يطوي لبنان اليوم الـ200 على بدء المواجهات على طول الحدود الجنوبية وسط التزام المقاومة بعدم توسيع الحرب على الرغم من محاولات تل أبيب تغيير القواعد الثابتة على قاعدة عدم بدء المقاومة الحرب الواسعة. فما أبرز ما شهدته الجبهة الجنوبية منذ 8 تشرين الأول الفائت؟
تشرين الأول: استهداف المواقع على طول الحدود
منذ 8 تشرين الأول من العام الفائت بدأت "المقاومة الاسلامية" في لبنان معركة "مساندة المقاومة في فلسطين"، وهاجمت المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، ثم انتقلت الى استهداف المواقع على طول الحدود. سجل ذلك الشهر استهداف 42 موقعاً إسرئيلياً من خلال أكثر من 80 عملية بدءاً من رأس الناقورة وصولاً الى مثلث الحدود اللبنانية الاسرائيلية السورية.
وبحسب الأرقام المتداولة فإن أكثر من 20 جندياً إسرائيلياً قتلوا فضلاً عن إصابة أكثر من 60، إضافة الى إعطاب عدد من الدبابات والآليات العسكرية وتدمير العشرات من كاميرات التجسس والمراقبة. ونعت المقاومة خلال ذلك الشهر 40 عنصراً.
وسُجّل خلال تلك الفترة استهداف الصحافيين في علما الشعب واستشهاد المصوّر في وكالة "رويترز" عصام عبد الله وجرح 4 صحافيين من "الجزيرة" ووكالة الصحافة الفرنسية.
تشرين الثاني: مجزرة عيناثا واستشهاد صحافيين
ارتفعت وتيرة المواجهات في تشرين الثاني، وارتفع منسوب الإجرام الإسرائيلي من خلال استهداف المدنيين بمن فيهم الصحافيون.
وافتتح الجيش الاسرائيلي مجازره في 5 تشرين الثاني من خلال استهداف سيارة مدنية في داخلها عائلة بأكملها على طريق عيثرون – عيناثا، ما أدى الى استشهاد الفتيات ريماس محمد شور (14 عاماً)، وشقيقتيها تالين (12 عاماً)، وليان (عشرة أعوام) ومعهن جدتهن سميرة عبد الحسين أيوب وكذلك إصابة والدتهن هدى حجازي بجروح بالغة.
وتم استهداف فريق "الميادين" في بلدة طير حرفا ما أدّى إلى استشهاد المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري والشاب حسين عقيل في غارة مباشرة من مسيّرة على مكان وجودهم وعلى الرغم من ارتدائهم الدروع والخوذ الظاهرة عليها شارات الصحافة.
واستمرت العمليات على طول الحدود الجنوبية وأعلنت "المقاومة" عن المزيد من الضحايا بينهم عباس محمد رعد نجل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" وذلك في غارة على منزل في بلدة بيت ياحون. وشهد ذلك الشهر هدنة يتيمة في غزة انسحبت على لبنان.
وخلال الشهر الثاني من المواجهات أسقطت "المقاومة" أول مسيرة إسرائيلية من نوع "هيرمز"، وفي المقابل شهد الميدان توسيع دائرة الاعتداءات التي وصلت الى الزهراني في الأسبوع الثاني منه، ومن ثم استهداف معمل في تول (النبطية) في 18 تشرين الثاني وذلك في أول توسيع للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
كانون الثاني: اغتيال العاروري واستهداف ميرون
سجل مطلع كانون الثاني تطوراً لافتاً تجسّد في خروج تل أبيب عن كل قواعد الاشتباك واغتيالها القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري و6 من رفاقه في غارة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت. الرد لم يتأخر على ذلك العدوان الأخطر من 8 تشرين الأول، وهاجمت المقاومة بعشرات الصواريخ قاعدة ميرون للمراقبة الجوية على قمة جبل الجرمق، وتعدّ القاعدة مركزاً للإدارة والمراقبة والتحكم الجوّي.
وبعد أيام من اغتيال العاروري، اغتيل القيادي في "المقاومة" وسام الطويل في بلدته خربة سلم، وخلال تشييعه استهدف العدوان الإسرائيلي القيادي في المقاومة علي البرجي على بعد مئات الأمتار من مكان تشييع الطويل، وسبق ذلك بساعات قليلة استهداف سيارة في الغندوية وسقوط 3 عناصر من المقاومة.
الرد جاء أيضاً سريعاً باستهداف قاعدة صفد (دادو) العسكرية بعدد من المسيّرات الانقضاضية حيث مقر قيادة المنطقة الشمالية.
وسُجّل أول اغتيال في بلدة البازورية (صور) حيث استهدف محمد حدرج، وكذلك فضل سليمان في كفرا، والسيدة سمر سعد من بنت جبيل. وجاء رد المقاومة باستهداف مستوطنة أفيفيم، ثم معادوة استهداف قاعدة ميرون الجوية.
شباط: غارات خارج مناطق الاشتباك
شهد شهر شباط تصعيداً إسرائيلياً تمثل بتوسيع دائرة الاعتداءات خارج خطوط المواجهة، وللمرة الأولى كان العدوان على بعلبك وقبله على منطقة القصير السورية، وكذلك شهد الشهر عينه اعتداءات على بلدتي جدرا والغازية قرب صيدا للمرة الأولى.
