النهار

النهار

33 مؤتمراً قومياً عربياً... ولم يتعبوا
رضوان عقيل
رضوان عقيل
33  مؤتمراً قومياً عربياً... ولم يتعبوا
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
A+   A-
من ينظر الى عيون المشاركين في المؤتمر القومي العربي الـ 33 في بيروت الاسبوع الفائت ويغُص في افكار هذه المجموعة وطروحاتها، يلمس ان جمال عبد الناصر وكل من حملوا راية الوحدة ما زالوا احياء في قلوب هؤلاء الذين لا يتعبون ولا يتراجعون ولا يتخلون عن مشروعهم. تجمعهم فلسطين، الجرح النازف منذ عقود".
 
يحضر القوميون العرب الى بيروت. وهذا ما درجوا عليه منذ الخمسينيات مع صعود الموجة الناصرية، الى بداية سنوات الحرب في منتصف السبعينيات، يوم شكلت هذه العاصمة الفضاء الارحب للمشارب والمذاهب السياسية والفكرية من أصقاع الارض.
 
القومي العربي العتيق معن بشور أحد الذين لا تتعبه السنون، جذبته العروبة مبكرا، علما انه من جيل لوّعته الصدمات والانكسارات، الا انه لا يتراجع ورفاقه عن التئام هذا النوع من مؤتمرات القوميين العرب، ولو ان اصواتا اخذت تقول ان لا فائدة منها ما دامت تصدر توصيات مكررة.
 
لبشور رأي آخر.
يبادرنا ردا على اسئلة كثيرين عن اسباب استمرار هذا النوع من المؤتمرات: "نحن نجتمع على مدار اكثر من ثلاثين سنة ولم يتعطل مؤتمرنا. يحمل المؤتمر القومي مشروعا نهضويا حضاريا. هل ما زالت الحاجة ملحة الى هذا المشروع في أمّتنا؟ نرد بنعم. ولو انتفت هذه الحاجة لانتهى المؤتمر. وعلى وقع "طوفان الاقصى" يحس أي عربي ان من واجباته ان يعلن موقفا من المعركة في فلسطين، ويطالب بتحرك عربي ورسمي وشعبي ودولي لمساندة الفلسطينيين اصحاب الارض.
 
هل هناك من تضييق على اعضاء المؤتمر في بلدانهم؟
 
يرد بشور: "حتى الان لم يظهر تضييق علني، هناك تضييق غير مباشر على بعض الاعضاء الذين تم سجن مجموعة منهم لسنوات. يقوم موقفنا على الاستقلالية والدعوة الى المصالحة العربية، سواء بين الدول او داخلها، ونحن في المؤتمر لا نطلق خطابا حادا في ما يتعلق بالعلاقات العربية الداخلية. نقدم خطابا حادا في وجه الكيان الصهيوني ومن يدعمه، ونقف في وجه التطبيع. لا يقحم المؤتمر نفسه في الهجوم على هذا النظام او ذاك.
 
يقول: تأسس مؤتمرنا في اجواء الانتفاضة الفلسطينية الاولى وبدأت تنضج فكرته عام 1987، وكان على رأس الداعين هنا الدكتور خير الدين حسيب، والتوجه هو دعم الانتفاضة في الاراضي الفلسطينية والمقاومة في لبنان. كان موقفنا واضحا الى اليوم، وهو الوقوف ضد تصوير المقاومة إرهابية. وقد عقدنا دورات خاصة من اجل هذه المواقف.
 
بمَ يشعرعندما يسمع من يطالب بـ "العروبة الحديثة"؟
 
يجيب: "اكثر الله خير هؤلاء المنادين بالعروبة. اذا كان المقصود بالحديثة عروبة الوحدة ضمن التنوع فنحن اول من نادى بهذا الطرح. واذا كانت الغاية النهضة بالأمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي فنحن اصحاب المشروع النهضوي العربي. واذا كانت العروبة التمسك بالديموقراطية والدفاع عن حرية الرأي وحقوق الانسان فنحن معها. دافعنا عن الكثيرين من معتقلي الرأي، ومن بينهم اعضاء في المؤتمر في البلدان العربية. واذا كانت العروبة الحديثة لتحقيق العدالة الاجتماعية والدعوة الى التجدد الحضاري فنحن معها".
 
كيف يعلق على شعار "وطني اولا"؟
 
يقول بشور: "نحن نعتبر ان لكل قطر أولويته ضمن اولويات الامة. واذا كانت الاخيرة بخير تكون كل اقطارنا بخير. وعندما تواجه الامة تعثرا ومشكلات وحروبا ونكسات فلا يكون الوطن بخير. نلاحظ مثلا كيف انعكست الازمة اللبنانية على المنطقة كلها، فضلا عن الحرب في فلسطين. ولذلك نرى ان فكرة "وطني اولا" غير واقعية ما لم تكن من ضمن العروبة والوطن العربي الكبير اولا. اذا لم يكن كل هذا بخير فما من قطر عربي بخير".
 
ويرحب بشور بـ "التفاهم السعودي - الايراني الذي سيترك آثارا ايجابية على عموم العلاقات في المنطقة. نحن من دعاة افضل العلاقات بين العرب ودول جوارهم، ايران وتركيا واثيوبيا وغرب افريقيا".