بعد نحو نصف قرن على بداية الحرب، في 13 نيسان 1975، يبدو لبنان في الدوامة نفسها. خطر الحرب يتربص باللبنانيين، الفارق هو اللاعب اي العنصر الذي فجر الحرب. في العام 1975 كان المسبب فلسطينيا، واليوم ربما يكون صاعق التفجير سوري الهوية، اذ ان تداعيات النزوح السوري بدأت تتفشى بشكل ظاهر، وقد اضاء عليها قتل منسق قضاء جبيل في "القوات اللبنانية" باسكال سليمان، كما اشارة وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين الى وجود نحو 20 الف مسلح في مخيمات النازحين، يمكن ان يتلاعبوا بالامن الداخلي اللبناني.
لبنان يعيش حاليا تداعيات النزوح السوري، وايضا تداعيات السياسة الايرانية التي تجره ايضا الى حرب بوابتها جبهة الجنوب التي فتحها "حزب الله" في الثامن من تشرين الاول الماضي اثر انطلاقة عملية "طوفان الاقصى" في السابع منه، والمرشحة للتصعيد في حال شارك "حزب الله" في الانتقام لايران رداً على استهداف اسرائيل سفارة طهران في دمشق.
اما داخليا، فالحركة السياسية شبه معدومة بسبب عطلة الاعياد، وقد كسرها امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي زار بكركي والتقى البطريرك بشارة بطرس الراعي. وقال ميقاتي: تذكرنا بداية الحرب الاليمة في 13 نيسان، وأريد من هذا المنبر توجيه نداء الى الجيل الذي لم يكن شاهدا على 13 نيسان بأن يأخذ العبر، واوجه نداء الى القيمين على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يتقوا الله لأن الكلمات والتعابير التي تنشر على هذه المواقع هي محرمة. الأمر الثاني الذي علينا الاتعاظ منه، هو ان ما لبناني يمكن ان يربح على انقاض اللبناني الاخر، فكلنا نخسر اذا حاربنا بعضنا البعض. العبرة الثالثة التي يجب ان نستخلصها من 13 نيسان فهي عودة الجميع الى الدولة التي هي قارب الإنقاذ الذي يجب على الجميع التمسك به. نسمع اليوم كلاما من هنا وهناك خلاصته رثاء الدولة علما ان هناك مثلا يقول"لا ترثي نفسك حتى لا يرثيك من حولك".نحن نقوم برثاء نفسنا والدور الذي تقوم به الدولة، بينما الدولة هي جامعة للكل.صحيح أن هناك زيادة في معدل الجرائم ولكن معظم الجرائم تم كشف مرتكبيها خلال ساعات وايام، وهذه نقطة إيجابية جدا تسجل للقوى الأمنية ولمخابرات الجيش ولشعبة المعلومات .
وردا على سؤال عن ازمة النازحين السوريين، أجاب: نحن نقوم بوضع حل لهذه الأزمة من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا الى لبنان تحت عنوان "لاجئين". يجب ان نميز بين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية والذين يعملون ويساهمون في الاقتصاد وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الافادة من هذا الموضوع. عندما تصبح هناك مناطق أمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون اي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم اي مواطن عربي اخر.
جعجع
وسرعان ما رد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ميقاتي فقال: "بكل احترام، دولة الرئيس، هذه الخطط كلها مضيعة للوقت، فلبنان وفقا للقانون الدولي ليس بلد لجوء، وتطبيق القوانين على أرضه هو قرار سيادي ليس بحاجة للتباحث، لا مع المفوضية العليا للاجئين، ولا مع الجمعيات المنبثقة من الأمم المتحدة، ولا مع أي جمعيات دولية أخرى تعنى بالشأن الإنساني، فنحن معنيون بالشأن الإنساني والقانوني أقله على قدر عناية جميع هؤلاء به. دولة الرئيس، إن حل موضوع اللاجئين هو بيدكم وبيد حكومتكم، استنادا أقله الى التعاميم التي أصدرها تباعا وزير الداخلية بسام المولوي بهذا الخصوص، فإذا كنتم مصممين فعلا، دولة الرئيس، على حل هذه المشكلة، فقد حان الوقت، ولو متأخرا، بأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في هذا المجال، والحل بسيط جدا ويتمثّل بالتشدُّد في تطبيق التعاميم الصادرة عن وزير الداخلية على مستوى البلديات، وان يطلب وزير الدفاع موريس سليم من الإدارات العسكرية والأمنية ان تبدأ فورا بتطبيق هذه التعاميم".
