تتكثف في الأيام الأخيرة المبادرات الرئاسية. فبعد تحرك الحزب التقدمي الاشتراكي باتجاه القيادات والأحزاب، في محاولة لإيجاد مخرج للمأزق الرئاسي المستمر، يطلق "التيار الوطني الحر" عبر رئيسه النائب جبران باسيل مبادرة جديدة، أو محاولة متجددة في الإطار الرئاسي نفسه.
لم يكشف باسيل عن تفاصيل مبادرته الرئاسية أو طرحه الجديد، إلّا أنه، وفق المعلومات، فهي استكمال للمسار الذي اتبعه منذ بداية معركة طوفان الأقصى والانفتاح على الأطراف جميعاً، عبر تقريب وجهات النظر وطرح حلول وسطية بين الفريقين.
لم تقتصر المبادرة على الفرقاء السياسيين، إنما ستُطرح على قيادات روحية ودبلوماسية، وهو ما بدأ به في الأصل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد لقاء جرى بين الرجلين في مدينة فلورانس الإيطالية.
وعلمت "النهار" أن المبادرة لن تبقى في الإطار العام، إنما ستدخل في الأسماء، وفي جعبة باسيل اسمان جديدان وجديران، ويرى فيهما إمكانية القبول من الأطراف كافة، وهما اسمان لم يُتداول بهما من قبل، كما سيطرح مخرجاً لقضية الحوار أو التشاور أو أي مسمى، شرط أن يؤدي في النهاية إلى اتفاق على اسم أو اسمين أو أكثر، وإلا يكون مفتوحاً ويتم الذهاب بعده مباشرة إلى انتخاب رئيس، بالإضافة إلى تعهد مكتوب، يحظى بموافقة الجميع على أن يكون الحوار أو التشاور لمرة واحدة فقط، بسبب الظروف الاستثنائية، وإلا يصبح عرفاً في المرات الأخرى.
بدأ مسؤولو ومكتب رئيس التيار بالتمهيد لمرحلة الإطلاق، حيث سيشارك شخصياً في عدد منها ليناقش رؤيته مع المعنيين.
ويحسب المصادر، يبدي باسيل أهمية للجانب المسيحي، على اعتبار أن المسيحيين هم الطرف المعني المباشر، وهو بدأ بالتواصل مع الأطراف المسيحيين جميعهم وخصوصاً المعارضين، حتى إنه يولي أهمية للقاء "القوات اللبنانية" وسيتجنب ألا تشمل لقاءاته وجولاته "القوات" هذه المرة.
وفي هذا السياق، علمت "النهار" أن التيار الوطني" طرح فكرة لقاء يضم المعارضة المسيحية مجتمعة، أو المعارضة بشكل عام، ما يشكل حلاً وسطاً بين رفض القوات لقاءه وبين زيارته الى مقر حزب "القوات اللبنانية" وإعادة إحياء "لقاء الصيفي" الذي تشكل قبيل الاتفاق على اسم جهاد أزعور وكان فيه ممثلون عن "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"تجدد" ونواب تغييريون ومستقلون، ليطرح شخصياً المبادرة عليهم ومناقشتها معهم. إلّا أنه وبحسب المعلومات أيضاً، ترفض "القوات اللبنانية" أي طرح بهذا الإطار، فيما أبدت الأطراف الأخرى تجاوباً مع الفكرة، ما يمكن أن يؤدي إلى لقاء مع المعارضين ورؤية باسيل في البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي من جديد.