تراوح المحاكمة في ملفّ قتل الجنديّ الإيرلنديّ شون روني في بلدة العاقبيّة في ٢٢ كانون الأوّل ٢٠٢٢. وانتهت الجلسة الثالثة أمام المحكمة العسكريّة الدائمة إلى الإرجاء حتّى ٢١ شباط ٢٠٢٥، بعد تقديم وكيل المُخلى سبيله محمّد أحمد عيّاد الذي كان الموقوف الوحيد في هذا الملفّ عذراً طبّيّاً عن عدم تمكّن موكّله من الحضور، لوجوده في مستشفى راغب حرب في النبطيّة حيث يُعالج من داء عضال.
الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس المحكمة العسكريّة العميد الركن خليل جابر وحضور ممثّل النيابة العامّة العسكريّة القاضي رولان الشرتوني، حضرتها أيضاً السفيرة الإيرلندية في مصر ولبنان آن نووالا أوبراين التي أتت خصّيصاً من القاهرة لحضور الجلسة، يرافقها القنصل الفخريّ في السفارة الإيرلنديّة في بيروت جورج سيام ووكيل وزارة الدفاع الإيرلنديّة المحامي جو كرم.
وطلب القاضي الشرتوني التدقيق في التقرير الطبّي ووافق رئيس المحكمة على العذر وسطّر كتاباً إلى إدارة مستشفى راغب حرب لإيداع المحكمة تقريراً مفصّلاً عن وضع المدّعى عليه عيّاد الصحّيّ، وسبب دخوله إلى المستشفى مرّات عدّة، والفترة الزمنيّة التي يتطلّبها العلاج الذي يخضع له في مستشفى النبطيّة وتفاصيله وماهيّة مرضه.
ولورود هذا التقرير إلى المحكمة، أُرجئت الجلسة إلى ١٢ شباط المقبل بعدما أبقت على محاكمة ستّة آخرين غيابيّاً متّهمين مع المُخلى سبيله بإقدامهم بالاشتراك مع المُخلى سبيله عيّاد على قتل الجنديّ الإيرلنديّ، ومحاولة قتل قصداً عناصر من الكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوات الطوارئ الدوليّة في الجنوب، بإطلاق النار عليهم من أسلحة حربيّة غير مرخّصة، وتخريب وتكسير آليّة عسكريّة تابعة لليونيفل.
وأخلي سبيل عيّاد في تشرين الثاني الماضي في أعقاب الجلسة الأولى لمحاكمته بكفالة مليار و٢٠٠ مليون ليرة.
وغاب المتّهم عيّاد (٢٣ عاماٌ) عن الجلسة التي عُقدت في كانون الأوّل الماضي بعد تقديم وكيله عذراً طبّيّاً أعلن فيه أنّ موكّله مصاب بداء السرطان ويحتاج إلى متابعة طبّيّة.
وكان عناصر من الكتيبة الإيرلنديّة في طريقهم إلى المطار ليلاً في آلية عسكريّة تابعة لليونيفل ضلّت طريقها، ودخلت طريقاً فرعيّاً خطأ أدى إلى العاقبية حيث تجمهر أهالٍ من البلدة وتطوّر الأمر إلى إطلاق نار أدّى إلى قتل العنصر الإيرلنديّ وجرح ثلاثة آخرين.
ووفق مصادر مواكبة لهذه القضية، فوجئ الوفد الديبلوماسيّ بأمد الجلسة المقبلة البعيد.
ويذكر أنّ إيرلندا دعت أخيراً إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وحذت حذوها إسبانيا والسويد وبلجيكا. ومن المقرّر أن تعود السفيرة أوبراين إلى القاهرة حيث تشرف على المساعدات التي ترسلها دولتها إلى غزّة. وأحصيَ سقوط ٤٨ عنصراً من الكتيبة الإيرلنديّة على الأراضي اللبنانيّة خلال فترة عملها في قوات الطوارئ الدوليّة في الجنوب.
وسبق للمحكمة العسكريّة أن حاكمت عام ٢٠٢٠ اللبنانيّ محمود. ب بعد توقيفه في مطار بيروت بتهمة قتل جنديّين إيرلنديّين على مقربة من بنت جبيل عام ١٩٨٠. وهو كان مسؤولاً أمنيّاً في "جيش أنطوان لحد"، وصدر حكم بحبسه في المؤبّد وخفض العقوبة إلى الحبس ١٥عاماً نظراً إلى سنّه ٧٨ عاماً في حينه. ووافق القضاء على طلب تقدّم به المحكوم أخيراً لخفض عقوبته وتخليته نظراً إلى سلوكه وسنّه.