تزيد عملية الاغتيال النوعية التي نفّذتها إسرائيل مساء الثلاثاء في بلدة جويا من مخاطر تفلّت الجبهة الجنوبية أكثر وامتداد الحرب إلى حربٍ شاملة، سيستخدم خلالها كلّ من "حزب الله" وإسرائيل إمكانات عسكرية أكثر تطوّراً من المستخدَمة اليوم، منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وهذا التطوّر العسكري لـ"حزب الله"، يُعالجه تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، اعتبر خلاله أنّ "حزب الله قد راكم ما يكفي من القدرات على مدى العقد الماضي ليُشكّل الآن تهديداً استراتيجيّاً لإسرائيل".
وقال مسؤول في "فيلق القدس"، للمجلة الأميركية، إنّ "حزب الله يمتلك الآن أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجّهة بدقّة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات".
وبحسب تقرير المجلّة، فإنّ "ترسانة حزب الله تشمل، وفق ما تم الكشف عنه خلال هذه الحرب، مسيرات انتحارية وأخرى مزوّدة بصواريخ روسية الصنع تُتيح شنّ هجمات جوية من داخل الأراضي الإسرائيلية، إلى جانب نوع من الصواريخ الإيرانية يُسمّى "ألماس" مزوّد بكاميرا، وهو مستوحى من صاروخ "سبايك" الإسرائيلي".
ويرى المسؤول الإيراني أنّ "هذا العتاد يُغيّر قواعد اللعبة إذ يجعل المقاتلين أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق".
إلى ذلك، ذكرت مجلة "فورين بوليسي" تفاصيل عن ترسانة إسرائيل أيضاً، واعتبرت أنّها "أكبر بكثير من صواريخ جو-أرض تُطلق من طائرات حربية مختلفة وطائرات بدون طيار مسلّحة".
وتضيف المجلة أنّه "بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من المواجهات، أصبح من الواضح الآن أنّ كلاً من حزب الله وإسرائيل يدركان أن أي حرب واسعة النطاق بينهما ستكون مدمرة، ويدرك حزب الله أن لبنان سوف يُدمّر في حال نشوب الحرب، مع سقوط آلاف الضحايا. لكنّ إسرائيل تدرك أيضاً أن ما واجهته في غزة خلال الأشهر الماضية، من دون تحقيق أهدافها الكاملة، لا يقارن بالحرب مع حزب الله".
وفي التحليل أيضاً، ترى المجلة أنّه "في ظل الظروف الحالية، رغم أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يرغب في إطالة أمد الصراع في غزة، على الأقل من خلال الانتخابات الأميركية، إلّا أنّ ذلك لا يشير بالضرورة إلى نية لبدء حرب شاملة في لبنان. وقد يدفع نتنياهو الوضع إلى حافة الهاوية لزيادة الضغط على حزب الله محلياً ودولياً. لكنّ حزب الله يواجه التصعيد الإسرائيلي بإجراءات متبادلة بهدف ترسيخ قوة الردع لديه. ومن الواضح أن التهديد بالحرب في الوقت الراهن يظل مجرد مناورة استراتيجية وليس حقيقة وشيكة".