استأنف "حزب الله" عمليّاته ضدّ المواقع الإسرائيلية صباح اليوم، بعد يوم عنيف وخطر جدّاً، شهد هجوماً مركّباً هو "الأوسع والأشمل" للحزب على مقرّات الشمال منذ 8 أكتوبر، تبعته غارات إسرائيلية عنيفة ليلاً هزّت بلدة جناتا وقضاء صور، وأدّت إلى سقوط مدنيين.
التصعيد الميداني المتواصل يترافق مع تحذيرات أميركية من انفجار الوضع على الحدود اللبنانية، وسط جهوزية معلنة لـ"حزب الله" بالاستعداد للمرحلة المقبلة.
فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ "الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من أنّ أيّ خطوة عسكرية في لبنان قد تخرج عن السيطرة"، فيما أفادت أوساط مقرّبة من "حزب الله " لـ"النهار" بأنّ "الحزب لم يستعمل سوى نسبة محدودة من جهوزيته العسكريّة، وبدأ في الآونة الأخيرة يرفع منسوب هذه الجهوزية".
التطورات الميدانية
ميدانيّاً، نفّذ "حزب الله" عدداً من العمليات منذ الصباح، فقد أعلن عن استهداف مواقع "المطلة في الجليل، والرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا، بالأسلحة الصاورخية المناسبة، إضافة إلى استهداف تجمّع لجنود العدو الصهيوني في خلّة وردة".
كما استهدف "حزب الله" "مستوطنتَي كريات شمونة و"كفرسولد" بعشرات صواريخ الكاتيوشا و"الفلق" ردّاً على غارة جنتا".
وأطلق "حزب الله" أكثر من 30 صاروخاً باتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل، تزامناً مع دوي
صفارات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها.
ورداً على اعتداء جناتا ليل أمس، استهدف حزب الله مبان يستخدمها الجنود في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها مباشرة.
كما نعت حركة أمل "الأخت الرسالية الشهيدة سالي حسين سكيكي من بلدة دير قانون النهر".
كما أفاد مراسل "النهار" عن دوي انفجار صواريخ إسرائيلية اعتراضية في أجواء المنطقة الحدودية.
وجال في المكان المستهدف في جناتا، حيث عاين الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والمحال المجاورة وظهر أنّ المبنى المؤلف من 3 طبقات تحوّل إلى ركام فيما كان دخان النيران لا يزال يتصاعد من مستودع الأخشاب، كما تصدعت عدة أبنية ومنازل وسيارات.
وأفاد المراسل أنّ بلدة جناتا تتعرض للقصف الاسرائيلي من الحربي للمرة الثانية، حيث استهدف منزلاً غير مأهول عند اطراف البلدة.
وشدد حسن زلزلي، الذي يقيم بالقرب من المكان المستهدف، أنّ "المبنى وكل المنازل المجاورة هي للمدنيين وأنّ الشهيدتين دلال وسالي،قضتا في سبيل الوطن، وسنبقى صامدين وبالمرصاد لهؤلاء الأعداء وقتلة الاطفال والنساء".
إلى ذلك، أعلنت "القناة 12 الإسرائيلية" عن "اندلاع حريق في أفيفيم نتيجة سقوط صاروخين مضادين للدروع أطلقا من لبنان".
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ "إطلاق 6 صواريخ مضادة للدروع من لبنان ألحقت أضراراً بمنزلين في المطلة، وتسبّبت باندلاع حريق ضخم".
ونقل موقع "إسرائيل هيوم" أنباء تُفيد بأنّ "وزارة الصحة الإسرائيلية تجري تقييماً للوضع في ظل التصعيد في الشمال".
وصباحاً، دوّت صفارات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها في سهل الحولة والجليل الأعلى تزامناً مع إطلاق رشقات صاروخيّة من لبنان.
أمّا في الاعتداءات الإسرائيلية، فقد استهدفت المدفعية الثقيلة عدداً من قرى المنطقة الحدودية كفركلا، ميس الجبل والخيام بقذائف بعضها فوسفوريّة.
وفي سياق منفصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن "تحطّم مسيّرة أمس في منطقة مفتوحة في مرج ابن عامر بالجليل بسبب خلل تقني".
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "المسيّرة التي سقطت من طراز "هيرمز 900"، وهي من النوع ذاته الذي أسقطه حزب الله أخيراً".
غارة عنيفة على جناتا
استفاق أهالي بلدتَي جناتا ودير قانون النهر على مأساة استشهاد سيّدتَين وإصابة 19 شخصاً من الأطفال والنساء، بعد غارة إسرائيلية عنيفة هزّت ليلاً قرى قضاء صور.
خلّفت الغارة دماراً كبيراً في حيّ سكنيّ في جنّاتا، بعدما استهدفت مبنًى من ثلاثة طوابق، فسوّته بالأرض، فيما أحدثت الغارة أيضاً أضراراً في الممتلكات والبيوت المحيطة.
وأدّت الغارة إلى احتراق معمل للأخشاب ومستودع مجاور للمبنى، إضافة إلى تضرّر عدد كبير من المنازل والمحال التجارية المجاورة للمكان وصولاً إلى الطريق العامة.
وفي سياق منفصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن "تحطّم مسيّرة أمس في منطقة مفتوحة في مرج ابن عامر بالجليل بسبب خلل تقني".
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "المسيّرة التي سقطت من طراز "هيرمز 900"، وهي من النوع ذاته الذي أسقطه حزب الله أخيراً".