يُنذر المشهد في جنوب لبنان بمزيد من التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل، وسط توسيع رقعة القصف والاشتباك بين الطرفَين، وتكثيف الطيران الإسرائيلي غاراته العنيفة في الأيام الأخيرة وحتى الساعة، تزامناً مع تصعيد في عمليات "حزب الله" كمّاً ونوعاً، ومهاجمة مواقع إسرائيلية مستحدثة بمسيّرات انقضاضية.
منذ الصباح، لم يهدأ القصف الإسرائيلي جنوباً، وصولاً إلى غارات عنيفة شُنّت على بلدة ميدون ومرتفعاتها في البقاع الغربي، تزامناً مع سلسلة غارات استهدفت جبل الريحان- منطقة الجبور في قضاء جزين. وكان الطيران الحربي قد استهدف منطقة كسارة العروش - عرمتى في إقليم التفاح.
ونعى "حزب الله" العنصر علي حسين صبرا "أبو حسين أيمن" مواليد عام 1975 من مدينة بيروت وسكان بلدة البابلية في جنوب لبنان، والعنصر محمد شوقي شقير "جهاد" مواليد عام 1996 من بلدة الغازية في جنوب لبنان.
كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدتَي عيتا الشعب وحانين في قضاء بنت جبيل.
في جديد الاستهدافات أيضاً، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة خلال مرورها على طريق الوادي- كوثرية الرز بين الزرارية وأبو الأسود، وهو الطريق الساحلي الذي يربط قرى الزهراني بمدينة صور، ممّا إدّى إلى سقوط عنصر من "حزب الله".
وقد سبق لإسرائيل أن استهدفت سيارة في هذه المنطقة منذ مدّة.
وفي السياق، استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة الناقورة، وقد توجهت على الفور سيارات الإسعاف لتفقّد المكان المستهدف، في ظلّ تحليق مكثّف للطيران الحربي في أجواء القطاع الغربي.
ولاحقاً، أفيد عن سقوط ضحية وإصابة أخرى جرّاء هذه الغارة.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل "علي حسين صبرا المسؤول في وحدة الدفاع الجوي لـ"حزب الله" في غارة جنوبي لبنان"، فيما نعى "حزب الله" العنصر حسين أحمد ناصر الدين "سراج" مواليد عام 1980 من بلدة العباسية.
إلى ذلك، نفّذ الطيران الحربي غارات وهمية في أجواء الجنوب وخرق جدار الصوت فوق النبطية وصولاً إلى صيدا، ملقياً بالونات حرارية.
وأدّى دويّ جدار الصوت فوق منطقة الزهراني إلى تحطُّم الزجاج في مجمع نبيه بري للمعوّقين في الصرفند. كما تحطَّم الزجاج في بعض الأبنية في بلدات الخرايب والزرارية وإرزاي، ما تسبّب بالذعر لدى الأهالي.
كما أدّى إلقاء القنابل المضيئة فوق بلدة الخيام إلى نشوب حريق في المنطقة.
إلى ذلك، اندلع حريق في حقول القمح في سهل مرجعيون قُبالة المطلة جرّاء القنابل الحارقة، تزامناً مع تعرّض بلدة كفركلا لقصف بقذائف الهاون.
عمليات "حزب الله"
وفي تصعيد لهجماته الجوية، أعلن "حزب الله" "شنّ هجوم جويّ بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية في فرقة الجليل (ناحل غيرشون شرق ديشون) مستهدفاً المبنى القيادي فيه وأماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده وتمّت إصابة الأهداف بدقة، مما أدى الى اندلاع النيران فيها وإيقاع جنود العدو بين قتيل وجريح".
وفي بيان آخر، أعلن عن تنفيذ "هجوم جوي بمسيّرة انقضاضية على موقع المطلة مستهدفة إحدى الخيام واصابتها إصابة مباشرة".
من جهتها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات تُفيد بأنّ "مسيّرة لحزب الله أسقطت قنبلة في مستوطنة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان".
وصباح اليوم، استهدف الحزب "آلية عسكرية في جبل عداثر بالصواريخ الموجهة وإصابتها مباشرة، ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح".
إلى ذلك، أعلن "حزب الله" استهداف تجمّعٍ لجنود العدو الإسرائيلي في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وإصابته مباشرة"، وهذه المنطقة كانت قد شهدت عملية أسر جنديّين إسرائيلييّن في 12 تموز 2006 وأدّت إلى نشوب الحرب آنذاك.
كما استهدف "حزب الله" "التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بقذائف المدفعية وأصابوها إصابة مباشرة"، إضافة إلى استهداف "مرابض مدفعية العدو في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا".
بدورها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن اندلاع حريق في مستوطنة راميم في الجليل الأعلى، إضافة إلى ورود أنباء عن انفجار مسيّرة في مستوطنة كريات شمونة.
في السياق أيضاً، تبنّى "حزب الله" عملية وقعت بالأمس في نهاريا، معلناً عن "تنفيذ هجوم جويّ بمسيرات انقضاضيّة على هدف جنوب ليمان الأحد، حيث وصلت المسيّرات وانفجرت على الأرض رغم محاولة العدو اعتراضها بصواريخ القبّة الحديديّة التي سقط بعضها في نهاريا وأحدث أضراراً فيها".
وخلال الأيام الماضية، اتخذت مؤشرات التصعيد المتدحرج على جبهة الجنوب وشمال إسرائيل في الأيام الثلاثة الأخيرة دلالات بالغة الخطورة لعلّها الأولى بهذا المستوى منذ اندلاع المواجهات الميدانية في 8 تشرين الأول الماضي.
وقد أفادت المعطيات العسكرية والميدانية التي عكستها التطورات الميدانية في الساعات الـ48 الأخيرة بأنّ الفريقَين يُعدان العدة لكل الاحتمالات وتحديداً لانفجار حربي واسع من دون أن يعني ذلك حكماً أنّ انفجاراً كهذا بات حتمياً وصار من المتعذر تجنّبه.