ولم تسلم مدينة النبطية من الاعتداءات حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 7 أفراد من عائلة حسين برجاوي بينهم الطفل عامر حيدر والطالبة غدير ترحيني، وقبل ساعات من مجزرة النبطية ارتكبت تل أبيب مجزرة في بلدة الصوانة ما أدى الى مقتل سيدة وطفلها الرضيع إضافة الى ابن زوجها البالغ من العمر 12 عاماً.
أما في بلدات خطّ المواجهة فكان اعتداء على مسجد حولا (مرجعيون) واستشهاد رقيب في قوى الأمن الداخلي ومواطن آخر من البلدة. وسجّل شباط إسقاط مسيّرة إسرائيلية من نوع "هيرمز" وهي الثانية من هذا النوع منذ بدء المواجهات.
آذار: الشهر الأكثر دموية
سجل شهر آذار الكثير من الجرائم الإسرائيلية التي لم توفر المسعفين ولا عائلات بأكملها.
فنفذت الطائرات المعادية الغارات على المدنيين ومن بينهم 7 مسعفين من جمعية الإسعاف اللبنانية في بلدة الهبارية وتلتها غارات على أكثر من بلدة وخصوصاً الناقورة حيث سقط 7 عناصر من "حزب الله" وحركة "أمل" وكذلك أحد المدنيين، وفي بلدة طير حرفا استشهد مسعفان من الهيئة الصحية الإسلامية، ومسعف من جمعية الرسالة. وسبق ذلك استهداف منزل في خربة سلم ومقتل عائلة بأكملها. وشهد آذار تجدد الغارات على بعلبك، وللمرة الأولى طال العدوان منطقة الهرمل وتحديداً وادي فعرة على بعد 120 كيلومتراً من الحدود الجنوبية.
أما استهداف كوادر حركة "حماس" فتجدّد مع اغتيال هادي علي مصطفى بالقرب من مخيم الراشدية، ووفاة سوري كان على دراجة نارية بالقرب من السيارة المستهدفة. ولاحقاً اعتُقل 3 أشخاص في مخيم الرشيدية على صلة بالاغتيال بينهم خادم مسجد.
نيسان: اسقاط "هيرمز" مرّتين
لم تتبدّل الأحوال في شهر نيسان حيث صعّدت المقاومة من وتيرة عملياتها وسجّلت أكثر من استهداف نوعي كان الأبرز في عرب العرامشة حيث نفذت هجوماً مركباً بالصواريخ والمسيّرات أدّى الى جرح 20 جندياً إسرائيلياً (بحسب اعتراف تل أبيب حيث أشارت الى مقتل ضابط وإصابة 9 جنود في حال الخطر). أما العملية النوعية الثانية فكانت بتفجير لغم بجنود من لواء غولاني بعد تخطيهم الحدود اللبنانية قرب بلدة الضهيرة، واعترفت تل أبيب بإصابة 4 جنود.
إضافة الى ذلك أسقطت المقاومة مسيّرة من نوع "هيرمز -900" وهي المسيّرة الثالثة من ذلك النوع التي تسقطها منذ بدء المواجهات.
رد تل أبيب على إسقاط المسيرة كان من خلال عدوان جديد على بعلبك وتكرر الرد من المقاومة باستهداف الجولان المحتل. وكذلك شهد الشهر الحالي استهدافاً متجدّداً لقاعدة ميرون الجوية بصواريخ "فلق" و"ألماس" فضلاً عن الاستمرار باستخدام المسيرات الانقضاضية وصواريخ "بركان" الثقيلة.
وخلال الشهر السابع من المواجهات، لم يتوقف جيش الاحتلال عن استهداف المقاومين من خلال غارات على سياراتهم وخصوصاً في الشهابية حيث ارتقى الكادر في المقاومة محمود فضل الله، وأيضاً محمد شحوري، وقبل ذلك ارتقى الكادر إسماعيل باز (أبو جعفر).
وسجل الشهر الحالي إسقاط المقاومة مسيّرتين من نوع "هيرمز" وأغارت الطائرات الإسرائيلية على مكان سقوطهما. ودخلت بلدات جديدة ضمن دائرة الاعتداءات ومنها بلدة صريفا في قضاء صور، علماً بأن الاعتداءات استهدفت أكثر من 60 بلدة.
وسجل خلال فترة المواجهات انخراط "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الإسلامي"، وكذلك "قوات الفجر"، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، وأطلقت تلك المجموعات الكثير من الصواريخ في اتجاه الأراضي المحتلة وكذلك نفذت عمليات اقتحام لبعض المواقع الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات فإن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا خلال المواجهات فيما جرح المئات وسط تكتم إسرائيلي عن العدد الحقيقي للجنود القتلى والمصابين.
أما الخسائر البشرية فنعت المقاومة 280 عنصراً من مقاتليها فيما نعت حركة "امل" 12 مقاتلاً، والحزب السوري القومي الاجتماعي عنصراً واحداً، فيما استشهد عنصر من الجيش اللبناني وآخر من قوى الامن الداخلي. وسقط أكثر من 60 مدنياً لبنانياً في المجازر.
[email protected]