النهار

بعد تطوّرات إقليمية كادت أن تأخذ الشرق الأوسط إلى حرب واسعة، وقبلها تصاعد التوتّر المحلّيّ على خلفيّة مقتل منسّق "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان، استعادت البلاد بالفعل أجواء الحرب الأهلية عشية ذكراها التاسعة والأربعين، استؤنف العمل بالحياة السياسية اللبنانية من باب سفراء اللجنة الخماسيّة، الذين أعادوا لمّ شملهم بعد عطلة الأعياد، في دارة السفير المصريّ علاء موسى في دوحة الحص بنصاب مكتمل.

وبعدها بدأت الكتل النيابية بالوصول تباعاً إلى دارة السفير في منطقة "دوحة الحص" لتقديم ما لديها من أفكار والاستماع إلى آراء وخلاصات السفراء والقائمين بأعمال سفاراتهم، على اعتبار أنّ الشغور الرئاسيّ لم يسمح لهم بتقديم أوراق اعتمادهم حتّى الساعة، بحسب الدستور اللبنانيّ.

وحصّة اليوم كانت لكتل "التوافق الوطنيّ" و"تجدّد" و"التغييريّين" و"الطاشناق".

النائب فيصل كرامي، باسم "التوافق الوطنيّ" رأى ألّا حلّ إلّا بالحوار، وأنّه "لمس دفعاً من الخماسيّة تجاه الحلّ في لبنان وانتخاب رئيس للجمهوريّة"، لاسيّما وأنّ البلاد تمرّ في مرحلة تُعتبر أخطر من أيّ وقت مضى.  

واعتبر أنّ الظروف اليوم "يجب أن تحفّزنا على انتخاب رئيس للجمهورية"، لافتاً إلى أنّ "هناك دفعاً من الخماسيّة في اتّجاه الحلّ"، وأنّ لبنان يمرّ في مرحلة أخطر من أيّ وقت مضى، مضيفاً: "طرحت موضوع البرنامج والحكومة المقبلة، وواضح وجود تنسيق وثقّة تامّة بين الخماسيّة ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي".

وكشف كرامي أن "لا جديد لدى الخماسية وإنّما فقط استمزاج للآراء".

استمزاج الآراء استُكمل مع "تجدّد" وكشف النائب أديب عبد المسيح، بعد اللقاء أنّه طرح فكرة ما بين "مبادرة الاعتدال" وصيغة الرئيس برّي، تقوم على أن "نأتي إلى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس ونخرج بعد الدورة الأولى من دون رفعها لإجراء حوار برئاسة برّي، ثمّ ندخل مجدّداً إلى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة، ويحصل ذلك على مدى ٧ دورات".

أمّا زميله في الكتلة النائب فؤاد مخزومي رأى أنّ لقاء كتلة "تجدّد" مع سفراء الخماسيّة "بمثابة جسر تقارب لفهم ومناقشة الأفكار، وطَرْحِ حلول وسطية تمكّننا من انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن".

والخلاصة عند "تجدّد"، لم يتمّ طرح أسماء، ولكنّ "المواصفات التي عُرضت ترضينا"، وهم قدّموا طرحاً رأوا فيه "تخريجة لا تتعارض مع الدستور".

 في ختام اللقاءات، صرّح السفير المصري علاء موسى للصحافيين أنّه جرى الاستماع إلى مختلف وجهات النظر، مشيراً إلى "وجود أرضية مشتركة يحاول السفراء البناء عليها"، وأنّهم سوف يستكملون لقاءاتهم مع مختلف الكتل النيابية خلال هذا الأسبوع، على أن تكون خاتمة الزيارات في عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومناقشة محصّلة اللقاءات.

وأكّد موسى أنّ الخماسية تريد "انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد". من دون أن يستبعد القيام بجولة أخرى مع الكتل النيابية، لأنّ الاستحقاق الرئاسي مهمّ وانجازه يحتاج إلى أكثر من لقاء وجولة للوصول إلى خريطة طريق، وأنّه في كلّ مرّة "نلمس تطوّراً إيجابيّاً ". 

موسى أكّد كذلك، أنّه إزاء ما يحدث في المنطقة، فإنّه يستدعي من الجميع بذل مزيد من الجهود، مشدّداً على "عدم وجود ربط بين أحداث المنطقة والانتخابات الرئاسيّة". وأنّ الخماسية ترى في ما يحدث أنّه دافع لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي ختام تصريحه، اعتبر السفير المصري ألّا موعد حتّى اليوم لاجتماع وزراء "اللجنة الخماسيّة"، وأن "لا علم له بزيارة قريبة للموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان إلى بيروت.ّ