اذا حضر رئيس الجمهورية مجلس الوزراء، ترأس الجلسة، وفق الدستور اللبناني. لكنه امس حضر افتراضيا، فلم ينافس الرئيس نجيب ميقاتي الذي رحب به، مشددا على انه "لا غنى عن رئيس فعلي".
استهلت الجلسة بحدث استثنائي في زمن الفراغ الرئاسي والأفق المسدود امام انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات، بحضور رئيس جمهورية يعمل بالذكاء الاصطناعي أطلقته "النهار"، ليكون مشاركاً في الحلول والرؤى الاصلاحية.
قدم وزير السياحة وليد نصار عرضاً عبر تقنية الـ "AI" تضمن خطتين: الأولى كيف يجري ترحيل النازحين السوريين، والأخرى كيف يجري انتخاب رئيس؟ علماً أن هذا العرض ليس من ضمن جدول الأعمال، إنما هدفه شرح هذه التقنية للوزراء وكيف يمكنها إيجاد الخطط والحلول للمشكلات والأزمات.
وهنا قال رئيس الحكومة لوزير السياحة تعليقاً على عرضه: "لا يمكن أن نستخدم عبارة رئيس إفتراضي، فلا غنى لدينا عن رئيس فعلي في لبنان وهو رئيس كل المؤسسات". وقوبلت ملاحظته بالتصفيق.
وفي التفاصيل. قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، استهلّ الوزير وليد نصار الجلسة، بإشراك رئيس الجمهورية الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي والذي أطلقته "النهار"، ليكون حاضراً في الجلسة ويجيب عن 4 أسئلة، في مبادرةٍ أطلقت بالشراكة بين "النهار" و "Impact BBDO".
وفيما اعترض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على تسمية "الرئيس الافتراضي"، أكّد انه "يمكن أن نسمّي هذه الخطوة بالحل المنشود للبنان، ولسنا بغنى عن أن يكون هناك رئيس فعلي للبنان، وأن يكون وطنياً كما ينص الدستور، وحكماً بين الجميع ورئيساً لكل المؤسسات".
وفيما تم الدخول على موقع الرئيس الافتراضي، لتُعرض الأسئلة والإجابات بالصوت والكلمات على شاشة كبيرة داخل الجلسة، دعا نصار الوزراء إلى تقييم أجوبة الرئيس الافتراضي بموضوعية، وطرح 4 أسئلة اثنان منها متعلقان بجدول أعمال الجلسة (بند 4و8)، ويحملان قضايا وتحديات راهنة في لبنان. وكان السؤال الأول: "كيف يمكن للبنان اعتماد الكفاءة معياراً للتوظيف في الإدارة الرسمية، وليس المحاصصة الطائفية". وأجاب الرئيس الافتراضي على هذا السؤال أنّه "يجب الأخذ بعين الاعتبار الشفافية والعدالة، وهذا يشمل تطوير نظام شامل للتوظيف يعتمد على معايير واضحة ومحددة تُدخل الكفاءة والمهارات والمؤهلات من خلال حملات توعية وشراكات مدنية في مراقبة العمليات الوظيفية الحكومية.
وطرح نصار سؤالاً آخر على الرئيس الافتراضي، حول اعتماد آلية واضحة لمكافحة الفساد؟ وقد أجاب "الرئيس الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي" أنّ "الآليات واضحة وفعالة لمكافحة الفساد وإيقاف الفاسدين، ويجب أولاً تغيير القوانين المالية والمصرفية القائمة لتتناسب مع مستجدات الوضع الحالي والانهيار المالي الخاص في البلاد... ومن الضروري أيضاً وبشكل أساسي، إلغاء التعيينات الوظيفية وأن تكون على أساس الإشراك بدلاً من التوازنات الطائفية…".
وفيما أكّد نصار "أنّنا جميعاً متفقون على أنّه ليس هناك إلّا رئيساً فعلياً واحداً للبنان"، دعا الوزراء إلى "طرح أي سؤال على الرئيس الافتراضي دون أي مزايدات".
وتابع نصار أسئلته ليطرح سؤال "كيف يمكن للبنان حل أزمة النزوح السوري؟" على الرئيس الافتراضي. وقد أجاب الأخير أنّ "لحلّ أزمة النزوح السوري في لبنان، يجب اعتماد استراتيجية تعتمد على تسجيل النازحين وتنظيم أوضاعهم القانونية لتسهيل اندماجهم المؤقت في سوق العمل دون المساس بالنسيج اللبناني، مع تحسين شروط حياتهم الأساسية والاحتفاظ بحقهم بالعودة الآمنة إلى سوريا…".
ومن باب الفكاهة، طرح بعض الوزراء أسئلة مثل "متى سيُنتخب رئيس جديد للبنان"، هذا السؤال الذي جاء على لسان وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، الذي أكّد لـ"النهار" أن "الرئيس الافتراضي لم يجب على هذا السؤال". أمّا وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس، فكان بودّه أن يسال الرئيس الافتراضي "شو في ما في؟".
من جانبه، أثنى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشيكيان على هذه المبادرة، معتبراً في حديث لـ"النهار" أنّه "آن الأوان لاعتماد الرقمنة والإدارة الحكومية في لبنان". وأشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، أنه سيسأل الرئيس الافتراضي عن أفضل السياسات الإعلامية التي يجب اتباعها.