قال المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّةالمطران أنطوان بو نجم "يمُرُّ لُبنان بلَحظَةٍ تاريخيَّة مصيريَّة تقتَضي من جميعِ اللُّبنانييّن، الإلتِفافَ حَولَ القِيَم المُؤسِّسَة لدولة لُبنان الكبير في دَورِه الحضاريّ، وهي الحريّة، والعدالة، والعَيش المُشتَرك، والسِّيادَة النَّاجِزة، وكُلُّ ذلِك بتَطبيق الدّستور، واستكمال عقد المؤسَّسات الدّستوريّة وإنجاز الإصلاحات، بما يَحمي هويَّة وطن الرِّسالة".
وأضاف في بيان "من هُنا، كان تكليف غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، لسيادة المطران أنطوان بو نجم بإطلاق مسار تشاوريّ لمبادرة وطنيّة جامِعة إنقاذيّة، تؤكِّدُ على الثوابِت التّي يؤمِن بها اللُّبنانيُّون، على اختِلاف مكونِّاتِهم، مع تشخيص مكامِن الخَلَل واقتِراح خارِطَة طريق للمُعالَجات".
وأضاف: "في هذا السِّياق الوطنيَ الجامِع وحده، إنطَلَقَ التّشاور برعاية أبينا غبطة البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية، من هُنا يهمُّنا التأكيد على ما يلي:
1. إنَّ المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة.
2. إنَّ المُبادرة المُشار إليها أعلاه بدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان.
3. نأسَف لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها، ونأملُ من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة.
4. بقدر الحرص على حريَّة الإعلام، فإنَّنا نهيبُ بكُلّ وسائِلها مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان.
وختم البيان " يهمّنا التأكيد على أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة."