استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته على الأفرقاء، في اليوم الثاني من زيارته إلى لبنان، في محاولة لإحداث خرق في جدار أزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي يطوي يوم الخميس المقبل تسعة عشر شهراً من التعطيل والفراغ.
وخلال جولاته حذّر من خطر وجودي على لبنان في حال لم تجر معالجة الأمور العالقة والمبيتة منذ أشهر: "قد لا يبقى سوى لبنان الجغرافي".
واستهلّ لودريان جولته اليوم بلقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، في مبنى الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي.
الصور بعدسة الزميل حسن عسل:
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان إيرفيه ماغرو والوفد المرافق كما حضر اللقاء مستشار رئيس مجلس النواب الدكتور محمود بري والمستشار الإعلامي علي حمدان .
وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع العامة لاسيما موضوع الرئاسة وما صدر مؤخراً عن "اللجنة الخماسية" .
وشكر الرئيس بري جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصاً له الى لبنان .
وكرر تمسّكه بمبادرته لإنتخاب رئيس للجمهورية مكرراً الدعوة ومن دون شروط مسبقة "للتشاور" حول موضوع واحد هو إنتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الإنتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للإنتخاب بدورات متتالية رئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
لودريان يلتقي الجميل
أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل "أننا سنتعاطى بإيجابية مع كل الطروحات لكننا لن نستسلم أو نسلم البلد لحزب الله".
وقال الجميل بعد لقائه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان يرافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغروفي في بيت الكتائب المركزي في الصيفي: "كانت جولة مريحة أكدنا له فيها إصرار حزب الكتائب على انتخاب رئيس بأسرع وقت واستعدادنا لتسهيل هذه المهمة والمساعدة باتجاه انتخاب رئيس وفي الوقت نفسه حذرناه من بعض المطبّات التي يمكن أن تكون في طور التحضير، على أمل أن يؤمن الضمانات اللازمة لنطمئن للمسار".
وأوضح الجميّل" أن الضمانات تتمحور حول نقطتين أساسيتين، الأولى: أن ليس المهم شكل الحوار والمناقشات بل هل هناك التزام من الرئيس بري بالدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية بغض النظر عن نتائج الحوار؟ او إذا اختلفنا بالحوار لا تنعقد جلسة؟ لأنهم يتحدثون عن جلسة مشاورات وبعدها جلسة انتخاب، فهل جلسة الانتخاب مرتبطة بالنتائج الإيجابية وبالاتفاق بالمشاورات أم انها بمعزل عن الاتفاق؟ وأردف: "نريد ضمانة بأن تكون الجلسة الانتخابية المفتوحة بمعزل عن الاتفاق على اسم الرئيس".
أضاف :"أما الضمانة الثانية أضاف الجميّل فتتمثل بحضور نواب الممانعة الجلسة، لأن بري يمكن أن يدعو لجلسة يقاطعها النواب ولا يؤمّنون النصاب وعمليًا نكون عدنا الى نقطة الصفر".
وتابع رئيس الكتائب: " أعتقد ان من الواضح للوزير لودريان وبالنسبة لمن يتعاطى بهذا الملف ونأمل أن تكون واضحة لحزب الله أن الاسم الذي سينتج عن هذه العملية يجب أن يكون حياديًا إذ لا مكان لأن يفرض أحد رئيسًا على اللبنانيين، وانطلاقا من هنا نحن إيجابيون بكل ما يطرح علينا، وسنتعاطى بإيجابية ونحصل على الضمانات اللازمة للمضي قدمًا.
وكرر الجميّل: "أقول هذا للوزير لودريان أو ليعرف المجتمع الدولي او اللبناني اننا جاهزون للتعاطي بإيجابية، لكننا لن نستسلم او نسلم البلد لحزب الله، فنحن صلبون بموقفنا ولن نسمح أن تكون الدولة في السنوات الست المقبلة جزءا من محور إيران وحلفائها ونصبح جزءًا من محور ممانع تحت العقوبات والحصار ومنغلق على نفسه وغير قادر على الانفتاح على العالم ولا يسهّل حياة اللبنانيين".
وشدد الجميّل على أن المؤسسات لا تستقيم من دون رئيس ومؤسسات فاعلة ونحن حريصون على عدم تسليم لبنان الى محور دمّر البلد وما زال يدمّره.
تصوير الزميل حسن عسل
الراعي استقبل لودريان
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح.
تصوير الزميل حسام شبارو
جعجع يلتقي لودريان في معراب
كما التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لودريان، في حضور النائب جورج عقيص، عضو الهيئة التنفيذية جوزيف جبيلي، رئيس جهاز العلاقات الخارجية ريشار قيومجيان وعضو الجهاز طوني درويش.
نواب "الاعتدال الوطني" و"لبنان الجديد" لبوا دعوة لودريان
ولبى أعضاء تكتل "الاعتدال الوطني" النواب: وليد البعريني، أحمد الخير وأحمد رستم، وأعضاء تكتل "لبنان الجديد" النواب عماد الحوت، نبيل بدر ونعمت افرام، دعوة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، إلى مأدبة غداء، في قصر الصنوبر، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
ولفت المكتب الإعلامي للخير إلى أنه "خلال الغداء، تم البحث في الملف الرئاسي وتبادل المعطيات حوله، وعرض مسار مبادرة تكتل الاعتدال الهادفة إلى إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، وما اعترضها من عقبات لجهة من يدعو إلى التشاور ومن يرأسه، وكيفية العمل على تذليلها".
وأشار إلى أن خلال اللقاء "تم التأكيد أن تكتل الاعتدال، ومن خلال مبادرته المستمرة، في حال تكامل مع الجهد الفرنسي المشكور، ومع جهود اللجنة الخماسية وما تضمنه بيانها الأخير، ويتعاطى بكل إيجابية وانفتاح مع كل الجهود الداخلية التي تبذل، من أجل اقتناص أي فرصة مؤاتية لإنهاء الفراغ الرئاسي، والوصول إلى حلول ترضي الجميع، وتدفع باتجاه التوافق، في مرحلة دقيقة وحساسة، نحن في أمس الحاجة فيها إلى تحصين وضع لبنان وموقفه، في ظل الأوضاع الضاغطة محلياً، والتطورات المتسارعة إقليمياً ودولياً، لا سيما ما تشهده المنطقة من مشاريع تسويات كبرى وسباق بين مساعي الهدنة واستمرار الحرب في غزة".