النهار

"النهار" تتقصّى بقاعاً عن منفّذ الاعتداء على السفارة الأميركيّة... جدلٌ متجدّدٌ حول النزوح السوري
المصدر: "النهار"
"النهار" تتقصّى بقاعاً عن منفّذ الاعتداء على السفارة الأميركيّة... جدلٌ متجدّدٌ حول النزوح السوري
حاجز أمني أمام السفارة الأميركية في عوكر.
A+   A-
دانيال خياط
 
ليس مستغرَباً عندما تسأل في بلدتَي مجدل عنجر والصويري البقاعيّتين عن منفّذ الاعتداء المسلّح على السفارة الأميركيّة في عوكر السوريّ قيس الفراج، أن يأتيك الجواب، بعدم معرفتهم به. فلا أحد يرغب أن يرتبط اسمه بمنفّذ عمليّة "مستنكَرة" و"ملتبِسة"، "ضررها لم يصب إلّا لبنان عموماً والمجتمعَين المحليّين في مجدل عنجر والصويري، والمجتمع السوريّ"، على ما يرى من التقيناهم خلال بحثنا عمّن يكون قيس الفراج. الصحيح أيضاً بأنّ المعرفة المحدودة به تعود إلى أنّ العلاقات بين المجتمع المضيف وبين السوريين المقيمين وسطه ليست علاقة اختلاط بقدر ما هي علاقة مؤجّر بمستأجر أي علاقة عمل، وبأنّ كلّ مجتمع، بشكل عامّ، يعيش على ضفّته مهما طال زمن إقامة السوريّ.
 
الموقوف قيس الفراج.
 
القليل من المعلومات التي جمعناها عن قيس الفراج، الذي سيبلغ الرابعة والعشرين من عمره في تموز المقبل، أنّه من بلدة إنخل في محافظة درعا، قدم إلى لبنان منذ 15 سنة. يعمل بلّاطاً، يذهب إلى عمله صباحاً ويعود عند الثالثة بعد الظهر. هو غير متزوّج، يعيش في مبنى مستأجَر منذ 5 سنوات، مع عائلته المكوّنة من والده ووالدته وشقيقه وشقيقته، والأخيران بحسب الجيران صغيران، (عمرهما 10 سنوات و12 سنة)، من دون أن يأتي أحد على ذكر شقيق ثانٍ له أوقف في بيروت إثر العمليّة، فيما الأهالي يصفون والده بالـ"آدمي". وعلى الرغم من أنّ المنزل الذي يسكنه قيس الفراج يقع في محاذاة المسجد الرئيس لبلدة مجدل عنجر، إلّا أنّه كان يرتاد مساجدَ أخرى في مجدل عنجر والصويري.
 
السؤال عنه كان يفتح نقاشاً حول "كيف، ولماذا فعل ما فعله؟ هل تصرّف من تلقاء ذاته أم كان ينفّذ الأوامر؟ هل هو غبيّ أم متواطئ؟" وغالباً ما كان يأتي الردّ: "أنا لا أعرف أين تقع السفارة الأميركيّة في عوكر؟ كيف عرف هو طريقه إلى بوّابة السفارة." أكثر ما يغضب أهالي البلدة أنّه أعاد بفعلته مجدل عنجر إلى دائرة الحوادث الأمنيّة بعد أن كانت قد نجحت في التغلّب على صورة نمطيّة لازمتها جرّاء الاضطرابات الأمنيّة التي كانت قد شهدتها البلدة وتورّط بها عدد من أبنائها.
 
الموضوع حسّاس إلى درجة أنّه أشعل سجالاً محدوداً بين بلدة الصويري ورئيس بلدية مجدل عنجر المستقيل سعيد ياسين، على خلفية تصريح تلفزيونيّ له يفيد بأنّ منفّذ العمليّة من سكّان بلدة الصويري. فالمسألة في الظاهر تتعلّق بالتداخل العقاريّ بين بلدتَي مجدل عنجر والصويري المتجاورتين. ذلك أنّ المنزل الذي يقطنه قيس الفراج مع عائلته يقع عقاريّاً في النطاق البلديّ لبلديّة الصويري التابعة لقضاء البقاع الغربيّ، لكن على الأرض، المنطقة امتداد لبلدة مجدل عنجر، بمبانيها وملكيّاتها الخاصّة ومجتمعها. وعليه بعيداً عن التصنيف العقاريّ، فإنّ منزل عائلة قيس يقع في وسط بلدة مجدل عنجر، جنوبيّ طريقها العامّ، وبالتالي فهو يعيش وسط مجتمع مجدل عنجر. في العمق، تكمن أهمية كلّ تلك التفاصيل بأنّها تبرز تبرّؤ كلّ طرف من الرجل وفعلته، والرغبة في إقصاء تداعياتها عنه.
لقد فتح الاعتداء على السفارة الأميركيّة سجالاً آخرَ حول الوجود السوريّ الكثيف في البلدتين الحدوديّتين، والحاجة إلى تنظيمه وضبطه سيّما بعد أن جرّ قيس الفراج بفعلته إلى التحقيق العديد من المواطنين ممّن كان على تواصل معهم، سواء عبر مجموعات تطبيق "واتساب" أو ممّن كان يتردّد إليهم. لذلك فإنّ أكثر من يريد أن يعرف من هو قيس الفراج هو من طاله ضرر فعلته.
 
وكانت مصادر أمنية أفادت "النهار" أن منفذ الإعتداء على #السفارة الأميركية في #عوكر اعترف بأنه قام بهذه العملية بمفرده وقرر القيام بها انطلاقا من أفكاره المتطرّفة وانتقاماٌ من الأميركيين.
ووجدت على جعبته عبارات "الدولة الإسلامية"و" الذئاب المنفردة" و" لا غالب إلا الله" و"الله رسوله محمد".
 
والموقوف فرّاج كان انتقل من بلدة الصويري البقاعية بفان أجرة سدد لسائقه الموقوف مبلغ ٤٠ دولاراً بدل نقله وأنزله في بقعة تبعد مسافة من مبنى السفارة التي قصد محيطها سيراً على الأقدام حيث دخل إلى مدخل بناء وجهّز بندقيّة كلاشينكوف خبّأها في الحقيبة التي كان ينقلها معه وحوت بداخلها ذخيرة للبندقية ومساحيق للتنظيف تستعمل في المطبخ لتغطية سلاح .
 
وبتجهيزه البندقيّة غادر مدخل البناء إلى الطريق المؤدي الى السفارة وبدأ بإطلاق زخّات الرصاص عشوائياً على مدخلين للسفارة ثم استهدف مكان حرس السفارة ليتمكن عنصر من الجيش من إطلاق النار عليه وتوقيفه.
 
يشار الى أن شقيق فرّاج موقوف أيضاً بإشارة من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي وسبق أن لوحق أمام القضاء العسكري.
 

اقرأ في النهار Premium