية دعوتها فمسؤوليّتها ان توجه الدعوة، ومن لا يلبي ، يتحمل مسؤولية غيابه والاقصاء أمام التاريخ والناس، وعندها تنكشف كذبة الحجّة وكذبة الشعار".
وأردف " اللقاء وإصدار البيانات لا يكفي لأن الأهم هو الخطة العملانية التي تنقسم لعدّة محاور:
1 - المواجهة السياسية والاعلامية والشعبية لوقف مسلسل الاجرام الحكومي الحاصل بحق الموقع المسيحي الأول في الدولة وبحق الميثاق والدستور.
2 – تأمين الصمود لمواجهة المشاكل الحياتية وكل انواع التجويع والإذلال، بمشاركة الكنيسة والأحزاب والقطاع الخاص والعام والمجتمع المدني والانتشار للحفاظ على الأرض والهوية والجنسية.
3 – الضغط لتنفيذ بنود الطائف وعلى رأسها اللامركزية الانمائية الموسّعة التي تعزز الوحدة وتمنع اي منحى تقسيمي أو فدرالي بالعكس اللامركزية الانمائية تثبّت المركزية بالسياسة الخارجية والدفاعية والنقدية. وبحال الاصرار على رفضها، يجب البدء بتطبيقها تدريجياً، مناطقياً وقطاعياً. ففي لبنان ما من مواطنين فئة ثانية، فللجميع حريته وحقوقه وكرامته ودوره، فالضرائب ندفعها مقابل الخدمات العامة والانماء المناطقي او لا ندفعها، فالضرائب ليست لمزاريب الهدر وتمويل الحياة السياسية لأركان المنظومة".
وتابع "هذا العشاء يؤمن اكثر من نصف موازنة التيار السنوية وأن على كل التياريين واصدقائهم أن يدخلوا في شبكة التيار التضامنية في الصحة والتأمين والغذاء والتربية والعمل.
وأضاف أن حرية القرار هي اغلى شي عند التيار، والاستقلال المالي هو للحفاظ عليها، ولكن الأساس يبقى بشخصيّـتنا وتربيتنا الوطنية على نهج ميشال عون.
باسيل شدد على أن التيار ولد في الحرية في 14 آذار مع حرب التحرير، (تحرير الأرض وتحرير القرار). واعتمد بالحرية في 13 تشرين اختار مؤسسه العيش الحرّ بالمنفى ولا العيش في الوطن في سجن كبير، وسنكمل العيش بالحريّة ونعلّمها لشبابنا".
وختم متوجّها للرئيس عون : "لأنك كرامتنا" لا يزال اجمل شعار لك عندنا – ولو مهما صار عمرك، الكرامة لا تشيخ معك.انت ربّيتني على الكرامة الوطنية مثل ما ربّاني أبي على الكرامة الشخصية. فالكرامة الوطنية لا تحوي شخصانية (ودونية وفوقية)، وحرد ومزاجية وولدنة، فهي الوجود الحرّ المتفاعل والمتعايش مع الآخر. ("العيش خارج اطار الحريّة هو شكل من اشكال الموت). وأنا أعدك أن التيار لا يعيش الاّ بكرامة. وسنبقى نحبّك، لأنّك كرامتنا. "