بعد قرار مجلس الأمن الدولي أمس القاضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، بدأت تُطرح عدة تساؤلات وسيناريوات عن رد الفعل الإسرائيلي، وكيف سيكون في المرحلة المقبلة، وتأثيراته على الساحة اللبنانية.
نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، أشار بداية إلى الفعل الإسرائيلي الذي يتمثل بنوايا إسرائيل العدوانية المستمرة، معتبراً أن "المشروع الديني الاستيطاني الذي تمثله حكومة بنيامين نتنياهو، أصبح بالنسبة إليهم في دائرة الخطر، والخوف اليوم ليس على سقوط نتنياهو فقط بل على سقوط هذا المشروع برمته".
أضاف: "هذا المشروع الذي عبّر عنه نتنياهو في الأمم المتحدة، راسماً حدود دولة إسرائيل، عبر إلغاء غزة والضفة، إلى جانب الحفاظ على الأمن على حدودها جنوباً وشمالاً، يتطلب تحقيقه حروباً، فبدأت حرب غزة في 7 تشرين الفائت التي أتت في سياق ردة فعل من شعب ضد محتل لأرضه".
من هنا، يؤكد الفرزلي أنّ "أي نهاية لوقف إطلاق النار اليوم بالنسبة للإسرائيلي هو خسارة محققة لمشروعهم على المستوى الاستراتيجي، وباعتقادهم هو سقوط وتدني لوظيفة إسرائيل الاستراتيجية بنظر الدول التي أنشأتها. فإسرائيل لديها وظيفة في المنطقة وعندما تصبح هذه الوظيفة غير قادرة على تحقيق مكاسب سريعة وأمنية وتفرض أمراً واقعاً كما حدث عام 1967 وعام 1982، تصبح المسألة موضع تساؤل بالنسبة لهذه الدول عن أسباب دعمها سياسياً ومالياً".
ورداً على سؤال، رأى الفرزلي أنه "لأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية تدخل القضية الفلسطينية كجزء أساسي مقرِّر في نتائج هذه الانتخابات، وتلعب دوراً حاسماً في تحديد الموقف الأميركي. وذكر في الإطار أن كل الإحصاءات تشير إلى أن نحو 30 في المئة من الديمقراطية الشعبية باتت مرتبطة بتطور الأوضاع في غزة والمجازر ومسألة الدخول إلى رفح وما يمكن أن تتكبده إسرائيل من خسائر إنسانية. من هنا، بات جلياً أن نتنياهو يعيش أزمة حقيقية.
حتى في غزة فإن القتل الجماعي لم يحقق أهدافه لجهة إخضاع الشعب الفلسطيني ولا تدمير قدرة حماس العسكرية، من هنا، سيحاول نتنياهو أن "يركب هذا المركب الخشن" تحت عنوان تبرئة أميركا من المجزرة التي ستحصل إن في رفح أو في لبنان، وفي الوقت نفسه من غير المستبعد حصول استقالات وتفجير لحكومة نتنياهو من الداخل".
وعن تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن وقف الحرب في غزة يعجل في حرب على الجبهة الشمالية، قال الفرزلي، "منذ الـ2000 مروراً بالعام 2006، يقول الإسرائيليون إنهم ينتظرون الوقت المناسب للانتقام، ولن يسمحوا ببقاء قوة بمستوى قوى "حزب الله" على حدودهم الشمالية، النوايا الإسرائيلية موجودة للدخول في معركة مع لبنان، لكن أصحاب العقول الكبيرة والانتلجنسيا الصهيونية، يعرفون ان مخاطرها كبيرة جداً، فاذا لم تحقق إسرائيل أهدافها في غزة البلد الصغير المحاصر فكيف بالأحرى في لبنان".
من هنا، استبعد الفرزلي حصول حرب واسعة لكنه تخوّف من استخدام الساحة اللبنانية كحرب استنزاف واسعة للضغط فقط، لكن أن "يدخلوا بالعسكر بيطلعوا خسرانين"، فهم لا يستطيعون تحمل حرب أخرى بعد حرب الاستنزاف الكبيرة في غزة، واليوم يطالبون بالتجنيد الإجباري وهذا مؤشر غير مريح لهم".
أضاف: "إذا دخلوا لبنان برياً لا يمكن التكهن بنتائج هذه الجولات على مستوى المنطقة كلها، وبالتالي ليس من السهولة أن تدخل إسرائيل براً إلى لبنان".