فإذا لم تقدم الحكومة على هكذا إجراء ومتابعته حتى تنفيذه كاملا، تكون مسؤولة تماماً عن الاضرار كلها التي تلحقها بلبنان واللبنانيين، حالة الفلتان السائدة في الوقت الحاضر تحت عنوان اللاجئين السوريين.
السفير البابوي
وكان السفير البابوي لدى سوريا ماريو زيناري قال : "للأسف، وفقا للإحصاءات التي قدمتها الأمم المتحدة، الأمور سيئة ومقدر لها أن تزداد سوءا. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بنسبة ٩% مقارنة بالعام الماضي. نحن نتحدث عن ثلاثة أرباع السكان السوريين الذين يعيشون في هذه الحال من العوز، وتشير الأرقام إلى ١٦٫٧ مليون شخص. إنها أرقام مذهلة. وهناك مسألة عودة النازحين واللاجئين التي لا تزال مشكلة خطيرة ولم يتم حلها. نعلم بأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل وجود هذا العدد الكبير منهم، لكن الظروف ليست مؤاتية بعد لكي يتم نقلهم إلى مكان آخر. علاوة على ذلك، أصبح 90% من السكان يعيشون تحت مستوى الفقر".
الميدان
ميدانيا، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية بالصواريخ استهدفت مرتفعات عرمتى والريحان. وافيد أن الطائرات الحربية الاسرائيلية شنت ثلاث غارات على عريض الريحان في منطقة جزين.
وقال الجيش الاسرائيلي: استهدفنا مجمعاً عسكرياً موسعاً لـ"حزب الله" في جبل الريحان. واعلن ايضا "اننا قصفنا 4 أهداف لحزب الله في جنوب لبنان من بينها مبان عسكرية". وافيد عن غارتين على طير حرفا وعلى المنطقة الواقعة بين الضهيرة وعلما الشعب قرابة السادسة عصرا .
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة علما الشعب استهدفت منزل مواطن من آل فرح في الحي الشرقي ودمرته بالكامل.
كما شهدت قرى القطاعين الغربي والاوسط عصرا تحليقا مكثفا للطيران الاستطلاعي المعادي.
وافادت "الوكالة الوطنية " بأن الطيران المعادي شن غارة على بلدة يارين، أدت الى قطع الطريق وسط البلدة.
وافيد عن غارة على المنطقة بين راميا وبيت ليف في قضاء بنت جبيل، استهدفت منزلا من ثلاث طبقات دمر بالكامل.
في المقابل، اعلن "حزب الله" انه استهدف "موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة".
كما اعلن في بيان استهدافه انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في حرش حانيتا بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة".
كذلك شنّ "هجومًا جويًا بمسيرات انقضاضية على مبنى في مستعمرة حانيتا اتخذه العدو الإسرائيلي مقرًا مستحدثًا لقواته وأوقعوا من فيه بين قتيل وجريح". وفي بيانات متتالية، أعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية مختلفة وتجمّعات لجنود الاحتلال، عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
كما استهدف تجمعًا لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة. كذلك استهدف مبنىً يستخدمه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة "إيفن مناحم" بالأسلحة المناسبة وأصابته إصابة مباشرة.
واستهدف أيضا التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، ومبنىً يستخدمه جنود العدو في مستعمرة "شتولا" وأصابته إصابة مباشرة".
وفي السياق، افادت وسائل إعلام اسرائيلية عن "رصد إطلاق 4 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى من دون وقوع إصابات".
واعلن الجيش الإسرائيلي عن "مسيّرتان اخترقتا الأجواء عبر الحدود مع لبنان وانفجرتا في كيبوتس حنيتا في الجليل الغربي".