ليل ساخن عاشته القرى الجنوبيّة بعد أن شنّ الطيران الإسرائيليّ سلسلة غارات متزامنة ردّ عليها "حزب الله" بإطلاق عشرات الصواريخ في اتّجاه المواقع الإسرائيليّة.
التصعيد الأخير ترافق مع ما ذكر الإعلام العبريّ في أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أعطى تعليمات للجيش بتوسيع مستوى الضربات على لبنان، وتأكيد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، أنّ جبهة الجنوب تواصل عملها، وهي جزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ولبنان والمنطقة".
وفي آخر الضربات الإسرائيلية، استهدفت غارة من مسيّرة المنطقة بين بلدتي حاروف وجبشيت قضاء النبطية. وتوجهت الهيئات الصحية إلى بلدة حاروف حيث يتوقع وجود إصابات إثر الصواريخ الثلاثة التي أطلقت. وأفيد عن سقوط 4 جرحى.
وفي تصعيد ملحوظ أسقط حزب الله بصاروخ أرض جو مسيّرة إسرائيلية شوهدت تهوي على أرض الجنوب محدثة حريقا في المكان.
وتمكن شاب من سحب جناح الطائرة قبل شن غارة إسرائيلية على بقاياها:
وصدر عن غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية البيان التالي: "شارك عناصرنا بعمليات الإنقاذ بعد الغارة على بلدة حاروف . وقد تم نقل الاصابات الى مستشفيات المنطقة".
كما استهدف الحربي الإسرائيلي مزرعة الطويري على أطراف بلدات صريفا ديركيفا وبرج قلاوي من دون وقوع إصابات.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله أسقط طائرة بدون طيار تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان".
المشهد من عدلون بعدسة الزميل أحمد منتش:
صباحاً، أفاد مراسل "النهار" عن سقوط قتيل جرّاء غارة من مسيّرة إسرائيليّة استهدفت درّاجة ناريّة في مجدل سلم.
ودوّت صفّارات الإنذار في منطقتَي يفتاح وحرمون في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان.
وفي سلسلة بيانات، أعلن "حزب الله" أنه استهدف موقع البغدادي الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابة مباشرة، التجهيزات التجسسية في موقع المرج ما أدى إلى تدميرها، مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان ما أدى لاشتعال النار وتدمير جزء منه، مبنى يتمركز فيه جنود في مستعمرة شوميرا ومبنى آخر يتموضع فيه جنود في مستعمرة نتوعا.
كما أعلن أنّه نفّذ هجوماً بمسيّرات على تجمّع لضباط وجنود من الفصيل المدرّع شمال ثكنة يفتاح، وحقق إصابات.
بدوره، ذكر إعلام عبري أن صواريخ سقطت وحريق اندلع في مقر قيادة اللواء الشرقي الإسرائيلي 769 في كريات شمونة بالجليل الأعلى.
وفي السياق، أفادت بلدية كريات شمونة بأنّ أضرار بالغة في البنى التحتية والمباني والسيارات دون إصابات سبّبها القصف الأخير من لبنان.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أنّ أضراراً بالغة حدثت في قاعدة عسكرية قرب كريات شمونة تعرضت للقصف من لبنان.
كما أفيد عن غارة من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة مركبا، وقصف مدفعي على بلدة الخيام.
وأطلقت القنابل المضيئة فوق القرى الحدوديّة المتاخمة للخطّ الأزرق في القطاعَين الغربيّ والأوسط وصولاً حتّى مشارف مدينة صور وعلى طول الساحل البحريّ جنوب صور، كما استمرّت الطائرات الاستطلاعيّة بالتحليق في سماء الجنوب.
تطوّرات يوم أمس
شنّت طائرة مسيّرة غارة استهدفت منزلاً في بلدة عدلون قضاء صيدا ما أدّى إلى تدمير المنزل بالكامل على قاطنيه، وسقوط شهيدة وجرح 4 آخرين بحسب حصيلة أوّليّة.
كما أغار الطيران الحربيّ مستهدفاً بلدة عين قانا قرب المدرسة الرسميّة ما أدّى إلى مقتل عنصر في "حزب الله".
ونفّذت طائرة مسيّرة غارة استهدفت بلدة شيحين في القطاع الغربيّ - قضاء صور.
كما استهدف القصف الإسرائيليّ منطقة عين دردريه، الواقعة بين بلدتَي حومين الفوقا وعين قانا، في منطقة إقليم التفّاح.
وأغار الطيران الإسرائيليّ على بلدة الخيام بثلاثة صواريخ استهدف فيها الحيّ الشرقيّ وتحديداً سوبرماركت "خريس"، ما تسبّب في اندلاع حريق فيها.
واستهدفت غارة أخرى سيّارة إسعاف تابعة للهيئة الصحّية على أطراف بلدة الناقورة.
يأتي استهداف المسعف بعد أيام على ضربة إسرائيليّة على مستشفى تديره الهيئة الصحّية الإسلاميّة في بنت جبيل، أدّت إلى مقتل مدنيّين اثنين، وفق إدارة المستشفى.
واستهدفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة مرّات عدّة مسعفين من هيئات تابعة لمجموعات لبنانيّة، بينها الهيئة الصحّية الإسلاميّة.
وسبق للأمم المتّحدة أن ندّدت في 28 آذار بالهجمات المتكرّرة و"غير المقبولة" على المرافق الصحّية والعاملين الصحّيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، بعد مقتل عشرة مسعفين في يوم واحد.
وقبل أسبوع أيضاً، أصيب ثلاثة تلاميذ جرّاء تحطّم زجاج حافلة كانت تقلّهم إلى مدرسة جرّاء غارة إسرائيليّة قتلت عنصراً في "حزب الله".
وأعلنت وزارة الخارجيّة اللبنانيّة الجمعة تقديم "شكوى أمام مجلس الأمن" في شأن هذا الهجوم، مطالبةً "بإدانة استهداف إسرائيل المباشر والمتعمّد والمتكرّر للمدنيّين".