وصول 300 لاجئ دفعة واحدة الى الأراضي القبرصية مستقلّين القوارب من لبنان، حرَّك طائرات القيادات في نيقوسيا باتجاه بيروت.
وأول محطة للرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس كانت السرايا الحكومية، للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وشدّد الطرفان على "أهمية إيجاد حلّ شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص".
وبنتيجة المحادثات جرى التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع "إطار عملي" مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلدهم.
وفي كلمته، أكد ميقاتي أنه "لدى لبنان وقبرص مصلحة مشتركة في معالجة التحديات التي يواجهانها بفعل الهجرة غير الشرعية، وهناك إمكانية للتعاون في تمكين المؤسسات المختصة من ضبط الحدود البحرية".
وقال: "باعتباره أحد أكبر البلدان المضيفة للاجئين من حيث عدد السكان، يتحمل لبنان أعباء متعددة ليس لها تأثير فوري على أمنه واستقراره فحسب، بل على وجوده المستقبلي. فواقعنا الديموغرافي فريد من نوعه، ولبنان لا يستطيع تحمل أي تغيير في هذا الواقع".
وشدّد على أنه بات ضرورياً أن يتخذ الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي اليوم "خطوات جديدة ويعيدوا النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا، لأن معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة لعودة النازحين إليها".
أما على مستوى التدابير التي يتخذها الجيش اللبناني، فأكد رئيس الحكومة أن الجيش وسائر القوى الأمنية يبذلون قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، و"لكن لا يمكن تحقيق ذلك إلّا من خلال عودة أولئك الذين يبحثون عن الأمان إلى المناطق الآمنة في سوريا أو تأمين إقامتهم في بلد ثالث".
بدوره أعرب الرئيس القبرصي عن تفهّم بلاده للأوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع وأهمية الحل النهائي والشامل له "عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان".
وأضاف: "نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحلّ النهائي لن يتم إلّا عبر عودتهم الى أراضيهم، خصوصاً أن هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط".
وشدد الرئيس القبرصي على أن بلاده تدعم لبنان في كافة المحافل الدولية عبر زيادة الدعم التقني والمادي لمؤسسات الدولة اللبنانية بما فيها الجيش اللبناني.
واللافت في هذه الزيارة، طبيعة الوفد المرافق لرئيس الجمهورية القبرصية، إذ تألف من وزير الخارجية كوستاندينوس كومبوس، وزير الداخلية كوستانتينوس يوانو، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حاجي تيودوسيو، الناطق باسم الحكومة كوستانتينوس ليتمبيوتيس، وقائد الجيش القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس.
وتألف الوفد اللبناني الموسع من وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، قائد الجيش العماد جوزف عون، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير ، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، مستشارة وزارة الخارجية والمغتربين فرح الخطيب ومستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي. وقد اعتذر عن عدم المشاركة في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لوجوده في زيارة رسمية إلى اليونان. كما اعتذر عن عدم المشاركة وزير الدفاع الوطني موريس سليم.
وكان وزير الداخلية القاضي بسام مولوي ونظيره القبرصي كوستانتينوس يوانو عقدا اجتماعاً ثنائياً على هامش محادثات السرايا تناول القضايا المشتركة بين البلدين. كما عقد قائد الجيش العماد جوزيف عون اجتماعاً مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، جرى خلاله البحث في التعاون الأمني بين البلدين.
خريستودوليدس توجه بعد ذلك، والوفد المرافق، إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي أكد عقب اللقاء "أن المباحثات كانت جيدة جداً".
ونفى بري للصحافيين أن يكون هناك عتب من قبل الجانب القبرصي قائلاً: "بالعكس هناك تعاون مثمر".
وأشار رئيس المجلس الى أن التطورات في الجنوب وقطاع غزة والوضع الفلسطيني ككل كانت حاضرة في اللقاء.
وحول إمكانية حصول حلحلة في الملف الرئاسي بعد عطلة الأعياد؟ أجاب الرئيس بري : "ان شاء الله" .