النهار

ذكرى حرب نيسان
١٣ نيسان ١٩٧٥ (أرشيفيّة).
A+   A-
الوزير جورج كلّاس 

إكباراً لكلّ ضَحَايا ١٩٧٥ وما بعدها، للمنسيّين والمَخْطوفينَ والمتألّمينَ والمغيّبين والمخفيّين، والصابرين والسّاكني الحزن واللّابسي الخوف، وكلّ مَنْ بِقيَ في ذاكرة لبنان وفوق وتحت ترابه. نذرف دمعة مجد.
 
 ١٣ نيسان ١٩٧٥ مَراثي لبنانَ بالألوانِ وبالأسود والأبيض.
 
سنوات سوداء، أمضيناها حروباً مستوردة وحروباً مصنّعة، حروباً غبّ الطَلَب، وغزوات موصوفة، وما وعينا بعد مِن حماقاتنا.  
 
سنوات حمراء، صرفناها قتالاً بِنا، وقتالاً علينا وقتالاً فينا، وما فهمنا بعد أنّنا حطب في مَوَاقِد المُتآمرين.
 
سنوات رماديّة، عانيناها اغتيالات موسميّة وخيانات دائِمَة وخيبات قاتلة وغزوات هَمَجِيّة، وما بَكيْنا على جثثنا مَرَّة. 
 
سنوات صفراء، قضيناها خطفاً، ونواحَ ثَكَالى وتفجيرات وسَحْل معنويات، وبكاء يَتامى وتَدمير وقَصْف وضَحايا وتَهجير. وما شَبِعْنا نَحْراً ومَصَّ دِمَاء.
 
تسعٌ وأربعون سنة عَوْرَاء، عانيناها ظلماً وقهراً وحقداً وغيرة مِنَ الكلّ، وما أدركنا أنَّ لبنان أمسى نَسْياً مَنْسيَّاً.
 
عقود من القهر الأبْيَضِ والأسْوَد، ومخاوف حرب السَنَتَيْنِ مدّدتها الأحقاد، وكبّلتنا بالأصْفَاد، وقاتَلَتنا بالأَضْدَاد، وصارت حروباً دهريّة.
 
بُكاء ومَجَازِر ومَآسٍ وفَجْعِيَّات تَدَافْنٍ يَوْمِيَّة، وجَنائِز تَصَافُنٍ للمَرَاثي، ولَمْ نَعِ أَنَّنا الضَّحِيَّة.

أللهُمَّ أَعْطِنا أَنْ نفهم، و إذا ما فهمنا، أَعطِنا أَنْ نصبر على ما فَهِمْنا وما لَمْ نَفهمْ بَعد.
ضحايا حرب ١٩٧٥ وما بعدها، من حقّهم على من هم فوق التراب أن نتلوَ على أرواحهم صلاة جامعة مِن روحانيات كلّ الأديان.
 
نتذكّر ونستذكر ونتّعظ، كي لا تُعاد.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium