تابعت اللجنة "الخماسية" سلسلة اجتماعاتها وجولاتها اليوم بغية بلورة مخرج في محاولة جديدة للتوصل الى تعبيد الطريق إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
"اللجنة الخماسية" التقت اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، بحضور سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، سفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، فيما اعتذر السفير السعودي وليد البخاري عن الحضور بفعل وعكة صحية طارئة. وشارك في اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة النائب طوني فرنجية وعضو المكتب السياسي في المرده الوزير السابق روني عريجي.
إثر ذلك، تحدث السفير المصري باسم اللجنة مؤكداً أنه جرى تبادل الأفكار وأن اللقاء شكل فرصة جيدة للحوار والنقاش والتداول والإضاءة على مواضيع مهمة.
وقال: "حظينا بشرف استقبال سليمان بك فرنجية لنا وكانت فرصة للتداول بأمور كثيرة تتعلق بحالة الانسداد السياسي خصوصاً في ما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية".
وأضاف: "تبادلنا الأفكار، وكانت فرصة جيدة للحوار والنقاش والتداول بمواضيع مهمة يمكن من خلالها إحداث انفراجة قريبة في هذا الملف الشائك والمعقد".
وأوضح: "التقينا سليمان فرنجية ليس بصفته المرشح للرئاسة إنما بصفته السياسية وهذا الشيء الأهم".
أما عن عدم وجود السفير السعودي فأكد أن ذلك يعود لإصابته بوعكة صحية منذ يوم أمس وأنه لن يشارك في كافة لقاءات اليوم وربما غداً أيضاً.
ورداً على سؤال حول وجود فيتو على فرنجية قال: "اللجنة الخماسية لا تتحدث عن اسماء المرشحين ولا يوجد توجه مع أو ضد أحد المرشحين، واللجنة الخماسية تتعامل مع الرئيس ووجوده طالما تم انتخابه من القوى اللبنانية المختلفة".
ورداً على سؤال قال: "سمعنا من فرنجية أفكاراً إيجابية كثيرة تحدث فيها بشكل صريح، وكان حريصاً على ألا يخلط بين الأمور، بل كان يتحدث عن هدفه الأساسي وهو وحدة هذه الدولة وانتمائه لها وهو على استعداد تام للتفاعل مع أيه طروحات تتناسب مع تطلعاته ووحدة واستقرار هذا البلد، وفرنجية لا يزال مرشحاً بحسب ما سمعنا منه".
وعقدت اللجنة الخماسيّة لقاءً مع رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل في بكفيا.
وأكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن سفراء الخماسية يبذلون جهداً من أجل تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبراً على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية، مشدداً على أننا منفتحون على الأسماء ونريد رئيساً بأسرع وقت ممكن لكن الأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لـ"حزب الله".
وأشار الجميّل الى ان الاجتماع مع السفراء كان مطولاً ومعمّقاً، تمت في خلاله مناقشة كل وجهات النظر وحاولنا توضيح وجهة نظر الكتائب عن المرحلة التي نمر بها وعن إشكالية الانتخابات الرئاسية في لبنان.
الجميّل شكر للدول الخمس جهدها الجبّار، مشيراً الى ان السفراء حريصون على لبنان ويحاولون إيجاد حلول من دون سياسة الفرض وهناك نوع من وساطة ومحاولة إيجاد توافق بين الأفرقاء للخروج بحل للمشكلة الرئاسية، لافتًا الى ان مقاربة السفراء تحترم وجهة نظر الجميع وسيادة لبنان وموقف كل فريق يتحاورون معه وهذا الامر ملفت.
وتابع الجميّل: "في ما يتعلق بنا ككتائب هناك طريقتان للانتهاء من الشغور، الطريقة الاولى تطبيق الدستور وعقد جلسة انتخاب رئاسية بدورات متتالية وصولا الى نيل أحد المرشحين النصف زائدًا واحدًا وهذا ما يقوله الدستور والتجارب العالمية التي تعتمد نظامنا الانتخابي، أما الطريقة الثانية فهي التوافق بحوار خارج المجلس او داخله على مرشح مقبول وعلى مسافة واحدة من الجميع ويحظى باحترام الجميع وعندها يذهب النواب الى المجلس ويترجمون الاتفاق بالتصويت والمشكلة التي نواجهها اليوم أن حزب الله يعطل الطريقتين فهو يعطل اولا نصاب الجلسات وسير العملية الديموقراطية ويمنع التوافق من خلال تمسكه بمرشحه ورفضه النقاش بمرشحين آخرين".
وإذ سأل: "هل المطلوب منا الاستسلام والقبول بمرشح الحزب؟" جزم بأننا لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل حزب الله رئيس جديد مرة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي باسم حزب الله لأن هذا يؤذي لبنان ويعزله عن محيطه ويحوّله الى دولة تابعة لإيران وجزء من محور ويجره مع دول المحور لأي صراع سياسي او اقتصادي أو عسكري يمكن ان يحصل وهذا سيؤدي الى مزيد من التدمير للبنان".
أضاف: "انطلاقاً من هنا يتم الحديث عن الكثير من الشكليات إن كنّا سنعقد حواراً أو نقاشاً ومن سيترأس الحوار وشكله وهذا بالنسبة إلينا تفاصيل، لأن المهم والأساس هو: هل إن حزب الله مستعد للتخلي عن مرشحه والذهاب الى مرشح مقبول من جميع؟ نعم أم لا؟" وهل هو مستعد لملاقاة اللبنانيين الى منتصف الطريق؟ نعم أم لا؟"
وتابع: "في اليوم الذي نحصل فيه على جواب عن هذا السؤال عندها تصبح كل الشكليات تفاصيل بالنسبة إلينا، ففي اليوم الذي يقبل فيه حزب وحركة أمل والرئيس بري بالتخلي عن ترشيح فرنحية والقبول بمبدأ التوافق مع الفريق الآخر وإيجاد شخص ثالث رابع أو خامس نتحدث بأسماء مقبولة".
وأكد أن السفراء يبذلون جهداً من أجل تسهيل العملية الانتخابية، لكننا نؤكد أن التسهيلات جميعها تبقى حبرًا على ورق إن لم يكن هناك التزام علنيّ بالتخلي عن سليمان فرنجية.
وشدد رئيس الكتائب على ان المطلوب استعداد وكلام واضح من حزب الله بالقبول بمرشح توافقي الأمر غير الموجود لغاية اللحظة، إذ أن الحزب ما زال متمسكًا بمرشح واحد هو سليمان فرنجية والسؤال: "هل كان فرنجية ليستمر بترشحه لولا ضمانات حزب الله وحركة أمل؟"
وجزم بأننا منفتحون على الأسماء ونريد رئيسًا بأسرع وقت ممكن والأمر الوحيد الذي لن نقبل به هو الاستسلام لحزب الله، فلن نقبل بمندوب سامي يقرّر عنا مستقبلنا ورئيس جمهوريتنا في كل استحقاق فقد فعلوا ذلك في المرة الماضية ويريدون تكراره اليوم ليكرّسوا الأمر الى أبد الأبدين، أي هم يختارون دائمًا رئيس جمهورية لبنان، لكن لا، فنحن جميعاً نختار رئيسنا وهم من ضمننا وليس غصباً عن الجميع وباستمرارهم بسياسة الفرض.
بدوره، قال السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء: "سعدت بالاستماع الى رؤية رئيس الكتائب وتوافقنا على الاجتماع مرة أخرى، لأن هناك بعض الاستفسارات التي تحتاج إلى إضافات، والاجتماع كان بنّاءً وإيجابياً استمعنا في خلاله الى وجهة نظر واضحة وأنا أقدّر لرئيس الكتائب موقفه".
وعن التقارب بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والجميّل، قال: "هناك أرضية مشتركة لكن مساحتها تزداد يوماً بعد يوم إذا ما اجتمعت الكتل السياسية على ان اختيار رئيس لبنان هو هدف عادل يجب الوصول اليه بأسرع وقت وبالتالي علينا تقريب المسافات بعض الشيء لزيادة مساحة الثقة".
ورداً على سؤال عما اذا تم التطرق الى مرشح ثالث، أكد موسى أنه لم يتم التداول بأسماء مرشحين، فالخماسية تتناول مسألة وضع خريطة طريق تجيب عن غالبية الهواجس والنقاط غير الواضحة.
ورداً على سؤال حول كيفية بناء الجسور، في وقت ان النقطة الخلافية بين الجميّل وفرنجية وهي حزب الله والخط الممانع وسلاح الحزب، قال: "لا بد من الإجماع على أن مصلحة لبنان هي الأهم ونحن نحتاج الى مجهود وما زلنا في البداية، والاستماع الى وجهات النظر سيساعد كثيرًا في رسم خريطة يبحث عنها الجميع".
(الصور بعدسة الزميل حسن عسل).
واستقبل تكتّل الاعتدال الوطنيّ اليوم سفراء اللجنة الخماسيّة في مكتبه في الصيفي، وأوضح التكتّل غداة اللقاء في بيان، أن يتم العمل "بالتنسيق مع الخماسية لتوحيد وجهات النظر بغية الوصول إلى تذليل العقبات لإنجاح مبادرة الاعتدال التي تبنّتها اللجنة الخماسية والتي وافقت على مضمونها معظم الكتل النيابية، واليوم أصبح لدينا وضوح أكثر حول كيفيّة توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو إلى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية".
وأكد قائلاً: "توافقنا مع أعضاء اللجنة على آلية عمل مشتركة في وقت محدّد ونقاط واضحة للوصول إلى تذليل العقبات إذا ما صدقت النوايا لدى المكونات النيابيّة".
وأضاف: "في نهاية هذا الحراك وعلى ضوء نتائجه سيكون لنا موقف معلن وواضح حول نتائج التحرّك وعمل التكتل لتحديد المسؤوليّات من خلال الاحتكام إلى الشعب اللبناني وتوضيح مدى تجاوب كل فريق من عدمه".
تابع: "ندعو الزملاء في الكتل النيابية الاستفادة من الجهد المبذول من قِبل التكتّل والخماسيّة والإسراع في التعاون والتجاوب لما فيه مصلحة البلد لأنها الفرصة شبه الأخيرة في الوقت الحاضر للخروج من المأزق الرّئاسي وتخطي المناكفات والنكايات والمكاسب على حساب الشّعب اللبنانيّ وكرامته ومصالحه".