مع تطوّر العمليات العسكرية لـ"حزب الله" ضدّ إسرائيل ومواقعها العسكرية، في الآونة الأخيرة، كمّاً ونوعاً وتكتيكاً عسكريّاً، كشف الحزب عن أسلحة جديدة استخدمها في الميدان المشتعل منذ 8 أكتوبر الماضي، وفاجأ بقدراته حينها العدوّ حيث شنّ هجمات انقضاضية في عُمق مستوطنات الشمال.
وقد استعرض "حزب الله" ترسانته، أو جزءاً منها، خلال أكثر من ثمانية أشهر من الهجمات المتبادلَة مع إسرائيل، والتي اندلعت توازياً مع حرب غزة.
وأدّت المواجهات إلى إثارة مخاوف من حدوث مزيد من التصعيد واتّساع رقعة الاشتباك إلى حربٍ شاملة أشبه بحرب تموز عام 2006.
في ما يلي لمحة عن ترسانة "حزب الله" العسكرية:
نظرة عامة
ترتكز القوّة العسكرية لـ"حزب الله" على ترسانة ضخمة من الصواريخ. ويُقدَّر أنّ لديه ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة متباينة النوع والمدى، وفقاً لكتاب "حقائق العالم" الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
ويقول "حزب الله" إنّ لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل. والكثير من تلك الصواريخ غير موجّهة، لكن الحزب لديه أيضاً قذائف دقيقة وطائرات مسيّرة وصواريخ مضادّة للدبابات وللطائرات وللسفن.
وإيران هي الداعم ومورّد الأسلحة الرئيسي لـ"حزب الله". ويقول الخبراء إنّ الجمهورية الإسلامية تُرسل الأسلحة إلى الجماعة برّاً عبر العراق وسوريا، وكلاهما تتمتع فيه طهران بعلاقات وثيقة ونفوذ. كما أنّ الكثير من أسلحة الجماعة هي من طرز إيرانية أو روسية أو صينية.
بدوره، قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، في عام 2021، إنّ لدى الحزب 100 ألف مقاتل، فيما يلفت كتاب "حقائق العالم" الخاص بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، إلى أنّ التقديرات في 2022 أفادت بأنّ عدد المقاتلين بلغ 45 ألف مقاتل، مقسّمين بين ما يقرب من 20 ألفاً بشكل نظامي و25 ألفاً من قوات الاحتياط.
صواريخ مضادة للدبابات
استخدم "حزب الله" الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثّف في حرب عام 2006. ونشر صواريخ موجهة مجدّداً في الجولة الأحدث من القتال، وقصف مواقع إسرائيلية على الحدود. وتتضمّن صواريخ حزب الله المضادة للدبابات الصواريخ كورنيت روسية الصنع.
ووفقاً لتقرير بثّته قناة "الميادين"، استخدم "حزب الله" أيضاً صاروخاً موجّهاً إيراني الصنع يُعرَف باسم "ألماس"، للمرة الأولى خلال المواجهات الحالية مع إسرائيل.
ووصف تقرير من "مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي"، في نيسان، صاروخ "ألماس" بأنّه سلاح مضاد للدبابات يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية إذ يُغيّر مساره مع خيار القدرة على الهجوم من أعلى.
وأضاف التقرير أنّ هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنّعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتماداً على عائلة الصواريخ "سبايك" الإسرائيلية، وأنّ الصاروخ هو "أهم منتج" لقطاع الدفاع الإيراني في حوزة حزب الله.
صواريخ مضادة للطائرات
في 29 تشرين الأول الماضي، أسقط "حزب الله" مسيّرة إسرائيلية فوق جنوب لبنان بصاروخ أرض جوّ، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب استخدام هذا النوع من الأسلحة والذي يُعتقَد منذ فترة طويلة أنه ضمن ترسانته.
واستخدم "حزب الله" منذ ذلك الحين الصواريخ أرض جوّ في عدة مناسبات، منها إسقاط طائرات مسيّرة إسرائيلية من طرازَي "هيرمز 450" و"هيرمز 900".
طائرات مسيّرة
أطلق "حزب الله" طائرات مسيّرة مفخّخة على إسرائيل مرات عديدة خلال هذه الحرب.
واستخدم "حزب الله" المسيّرات في بعض هجماته الأكثر تعقيداً، كما شنّ بعضها بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة بينما كانت طائرات مسيّرة أخرى مفخّخة تُحلّق صوب أهدافها.
وأعلن "حزب الله" تنفيذ هجمات باستخدام طائرات مسيّرة تسقط قنابل وتعود إلى لبنان، بدلاً من الاكتفاء بالتحليق نحو أهدافها.
ويلفت الحزب إلى أنّ طائراته المسيّرة تتضمّن طائرات "أيوب" و"مرصاد" التي يتم تجميعها محليّاً. ويقول الخبراء إنّ من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.
واتّهمت إسرائيل إيران العام الماضي ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشنّ هجمات. وقال مصدر غير إسرائيلي على علم بالموقع إنّه يمكن أن يستوعب طائرات مسيرة كبيرة ربما تكون مسلّحة.
صواريخ وقذائف الهجمات الأرضية
شكّلت القذائف غير الموجّهة الجزء الأكبر من ترسانة "حزب الله" الصاروخية في الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلق "حزب الله" نحو أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها صواريخ من طراز كاتيوشا روسية الصنع يصل مداها إلى 30 كيلومتراً.
وقال نصر الله إنّ أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ عام 2006 هو التوسّع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها.
وفي 2022، قال إنّ "حزب الله" لديه القدرة على تزويد آلاف الصواريخ بأنظمة توجيه لجعلها صواريخ دقيقة.
ويمتلك "حزب الله" أنواعاً إيرانية، مثل صواريخ "رعد" وصواريخ "فجر" وصواريخ "زلزال"، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ الكاتيوشا.
وشملت الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" على إسرائيل خلال حرب غزة منذ تشرين الأول صواريخ كاتيوشا و"بركان" بحمولة متفجّرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.
وفيما يشير إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه الآن، أطلق نصر الله في عام 2016 تهديداً ضمنيّاً بأنّ "حزب الله" قد يضرب حاويات الأمونيا في مدينة حيفا الساحلية بشمال إسرائيل، قائلاً إنّ النتيجة ستكون "كالقنبلة النووية".
صواريخ مضادّة للسفن
أثبت "حزب الله"، للمرة الأولى، أنّ لديه صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومتراً قُبالة الساحل ممّا أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة حينذاك.
وتقول مصادر مطّلعة على ترسانة "حزب الله" إنّه حصل منذ حرب عام 2006 على الصاروخ "ياخونت"، روسي الصنع المضاد للسفن، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. ولم يؤكد "حزب الله" قطّ امتلاكه هذا السلاح.
وبثّ حزب الله أيضاً مقاطع مصوّرة قال إنّها تُظهِر المزيد من تلك الصواريخ المضادة للسفن التي استُخدمت في عام 2006.