من يراقب مسار جبهة الجنوب، يُمكنه ملاحظة التصعيد النوعي الحاصل بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، فالأوّل بات يكثّف من عملياته الخاصة مستهدفاً مواقع عسكرية حسّاسة، فيما الثاني يزيد من ضرباته الدقيقة مستهدفاً عناصر للحزب بشكل يومي، ويبدو أن هذا التصعيد هو ترجمة لما توعّد به الحرس الثوري الإيراني وفصائل المحور بعد اجتماع طهران غداة مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي، وترجمة للتهديدات التي أطلقها مسؤولو إسرائيل.
وفي تفاصيل الميدان اليوم الأحد، استهدف الجيش الإسرائيلي صباحاً منزلاً في بلدة حولا، وأفاد مراسل "النهار" عن سقوط مدنيين مزارعين فيه وهما الشقيقين علي مصطفى ومحمد مصطفى، كما استهدف بلدة ميس الجبل.
من جهته، أعلن "حزب الله" استهداف موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا المحتلة، واستهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وردّاً على الاعتداء على حولا واستشهاد مدنيّين عزل، استهدف "حزب الله" مستوطنة المطلة بالأسلحة الصاروخية المباشرة.
وفي هذا السياق، تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" إن "تصعيد "حزب الله" يتزامن مع الوقت الذي توعدت فيه حماس بحرب "استنزاف" في غزة. ويبدو أن الحزب يسعى إلى زيادة هجماته في نفس الوقت الذي تزيد فيه "حماس" أيضاً هجماتها على الجيش الإسرائيلي في غزة. ويبدو أن هذا جزء من حملة ضغط شاملة لإظهار لإسرائيل أن "محور المقاومة" الإيراني يحقق النجاح بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب".
وكان "حزب الله" قد أسقط مسيّرة للجيش الإسرائيلي يوم السبت.
وبحسب الإعلام العبري، فإن "حزب الله" بدأ باستخدام صواريخ كروز، ويعد استخدام صاروخ كروز تصعيداً خطيراً. وهذا يوضح كيف تقوم إيران بتصدير تكنولوجيتها إلى مجموعات مختلفة في المنطقة، وفق المصدر نفسه.
وبرأي "جيروزاليم بوست"، فإن "حزب الله" على استعداد "لتوسيع الصراع".
(الشقيقان المزارعان علي مصطفى ومحمد مصطفى).
الغارة على حولا
ولاحقاً، أغار الجيش الإسرائيلي على دفعتين على ميس الجبل.
وبعد منتصف الليل، استُهدف منزل ومحل في "ساحة النبية" في سوق بنت جبيل التجاري ولم يفد عن وقوع إصابات.
وتسببت الغارة العنيفة باندلاع حريق في مساحة من الأعشاب اليابسة، فضلاً عن أضرار كبيرة لحقت بالمباني القديمة لسوق بنت جبيل، والمحال التجارية، والمنازل. كما تضررت العديد من السيارات التي كانت في المحلة.
وعلى الفور، وعملت فرق الدفاع المدني بالتنسيق مع بلدية بنت جبيل على نقل الإصابة إلى أحد مستشفيات المنطقة، فيما سارعت سيارة الإطفاء لإخماد النيران المشتعلة.
ومنذ ساعات الفجر، رفعت جرافات وفرق من الدفاع المدني الركام والأنقاض من ساحة السوق، وتم تنظيف المنطقة وفتح الطريق من السوق واليه.
سوق بنت جبيل صباحاً.
وتعرضت تلة الصنوبر بين حمامص والخيام لقصف في ساعات الصباح الأولى، ما تسبب في اندلاع النيران.
وأغار الجيش الإسرائيلي على عيتا الشعب. كما استهدف أطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية. وطال القصف المدفعي أطراف بلدات الناقورة، الضهيرة وياربن.