حذّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة "حرب محدودة" في لبنان يمكن أن تدفع إيران إلى التدخّل، حسبما قال مسؤولان أميركيان ومسؤول إسرائيليّ لموقع "أكسيوس".
وأشار الموقع إلى أنّ مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي يفهمون أنّ الحرب مع لبنان ستكون مكلفة وتنتهي باتّفاق يمكن البناء عليه قبل الدخول في أيّ حرب، ولاسيّما أنّ التوقّعات تشير إلى مشاركة مقاتلين من العراق واليمن وإيران في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنّ هناك قلقاً متزايداً في الجيش الإسرائيليّ ووزارة الدفاع الإسرائيلية من أنّ الوضع في لبنان قد يصل إلى نقطة تحوّل. وتحاول الولايات المتحدة وفرنسا إيجاد حلّ دبلوماسيّ لتقليل التوتّرات على الحدود، لكنّهما لم يحرزا تقدّماً بعد.
وكان منع نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" يمكن أن تؤدّي إلى دمار واسع النطاق في لبنان وإسرائيل ضمن الأهداف الرئيسية لإدارة بايدن في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسّع إلى صراع إقليميّ أوسع بكثير.
لكنّ إدارة بايدن تعتقد أنّه سيكون من المستحيل استعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية من دون وقف إطلاق نار في غزة.
وأحد السيناريوهات التي أثارتها الإدارة مع إسرائيل هو أنّ لبنان قد يغمره المسلّحون من الفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتّى اليمن، الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال.
ولم يتمكن أكثر من 60 ألف إسرائيليّ تمّ إجلاؤهم من المنطقة بعد أن بدأ "حزب الله" بمهاجمة شمالي إسرائيل في 8 تشرين الأول، من العودة إلى منازلهم.
وزاد الجانبان من نطاق هجماتهما في الأسابيع الأخيرة. وأطلق "حزب الله" طائرات بدون طيار وصواريخ ضدّ أهداف للجيش الإسرائيليّ على بعد 50 كيلومتراً (حوالي 30 ميلاً) من الحدود.
وذكرت الصحيفة أنّه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أدّت هجمات "حزب الله" والطقس الحارّ للغاية إلى إشعال حرائق غابات ضخمة في شمال إسرائيل استغرق إخمادها أكثر من 48 ساعة.
وأدّت الحرائق والانتقادات العامة المتزايدة للحكومة بشأن حرب الاستنزاف في الشمال إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الحربيّ مساء الثلثاء.
في الوقت نفسه، بدأ "حزب الله" إطلاق صواريخ "بركان" برؤوس حربيّة تزن ما بين 1000 إلى 2000 رطل، ما ألحق أضرارًا جسيمة بقواعد الجيش الإسرائيليّ على طول الحدود.
وأشار الموقع إلى تصريح خاصّ أدلى به المتحدّث باسم الخارجية الأميركية: "لقد انخرطنا في محادثات دبلوماسية مكثّفة ومفاوضات دبلوماسية مكثّفة لمحاولة تجنّب تصاعد هذا الصراع إلى ما هو أبعد من السيطرة".
وقال ميلر: "لقد أكّدت إسرائيل لنا منذ فترة طويلة سرّاً - وقد قالوا ذلك علناً أيضاً - أنّ الحلّ المفضّل لديهم لهذا الصراع هو الحلّ الدبلوماسي. وإنّ تصعيد الصراع سيؤدّي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح بين الإسرائيليين، وسيضرّ بشكل كبير بأمن إسرائيل واستقرارها الشامل في المنطقة".
وأكّد مسؤول الجيش الإسرائيلي لـ"أكسيوس" أنّ الحرب مع "حزب الله" أو القيام بعملية محدودة في لبنان سيكون لها "تأثيرات كبيرة على إسرائيل"، وبعد أن تكلّف أرواحا واستنزاف الموارد، فمن المرجّح أن تؤدّي إلى اتفاق مماثل للاتّفاق المطلوب حالياً بين إسرائيل ولبنان.
وأضاف: "علينا أن نفهم هذا قبل اتّخاذ القرارات".