دخلت الحرب في الجنوب مرحلةً جديدةً اليوم بعد عملية نوعية لإسرائيل استهدفت خلالها قائداً عسكريّاً كبيراً في "حزب الله" وثلاثة عناصر ميدانيين، بغارة على بلدة جويا مساء الثلاثاء.
اغتيال القائد في "حزب الله" طالب عبدالله "أبو طالب"، بعد القائد جواد الطويل في كانون الثاني الماضي، يُعدّ ضربة قاسية لـ"حزب الله" في الحرب المستمرّة في الجنوب منذ 8 أكتوبر، وقد استدعت التطورات الميدانية تهديداً من الحزب بـ"زيادة العمليات كمّاً ونوعاً"، عقب هذا الاغتيال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ "القيادي في حزب الله طالب عبدالله قام بالتخطيط وتنفيذ العديد من الأعمال ضدّ (مواطني دولة إسرائيل)".
كما نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر مشاهد لتنفيذ الغارة على بلدة جويا.
هذه العملية استدعت ردّاً عنيفاً من "حزب الله"، الذي أشعل مستوطنات الجليل وشمال إسرائيل، منذ الصباح الباكر، بحوالي 215 صاروخاً وقذيفةً حتى الساعة، و16 عملية بالأسلحة الصاورخية الموجّهة وصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية، استهدفت مقرّات عسكرية إسرائيلية مستحدثة ومواقع ميدانية.
عمليات "حزب الله" منذ الصباح
- استهداف مواقع رويسة القرن في مزارع شبعا، الرمثا في تلال كفرشوبا، السماقة، الراهب وراميا بقذائف المدفعية.
- قصف مصنع "بلاسان" للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة.
- قصف مقرّ قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
- قصف المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في "عميعاد" بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
- قصف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية.
استهدف ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
- مهاجمة التجهيزات التجسسيّة في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
- استهداف قوّات إسرائيليين في موقع المالكية بعد رصد تحرّكهم.
- استهدف مرابض مدفعية في خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها بصواريخ الكاتيوشا.
- استهداف موقع حدب يارين بصواريخ بركان واصابوه إصابة مباشرة.
- استهداف موقع حانيتا بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة.
- استهداف موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة.
- استهداف موقع بركة ريشا بصواريخ بركان واصابوه إصابة مباشرة.
- هجوم جوي بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على ثكنة حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810)، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضبّاط الثكنة وجنودها وأصابت أهدافها بدقّة
- وحدة الدفاع الجوي تصدّت لطائرة حربية إسرائيلية انتهكت الاجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض - جو، مما أجبرها على التراجع
وتزامناً مع هذه العمليات، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيليّة عن اندلاع حرائق في كريات شمونة وصفد بعد الضربات الصاروخية.
ودوّت صفارات الإنذار، صباح اليوم، في صفد وطبريا ومستوطنات عدّة في الجليل الأعلى شمالي إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّها المرّة الأولى التي تدوّي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الأول الماضي.
كما أفيد عن دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة من الجليل الأعلى والأدنى.
وفي السياق، أفاد إعلام إسرائيلي بأنّ الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكان أن يوجّه "حزب الله" أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيّمة في عمق إسرائيل رداً على عملية جويا.
إلى ذلك، صرحّ مسؤولون في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" أنّ "الحكومة لم تُقرّر بعد ما إذا كانت ستشنّ ضربة عسكرية واسعة النطاق على حزب الله في لبنان، لكنّها ستواصل تنفيذ عمليات القتل والضربات المستهدفة".
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إنّ "عبد الله كان قائداً لما يُسمّى بـ(وحدة النصر) التي قادت إطلاق الصواريخ على الجليل".
صفي الدين في تشييع القائد طالب عبدالله
في كلمة خلال مراسم التشييع، أكد رئيس المكتب التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أنّ " جوابنا بعد استشهاد "أبو طالب" أنّنا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً، ولينتظرنا العدو في الميدان".
وقال: "عهدنا لكل شهدائنا أنّنا سنمضي قدماً بثبات حتى يكتب الله نصراً مؤزراً موعوداً أو شهادة"، مضيفاً: "إذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل".
وحول القائد العسكري، قال صفي الدين: "الحاج أبو طالب كان مشروع شهادة منذ زمن وبطل من أبطال تموز 2006 ومن الذين ألحقوا الهزيمة بالعدو، وكان له حضور كبير ومميز في مسيرة المقاومة لا سيما في الدفاع عن لبنان وفلسطين".
وأكد أنّ "العدو ما زال على غيّه وحماقته حين يعتقد أن اغتيال القادة يضعف المقاومة ومجاهديها"، مشيراً إلى أنّه "إذا كانت رسالة العدو هي النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا، فعليه أن يعلم أن جوابنا قطعي وحتمي".
وشيّع جمهور "حزب الله" القائد طالب عبدالله في الضاحية الجنوبية، قبل أن يُنقَل جثمانه إلى بلدته عدشيت، جنوب لبنان، حيث سيُوارى الثرى عند السادسة مساءً.
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
وفي إطار التصعيد الميداني اليوم، نفّذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات جنوبية، إضافة إلى قصف مدفعي متواصل.
واستهدف الطيران المسّير المنطقة الواقعة بين بليدا وعيترون، وشنّ الطيران الحربي غارات على بلدات زبقين، ياطر، دير سريان، طلوسة، حولا، ياطر ومركبا.
في القصف المدفعي، طالت القذائف بلدات طيرحرفا، الجبين، بيت ليف، زبقين، العديسة، الطيري، بنت جبيل، الناقورة، يارون، ومارون الراس، إضافة إلى قصف فوسفوري استهدف شرقي بلدة العديسة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي منزلاً في حي الكسارة في ياطر، ونجا صاحب المنزل الذي أصيب إصابة طفيفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "قصف مبانٍ عسكرية لحزب الله في منطقتي ياطر ومركبا إلى جانب بنية تحتية للحزب في منطقة طلوسة".
واشنطن تسعى لخفض التصعيد
من ناحيته، جدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعواته إلى حل ديبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال إنّ "اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات".
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في الدوحة إنّه "ليس هناك شك لدي بأن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل ديبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط".
وتُنذر التطورات الميدانية المتسارعة بمزيد من التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل في الساعات المقبلة، وسط تأهّب من الجهتَين للردّ الفوري على أيّ عملية أو استهداف.